يعرف استشاري الجهاز الهضمي والكبد، والتغذية بمدينة الملك فهد الطبية، الدكتور بدر السليم، «حساسية القمح»أو«تحسس القمح»، (مرض سيلياك)بأنه اضطراب يصيب الجهاز الهضمي، والأمعاء، ويؤدي إلى ضمور وتلف أهداب الامتصاص المبطنة للأمعاء الدقيقة وبالتالي ضعف أو توقف امتصاص الغذاء والمعادن والفيتامينات المهمة لجسم الإنسان. تأخر النمو ويتأخر ظهور أعراض المرض، حيث تلاحظ عادة بعد تعرض الأمعاء المزمن لمادة الجلوتين في بعض أنواع الغذاء، أي مع بداية إطعام الطفل، الغذاء الذي يحتوي على المادة النشطة التي تعرف علميا ب «جيليادين»، حيث تحدث التفاعل المناعي مع الغشاء المبطن للأمعاء.وذكرد. سليم أن الإصابة تظهر غالباً من عمر الستة أشهر، وهي مرحلة إعطاء الطفل القمح وقد يصاب به أي شخص حتى سن الثمانين سنة. وتظهر على المريض أعراض متفاوتة، ولكن الغالبية العظمى من الحالات تبدأ بأعراض الإسهال وضعف النمو. تأكيد التشخيص كما يظهر فقر في الدم لدى بعض المرضى مع هبوط في مستوى البروتينات، وأول فحص للكشف عن وجود المرض هو البحث عن الأجسام المضادة لمادة الجليادين في الدم، إلا أن ذلك الفحص لا يعد فحصا تأكيديا، وعندها يلزم عمل فحص أكثر حساسية، وهو الكشف عن أجسام مضادة خاصة Endomysial-antibodies و Tissue transglutaminase، ولتأكيد التشخيص يعمل عادة منظار للجهاز الهضمي العلوي، حيث تؤخذ عينة من الجدار المبطن للأمعاء،التي قد تظهر ضمورا في أهداب ونتوءات الامتصاص.وعادة ترجع النتوءات والأهداب إلى طبيعتها بعد الامتناع عن الأغذية المحتوية على مادة الجلوتين. إيقاف الحمية ويؤكد الدكتور بدر السليم أنه ليس هناك نسبة مؤكدة لعدد هؤلاء المرضى في المملكة، إذ يوجد في مدينة الملك فهد 120 حالة، عدا المرضى الذين لم يتم اكتشاف المرض لديهم. موضحا عدم وجود أي علاج لهذا المرض حتى الوقت الحالي، وقال» شاركت مؤخراً في مؤتمر وهناك كبسولات لم يتم طرحها إلى الآن بالأسواق ومازالت تحت الدراسة وهي تقلل نسبة الجليادين في الأكل». كما نبه الدكتور السليم إلى أن المرضى الذين يتوقفون عن الحمية في سن المراهقة ولا تظهر عليهم الأعراض لفترة لايعني شفاءهم بالضرورة، ويجب على الأهالى الحذر من إيقاف الحمية. مصادر الجلوتين ويوجد الجلوتين في القمح والشعير والشوفان والحنطة وبعض أنواع المكرونة والخبز، والوجبة الخالية من البروتين، تعني الامتناع عن تناول هذه الأغذية، لذا فإنه من المهم الابتعاد عن تلك المنتجات والاستعاضة عنها بمنتجات خالية من الجلوتين، مثل دقيق الذرة والبطاطا، والأرز، والصويا لعمل بعض المعجنات المناسبة للمريض، وتوجد تلك المنتجات في بعض متاجر» السوبرماركت» إلا أن كثيرا من المرضى يواجهون صعوبات كبيرة في الحصول عليها، ويعني الأهالي من ندرتها وغلاء ثمنها، لذلك يتوجب على وزارة الصحة تأمين هذه المنتجات لهؤلاء المرضى إذ إنها تعد دواء ضرورياً لهم. أعراض محتملة ل «تحسس القمح» (جرافيك الشرق)