أكد جان كلاود مبانيا رئيس الاتحاد العالمي لمرض السكري أن هذا المرض أصبح يمثل مشكلة عالمية تحتاج للتدخل الفوري، نظرا لانعكاساته السلبية على الحياة الاجتماعية والصحية للمصابين به، كما دعا مبانيا المجتمع الدولي للتعاون المشترك من أجل مواجهة المرض، مشيرا إلى أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعد من أعلى المناطق في العالم من حيث الإصابة بداء السكري. من جانبه أشار الدكتور وائل القاسم - مدير عام المكتب العملي لشركة ميرك شارب إلى أن نسبة المصابين بمرض السكري في المملكة تصل إلى 32.4 % وهذه النسبة لمن فوق سن 18 عاما، وهي لا تشمل الأطفال، وهذا يعني 1 من كل 3 بالغين في المملكة مصاب بالسكري، حيث تأتي المملكة في المركز الثالث عالميا من حيث نسبة الإصابة بالسكري بعد سلطنة بروناي ودولة الإمارات العربية المتحدة، مشيرا إلى أن المملكة تنفق ما يقارب 19 مليار دولار على الرعاية الصحية، منها 3 مليارات دولار على داء السكري وحده. د. وائل القاسم وتوقع القاسم زيادة عدد المصابين بالسكري بنسبة 50% خلال ال 20 سنة القادمة، مؤكدا أنه لا يوجد علاج جذري لمرض السكري على المدى القريب، رغم الاهتمام الكبير الذي توليه مراكز الأبحاث لهذا المرض، وتطويرها المستمر لنوعية الأدوية، حيث طرحت MSD عقارا يخفض مستوى السكر في الدم إلى المستوى الطبيعي يعرف باسم جانوفيا JANUVIA، كما قامت الشركة أيضا في إطار جهودها الرامية لعلاج السكري بطرح عقار جانوميت Janumet الذي يتم تناوله مع عقار جانوفيا، حيث يعمل العقاران معا على تحقيق أفضل تحكم في مستويات السكر في الدم، بما يعني التحكم في المرض بصورة دائمة، خاصة لدى مرضى السكري من النوع الثاني. من ناحيته، طالب الدكتور سعود السفري رئيس أقسام الغدد الصماء والسكري في مستشفى القوات المسلحة في الهدى بمشروع وطني للكشف الدوري عن مرض السكري، على أن يكون هناك تنسيق بين كل من وزارة الصحة والإعلام والتربية والتعليم لرفع مستوى الوعي بالمرض، مضيفا أن الأرقام الحالية مخيفة وأمام كل حالة مكتشفة هناك حالتان لم تكتشف بعد. والأدهى من ذلك أن الأعراض الكلاسيكية للمرض مثل العطش وكثرة التبول لا تظهر إلا على 20% من المصابين والبقية لا تكتشف المرض إلا بعد فترة تتراوح بين 5 إلى 10 سنوات عن طريق الصدفة، ووقتها تكون المضاعفات قد بدأت، سواء بالتأثير على الشبكية أو الأوعية الدموية بصفة عامة. د. سعود السفري وأضاف السفري أن البعض يقول "جاني السكري فجعة"، والحقيقة أن المرض موجود من الأول ولكن عند وجود ضغط معين فإن نسب السكر ترتفع ويُكتشف حينها، فالسكري لا يأتي مع الفجعة، وإنما يظهر عند الضغط الزائد ويكون الإنسان مصابا به أساسا. نفس السياق، قال الدكتور خالد عبدان ان هناك نوعين من مرض السكري، الأول يمثل 10% من المصابين وهو وراثي بحت وعلاجه بالأنسولين فقط، أما النوع الثاني فهو الأكثر انتشارا (90% من الحالات) ومشكلته أنه لا يُكتشف إلا بعد أن يدمر نصف خلايا البنكرياس، مضيفا أن المرحلة الحالية تتطلب التركيز على التوعية الصحية خاصة لمرضى السكري والذي يحتاج إلى اهتمام أكثر بالرياضة وطبيعة الأطعمة والمشروبات، متطرقا إلى التطور الذي حصل في مجال أدوية السكري ولكنها ليست الحل حتى بعد النهج الجديد في دمج عدد من الأدوية لزيادة الفعالية مثل جانوفيا وجانوميت، مبينا أن الأرقام الصادرة عن الاتحاد العالمي للسكري تشير إلى أن المرض تسبب في وفاة 10.3 % من مجموع الوفيات على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال العام الجاري، بواقع 278 ألف وفاة.