بينما سجلت أرقام السعوديين المصابين بمرض السكري نحو 3.6 ملايين شخص، بلغت نسبة المصابين والمعرضين للإصابة بهذا المرض الى 38 في المئة، واحتل المملكة المركز الاولى في نسبة المصابين بالمرض في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وقال الدكتور سعود السفري استشاري الغدد الصماء ورئيس قسم الأمراض الباطنية مدير مركز السكري في مستشفى القوات المسلحة بالهدا: "بات ارتفاع معدلات الإصابة بالنوع الثاني من السكري في المنطقة يمثّل مصدر قلق بالغ لا تقتصر دواعيه وأسبابه على الزيادة الكبيرة في معدل المضاعفات الناجمة عنه كأمراض الكلى أو أمراض القلب والأوعية الدموية فحسب، بل نتيجة أيضاً لتأثيراته السلبية على المجتمع فيما يتعلق ارتفاع معدلات الإنفاق على وسائل العلاج". وأضاف: "نشهد حالياً قبول الأفراد لمرض السكري والتسليم به على أنه أحد الأمراض المرتبطة بنمط الحياة الذي يعيشونه، من دون إدراكهم لطبيعة المضاعفات الخطيرة الناجمة عنه والتي لا بدّ من السيطرة عليها كي لا تشكل تهديداً حقيقياً على حياتهم. لذلك وضعنا على سُلَّم أولوياتنا مساعدة المرضى على فهم المرض واتخاذ الاحتياطات والتدابير الوقائية اللازمة." مشيرا الى أن عدد المصابين في المملكة وصل على 3.6 ملايين شخص، وبنسبة 23.9 % كأعلى نسبة في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا حسب الاحصاءات العالمية، وهناك 13% معرضون للاصابة خلال الثلاث سنوات المقبلة؛ وهذه الارقام مؤشر خطر على نمط المعيشة غير الصحي الذي ننتهجه، بينما الأرقام الأكثر إخافة هي تنامي عدد الاطفال المصابين بالنوع الثاني من السكري الذي كان يصيب من يتجاوزن سن ال 40 سنة، اما الان فهناك اعداد كبيرة ممن يقلون عن سن 20 سنة،. وأوضح السفري، هذه الارقام تتطلب جهودا من كافة الجهات لمواجهة المرض، وفي المقام الاول التثقيف بنوعية الاغذية وممارسة الحركة والتشجيع على الرياضة، وهذا واجب مشترك على الجميع، فنشر الوعي بخطورة الوضع الحالي والعادات الممارسة يجب أن يتصدى له الجميع. جاء ذلك خلال الجلسة العلمية ضمن فعاليات "المؤتمر الثالث للسكري في الشرق الأوسط" المقام على هامش "معرض الصحة العربي 2015"، حيث تضمنت شرحاً لواقع النوع الثاني من داء السكري في منطقة الشرق الأوسط، ومعلومات حول مثبطات إنزيم الببتيديز ثنائي الببتيد (DPP-4)، والمعالجة باستخدام مثبطات ناقل الصوديوم والجلوكوز المساعد (SGLT-2)، إضافة إلى عرضٍ لنتائج الدراسة الاستقصائية العالمية (IntroDia) التي أجراها أطباء حول هذا النوع من السكري. وشملت الدراسة ما يزيد على 6700 طبيب، إلى جانب 10000 مصاب بالنوع الثاني من مرض السكري في أكثر من 26 دولة حول العالم. وهدفت هذه الدراسة إلى فهم آليات التواصل والحوار بين الأطباء والمرضى في المراحل المبكرة من الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري، بالإضافة إلى التحديات التي يواجهونها في هذا الصدد. وتعتبر اللحظة التي يتمّ فيها تشخيص المريض بالإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري من اللحظات الصعبة والحساسة، إذ يمرّ العديد من الأشخاص بأوقات عصيبة خلال تلك الفترة. كما يواجه المصابون بالسكري مجموعة كبيرة من التحديات تتمثل في ضرورة تناول أدوية جديدة، وإجراء تغييرات على نمط حياتهم اليومية، التي من شأنها أن تؤدي إلى الشعور بالضيق والاضطرابات النفسية. وقال كريم العلوي الرئيس التنفيذي للشركة التي أجرت الدراسة في الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا: "نحرص على بذل جهود حثيثة ومتواصلة بهدف فهم التحديات العلاجية التي يواجهها الأطباء والمرضى، والحاجة إلى ابتكار أدوية متقدمة من شأنها مساعدة الأفراد على تحقيق نتائج أفضل مع ضمان الحد الأدنى من الآثار السلبية المترتبة على نمط حياتهم."