من شاب مسلم في أميركا يعمل مصورا فوتوجرافيا، يواجه اختبارا صعبا يوقعه بين التزامه بتعاليم دينه وبين الوقوع في حب فتاة تحاول جذب انتباهه، على نحو ما يصوره فيلم "ليس هكذا" للمخرج أسامة صالح، إلى الفيلم الوثائقي "البسطة" الذي يصور حياة وعمل البائعين على الطرقات، للمخرج محمد الحمادي، تسلسل شريط عرض أفلام "مهرجان أفلام السعودية" الذي أطلقه فرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام، الجمعة الماضي ويختتم مساء غد، على أربع فترات زمنية متعاقبة ابتداء من الساعة الرابعة مساء وحتى ال11، وتفاوتت الأفلام بشتى أشكالها وألوانها، لكنها في المجمل بعثت أملا وأحيت حلما متجددا في تأسيس صناعة سينما حقيقية في المشهد السعودي. وعرض مساء السبت الفيلم الروائي "نص دجاجة" للمخرج عبدالله أحمد علي، الذي تناول يوما في حياة متشرد بالرياض، والفيلم الروائي "مريم" للمخرج عبدالله حمد الزيد، عن شاب يحاول حل مشكلة بينه وبين زوجته، الفيلم الروائي "جناح الضيافة" للمخرج فهمي فاروق فرحات، عن ثلاثة فنانين يقيمون في فندق من أجل لقاء مستثمر هو أملهم الأخير، المخرج ماجد السيهاتي يقدم الفيلم الروائي "الأمل" عن شابين تائهين يبحثان عن طريق يخرجهما من الضياع، الطرق عدة، فالاختيار صعب، المخرج مهنا عبدالله المهنا قدم "نملة آدم" عن معتقل يتعرض لقسوة المعاملة في سجنه الانفرادي. يطول به الأمد في السجن، فيبحث عن مؤنس لوحدته فيجده في نملة. المخرج "ياسر علي" قدم الفيلم الوثائقي "عزف المطر" ويصور حياة الناس ويستعرض مشاعرهم بعد هطول الأمطار. المخرجة نورا الفريخ تقدم فيلم "دورة العنف" عن فتاة تتعرض إلى الاعتداء من والدها المدمن فتنتقم منه. المخرج علي الحسين أحد أصغر المخرجين، يقدم فيلما شارك به في مسابقة أفلام الطلبة بعنوان "سطور" ويستعرض أهمية القراءة والثقافة وتأثيرهما في المجتمع وحضارته. المخرج فيصل العتيبي يقدم الفيلم الوثائقي "الزواج الكبير" عن أكثر مراسم الزفاف غرابة وفرادة في جزر القمر، وتستمر الاحتفالات أسبوعين، يُعتقد أنها تمنح العريسين حياة هانئة. المخرج بدر الحمود قدم فيلم "سكراب" لامرأة خمسينية وفتاة صغيرة، تعيشان على جمع الخردة المعدنية وبيعها، تعينهما على ذلك سيارتهما الوانيت الصغيرة، وهو مستوحى من قصة حقيقية. المخرجة شهد أمين قدمت الفيلم الروائي "حورية وعين" وهي لبنت تبلغ من العمر عشر سنوات في قرية لصيد الأسماك على ساحل شبه الجزيرة العربية. لطالما أرادت مرافقة والدها في رحلات الصيد ليلا، لكنه لا يسمح لها بذلك. يعود دائما حاملا لآلئ سوداء رائعة. المخرج محمد الفرج قدم الفيلم الوثائقي "ضائعون" ويصور جزءا من حياة سكان قرية في مدينة أبها السعودية لا يحمل أهلها الجنسية ولا أية أوراق ثبوتية مع أنهم ولدوا وعاشوا هناك. المخرج محمد سلمان، قدم الفيلم الروائي "قاري" عن عائلة يُعد القاري فردا منها، لا تستمر حياة أفرادها من دونه. المخرج علي حمزة قدم فيلم "بودر" عن طفل بريء لا يشعر بالانتماء، يحلم بأن يعيش بين أقرانه بسلام، يبحث عن حل يكون مفاجأة للجميع. المخرج ماجد العثمان قدم الفيلم الروائي "صراع" وهو فيلم تجريبي يستعرض ما يواجهه المبدع في المجتمع. المخرج محمد الهليل قدم الفيلم الروائي "أنا وأبوي" عن طفل يعيش يوما كاملا مع أبيه، لكن الواقع على خلاف ذلك. إلى ذلك بدأت أول من أمس الورش الفنية المصاحبة للمهرجان حيث قدم الناقد البحريني محمد حداد ورشة موسيقا الفيلم وأهميتها في بناء الحالة الدرامية للفيلم، وقدم السيناريست الإماراتي محمد حسن أحمد ورشة "فن كتابة السيناريو" وتتناول تطوير القصة وتعريف تقنيات السرد في الفيلم، كما قدم المخرج والناقد السوري مالك نجار ورشة صناعة الأفلام الروائية بأنواعها ومعرفة الخطاب واللغة البصرية والقواعد الإخراجية. وأبدى القاص السعودي محمد البشير سعادته والفرحة الكبيرة والمشاركين من صناع الأفلام والمهتمين بالصورة بعد انقطاع طويل بمسافة سبع سنين ما بين الدورة الأولى والدورة الثانية للمهرجان، ويرى أن عروض اليوم الأول كانت جيدة، وأن هناك تجارب تستحق التقدير وتجارب أخرى تحتاج إلى رؤية وإرشاد وتوجيه لإخراج صورة وتجربة أجمل. كما استحسن البشير خطوة جامعة عفت باستحداث فرع أكاديمي للأفلام ليكون رافدا مهما وجاذبا ومشجعا على تحقيق صناعة مبشرة في المستقبل.