بدأت عروض "مهرجان أفلام السعودية" على أربع فترات زمنية متعاقبة ابتداء من الساعة الرابعة مساء، وحتى الحادية عشرة مساء، في مقر جمعية الثقافة والفنون في الدمام، ورافق ذلك انطلاقة الورش الفنية المصاحبة للمهرجان حيث قدم الناقد والمؤلف البحريني محمد حداد ورشة موسيقى الفيلم وأهميتها في بناء الحالة الدرامية للفيلم، وقدم السيناريست الاماراتي محمد حسن أحمد ورشة "فن كتابة السيناريو" وتتناول تطوير القصة وتعريف تقنيات السرد في الفيلم، كما قدم المخرج والناقد السوري مالك نجار ورشة صناعة الأفلام الروائية بأنواعها ومعرفة الخطاب واللغة البصرية والقواعد الإخراجية. وأبدى القاص السعودي محمد البشير سعادته والفرحة الكبيرة للمشاركين من صناع الأفلام والمهتمين بالصورة بعد انقطاع طويل بمسافة سبع سنين ما بين الدورة الأولى والدورة الثانية للمهرجان، ويرى أن عروض الأفلام في اليوم الأول كانت جيدة، وأن هناك تجارب تستحق التقدير وتجارب أخرى تحتاج إلى رؤية وإرشاد وتوجيه لإخراج صورة وتجربة أجمل، كما استحسن البشير خطوة جامعة عفت باستحداث فرع أكاديمي للأفلام، لتكون رافداً مهماً وجاذباً ومشجعاً لتحقيق صناعة مبشرة في المستقبل. وطالب أحد أصغر المخرجين المشاركين في المهرجان علي الحسين بتكثيف الدورات وورش العمل وأكاديميات متخصصة للتدريب والتعليم بما يتوافق مع كثافة الحماس والرغبة لدى الشباب والمهتمين بالأفلام. فيما أشاد المخرج والمنتج ماهر الغانم بتنظيم المهرجان، والحضور الذي كان باهراً جداً، مشيراً إلى التحسن الملحوظ في استخدام أدوات صناعة الفيلم وظهور علامات نضج في هذا المجال ليكون القادم أكثر حرفية وجمالية. وشهد اليوم الأول عرض تسعة عشر فيلماً سعودياً تنوعت في أفكارها وأساليبها، من ضمنها الفيلم الروائي "نص دجاجة" للمخرج عبدالله أحمد، والذي عزف على وتر شخصية "شارلي شابلن" الشهيرة مقدماً تفاصيل يوم في حياة الشخصية في مدينة الرياض، كما قدم الفيلم الروائي "مريم" للمخرج عبدالله حمد الزيد، قصة شاب يحاول حل مشكلة بينه وبين زوجته، أما المخرج ماجد السيهاتي فقدم الفيلم الروائي "الأمل" عن شابين تائهين يبحثان عن طريق يخرجهما من الضياع. وقدم المخرج "ياسر علي" الفيلم الوثائقي "عزف المطر" وصور فيه حياة ومشاعر الناس بعد هطول الأمطار، فيما قدمت المخرجة نورا الفريخ فيلم "دورة العنف" عن فتاة تتعرض للاعتداء من قبل والدها المدمن فتنتقم منه، المخرج علي الحسين أحد أصغر المخرجين، قدم فيلماً شارك به في مسابقة أفلام الطلبة بعنوان "سطور" ويستعرض أهمية القراءة والثقافة وتأثيرها على المجتمع وحضارته، كما عرض في اليوم الأول الفيلم الوثائقي الحائز على الجوائز "الزواج الكبير" للمخرج فيصل العتيبي والذي تناول أكثر مراسم الزفاف غرابة وفرادة في جزر القمر. المخرج بدر الحمود عرض من جانبه فيلم "سكراب" لامرأة خمسينية وفتاة صغيرة، تعيشان على جمع الخردة المعدنية وبيعها، تعينهم على ذلك سيارتهما الوانيت الصغيرة، وهو مستوحى من قصة حقيقية. أما المخرج حسين المطلق فعرض فيلمه "باص 321" الذي شارك به في مهرجان دبي السينمائي الأخير وهو عن رجل أربعيني يعمل كسائق باص مدرسة يحمل الرقم "321"، يجبر على ترك عمله فيستولي عليه الخوف من ركوب أي باص أو الاقتراب منه. كما عرضت المخرجة شهد أمين فيلمها الروائي "حورية وعين" الذي يروي قصة طفلة تبلغ من العمر عشر سنوات تعيش في قرية لصيد الأسماك على ساحل شبه الجزيرة العربية. لطالما أرادت مرافقة والدها في رحلات الصيد ليلاً، لكنه لا يسمح لها بذلك، فتكتشف السر وراء ذلك. فيما قدم المخرج محمد سلمان فيلماً بعنوان "قاري" عن عائلة يُعتبر القاري فرداً منها، لا تستمر حياة أفرادها بدونه، أما المخرج أسامة صالح فقد قدم فيلم "ليس هكذا" عن شاب مسلم في أمريكا يعمل كمصور فوتوغرافي، يواجه اختباراً صعباً يوقعه بين التزامه بتعاليم دينه وبين الوقوع في حب فتاة تحاول جذب انتباهه. جانب من الورش المصاحبة للمهرجان جمهور غفير حضر العروض