تُصنف إصابات الرباط الصليبي على أنها الخطر الأكبر الذي يهدد لاعبي كرة القدم، وسبق وأن خسرت الكرة السعودية لاعبين كبارا بسبب تلك الإصابة لعل أبرزهم لاعب الوسط نواف التمياط ومهاجم الشباب فهد المهلل وزميله عبدالله الشيحان ولاعبين آخرين هجروا المستديرة واعتزلوها، إلا أن ثمّة لاعبين لا يستسلمون بسهولة لتلك الإصابة فيعودون إلى الركض في الملاعب من جديد بتألق وكأن شيئاً لم يحدث. على سبيل المثال يُعتبر مهاجم الهلال ناصر الشمراني أحد اولئك اللاعبين إذ تعرض لقطع الرباط الصليبي مرتين احداهما مع الوحدة والأخرى مع الشباب، وبالرغم من ذلك عاد مهاجماً هدافاً وتربع على عرض هدافي الدوري السعودي ودوري أبطال آسيا، وأصبح بذلك مضرباً للمثل بالنسبة للاعبين الذين يصابون بذات الإصابة. ومن الأمثلة التي تستحق الذكر لاعب وسط الشباب عبده عطيف الذي تعرض هو الآخر لقطع في الرباط الصليبي "مرتين"، لكن إرادته أعادته للنجومية لا سيما وأنه يمتلك الموهبة، وأثبت عطيف خلال ظهوره الأول مع الشباب في هذا الموسم أمام الرياض بعد عودته إليه من جديد عقب رحلتين لم تستمرا طويلاً مع الاتحاد والنصر بأنه نجم موهوب بالفطرة وأنه مكسب للشباب، إذ ظهر وكأنه لاعب شاب من خلال تحركاته في الملعب ولمساته وتمريراته الذهبية للمهاجمين. الشبابيون كانوا يضعون أيديهم على قلوبهم بعد إصابة "الصقر" نايف هزازي بقطع في الرباط الصليبي للمرة الثانية في الموسم الماضي بعد أن تعرض لذلك أول مرة بشعار المنتخب السعودي، وتخوفوا من عدم قدرته على العودة مجددأ بذات التألق والتميز، إلا أن هزازي بدد مخاوفهم بعودته القوية عندما لعب دوراً كبيراً في تتويج الفريق بكأس السوبر بتسجيله هدفاً في شباك النصر وبمستواه في المباراة، وفعل الأمر ذاته في مباراة الرياض إذ هز شباكه وكان ورقة رابحة للمدرب البرتغالي موريس وشكل خطورة على مرمى الخصم خلال الدقائق القليلة التي لعبها، مما بعث الطمأنينة في نفوس الشبابيين على حال هزازي بعد عودته من الإصابة. الإصرار والحماس الكبير الذي كان عليه هزازي خلال فترة الإصابة كان ينبئ المقربين منه بأنه سيعود بمستواه السابق وربما أفضل، إذ كان مواظباً على برنامجيه العلاجي والتأهيلي بالإضافة إلى التدريبات وكان يسابق الزمن على العودة سريعاً للملاعب، حتى انه كان جاهزاً للمشاركة في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال في الموسم الماضي إلا أن المدرب التونسي عمار السويح فضل عدم المجازفة به، وهو ما أثار حفيظة هزازي في تلك الفترة لأنه كان يرغب في خدمة الشعار الشبابي الذي حقق معه بطولتين خلال أشهر قليلة. الشباب كسب "الصقر" نايف هزازي إذ يُثبت من مباراة لأخرى بأن جلبه لكتيبة "شيخ الأندية" ضربة معلم تحسب لإدارة خالد البلطان، فالهجوم بحاجة إلى هزازي في المرحلة المقبلة سواء خلال المسابقات المحلية أو البطولة الآسيوية، ولعل الملفت للأنظار أن علاقة هزازي مع ناديه الجديد وجماهيره تُشعر المتابع بأنه أحد أبناء النادي الذين تخرجوا من فئاته السنية إذ يخلص للشعار الشبابي بشكل كبير ويلعب للفريق بكل حماس واجتهاد، وأمثال "الصقر" تحتاجهم أنديتنا وقبل ذلك المنتخب السعودي ممن يحترقون من أجل الشعار الذي يرتدونه. منتخبنا السعودي يحتاج إلى هزازي كثيراً في المرحلة المقبلة خصوصاً وأنه مقبل على استحقاقين مهمين يتمثلان في كأس الخليج وكأس آسيا، لذلك نأمل أن يواصل "الصقر" مستوياته المميزة وعلاقته الوطيدة مع الشباك فمن مصلحة الأخضر السعودي تواجده وجاهزيته إلى جانب ناصر الشمراني ومحمد السهلاوي ومختار فلاتة وبقية المهاجمين.