أعتقد أن القيل والقال الذي نسمعه الآن عن انفلونزا الطيور هو مثل الذي سمعناه عن «جنون البقر» قبل مدة من الزمن. في العام قبل الماضي - وكان يمر شهر الصوم - شاع بين الناس أن المفروم المستورد، والذي اعتاد الناس عليه عند عمل «السنبوسة» يحمل الوباء. وأصاب الناس الشك وارتابوا من اللحم المستورد. الآن الطيور تطير ولا تستورد، ويقودني الاعتقاد أنه ليس أمامنا إلا السمك، هذا إذا ما جاءنا خبر يقول ان السمك ايضاً يُهاجر، وعلينا أن ندرس مسألة تلك الهجرة، ونحن في الشرق الأوسط نفتقر إلى الرأي الواضح والسليم في مثل هذه الأمور. تندّر بعض الناس إبان الإشاعة - أو الحقيقة - التي كانت رائجة في ذلك الزمن فقال بلهجة العامة: «أشوف نفسي... إذا وقفت أمام المرآة... انني أضحك دون سبب. وبما أن الحكمة تقول: الضحك بلا سبب من قلة الأدب، فإنني اعتقد ان مفروم السنبوسة آت من البلدان الموبوءة ب«جنون البقر». وأذكر أن مرضاً معدياً كانت تعاني منه الأغنام والضأن اسمه «أبارمح» يقضي على الضحية.. وأعراضه مثل الأعراض التي نشاهدها في التلفاز، تدور البهيمة حول نفسها.. عاجزة عن سلامة المشي والاستقامة. مما يدل على أن المخ لا يقوم بوظيفته. الأسماك - لو أُصيبت - لا قدر الله فسوف لا نرى أعراض المرض، لأنها تحت سطح البحر .. والله الواقي.