لايختلف اثنان على الموهبة التي يمتلكها المهاجم نايف هزازي والتي جعلته واحداً من أهم اللاعبين في خارطة الكرة السعودية، بعدما استغل موهبته الكروية بشكل مميز وصنع له اسما في ملاعبنا ونال شعبية كبيرة على مستوى الناديين اللذين ارتدى شعارهما (الاتحاد والشباب) إضافة للجماهير السعودية التي اسعدها كثيراً خلال ارتدائه شعار "الأخضر" في المناسبات الدولية، ويعتمد المدرب الروماني كوزمين اولاريو على هزازي في كأس آسيا 2015م الأمر الذي أعاد له الثقة التي حرمها منه المدرب السابق الأسباني لوبيز كارو الذي ابقاه إلى جانبه كثيراً في مقاعد البدلاء في الفترة الأخيرة على الرغم من قيمته الفنية الكبيرة وصناعته للفارق بعد دخوله في عدد من المباريات. وخلال الجولتين الماضيتين من البطولة الآسيوية مع الصين وكوريا الشمالية برهن هزازي على أن نظرة كوزمين صائبة وكان عند حسن ظنه بعد المستويات الكبيرة التي قدمها خلال المباراتين على الرغم أنه أهدر ركلة جزاء في أول مباراة مع الصين، ووضع بصمته في المباراة الثانية وساهم في نيل المنتخب السعودي النقاط الثلاث، لكن الجماهير السعودية تنتظر من "الصقر" ماهو أفضل من ذلك خصوصاً في مباراة اليوم المصيرية مع أوزباكستان. هزازي سجل أهدافاً حاسمة طوال مشواره الدولي الذي شارك خلاله في 74 مباراة وهو من هدافي المنتخب المميزين، ونجح في تسجيل 13 هدفاً دولياً من بينها سبعة أهداف سجلها في مباريات ودية، وتتذكر الجماهير جيداً أهدافه في تصفيات كأس العالم 2010م وتصفيات مونديال 2014م وتصفيات كأس آسيا 2015م، وتعتبر المشاركة الحالية في كأس آسيا هي الثانية له بعد أن تواجد في النسخة الماضية في قطر عام 2011م، وشارك في ثلاث مباريات أولها مع سورية التي خسرها منتخبنا 1-2، وتميز في بداياته بالكرات الرأسية وبراعته فيها إذ استغل "الأخضر" تلك الميزة وتمكن عبرها من حسم عدد من المباريات لمصلحته، إلا أن هزازي في الفترة الأخيرة وبالتحديد بعد انتقاله للشباب تطور كثيراً وأصبح أكثر نضجاً خصوصاً داخل منطقة الجزاء وبات لاعباً شبه متكامل من خلال اجادته لصناعة الأهداف والتسجيل بقدمه مثلما كان يتميز برأسه. شهدت محافظة جدة عام 1989م ولادة "الصقر" هزازي، وبسبب إقامته فيها اختار اللعب للاتحاد وتدرج في فئاته السنية حتى وصل للفريق الأول وأثبت أحقيته بالمشاركة معه بل إنه دخل قلوب الجماهير الاتحادية بفضل أهدافه ومستوياته الكبيرة، ونجح مع الاتحاد في التتويج بلقب الدوري السعودي مرتين (2007-2009م)، إضافة إلى كأس خادم الحرمين الشريفين مرتين أيضاً (2010-2013م)، وعلى الصعيد الشخصي نال بشعار الاتحاد جائزة أفضل مهاجم سعودي (2009م)، وجائزة أفضل لاعب واعد في العام ذاته، وفي منتصف الموسم الرياضي 2012-2013م انتهى شهر العسل بين الاتحاد ونايف بانتقال الأخير للشباب بعد أن دخل في مشاكل مع الإدارة التي كأن يرأسها في ذلك الوقت محمد الفايز ونائبه عادل جمجوم، ومع الشباب مسح الصورة الباهتة التي كان عليها في أيامه الأخيرة مع الاتحاد، وأثبت للشبابيين بأنه صفقة رابحة، لكن إصابة الرباط المتصالب وقفت في وجهه بعد سلسلة من المستويات الكبيرة وحرمته من إكمال موسمه مع الشباب بعد أن كان ينافس على ترتيب هدافي الدوري السعودي في الموسم الماضي، وفي هذا الموسم كان رقماً صعباً مع شيخ الأنديه وقاده إلى التتويج بكأس السوبر السعودي على حساب النصر، وتعتبر بطولة السوبر هي البطولة الثانية له بشعار الشباب بعد كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال. المحللون الرياضيون أجمعوا على أن هزازي اليوم أفضل بمراحل من هزازي الأمس بعدما نجح في تطوير إمكانياته وأصبح يمتاز بالمهارة العالية والسرعة وصناعة اللعب إضافة إلى الميزة التي عُرف بها منذ أن ظهر اسمه في الساحة الرياضية وهي إجادته للكرات الرأسية، وتطمح الجماهير السعودية أن يسخر إمكانياته لمصلحة "الأخضر" في المشاركة الآسيوية وأن يساهم مع زملائه في عودة هيبة الكرة السعودية وإسعادهم بعد أن تذوقوا مرارة الخسائر في الأعوام الأخيرة، خصوصا أنه يعلم حجم الضغوطات الجماهيرية عليه وعلى بقية اللاعبين لذلك هو مطالب بجعلها عاملاً إيجابياً لاسيما وأنه من اللاعبين القلائل الذين يلعبون بحماس وقتالية داخل المستطيل الأخضر.