لعب المدير الفني للمنتخب السعودي الأول لكرة القدم الروماني كوزمين أولاريو دوراً كبيراً في قيادة الأخضر إلى تسجيل أول فوز منذ ثمانية أعوام عقب تخطي عقبة كوريا الشمالية بأربعة أهداف مقابل هدف في المباراة التي جمعت المنتخبين أمس الأربعاء في ملبورن ضمن الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية لبطولة كأس أمم آسيا 2015 في أستراليا. ويعود آخر فوز للمنتخب السعودي في البطولة الآسيوية إلى نسخة عام 2007، إذ سجل وقتها المهاجم مالك معاذ هدفاً في شباك المنتخب الياباني في الدور نصف النهائي من البطولة، الذي كان مفتاح وصول المنتخب إلى المباراة النهائية التي خسرها بهدف نظيف أمام المنتخب العراقي. وجاء نجاح الصقور الخضر أمس في ضرب منتخب كوريا الشمالية برباعية مقابل هدف، ليجددوا آمال الأخضر في الوصول إلى الدور الثاني، ويؤكدوا العودة القوية للمنتخب وأنه مهما مر به من من ظروف فإنه لا يمكن استبعاده من حسابات الترشح أو المنافسة على اللقب. وقدم الأخضر مباراة كبيرة، وظهر بصورة متماسكة كشفت العمل الكبير الذي قدمه المدرب الروماني خلال الفترة الماضية على الرغم من قصر فترة إشرافه على المنتخب. وتصدى المدرب الروماني كوزمين أورلايو خلال الأيام القليلة الماضية لكافة العقبات التي كانت تهدد مشوار المنتخب السعودي في البطولة، وخاصة بعد الخسارة المفاجئة في افتتاح مبارياته في البطولة أمام المنتخب الصيني بهدف دون رد في بريزبن. كما تعامل كوزمين بصورة أكثر من رائعة مع الخلاف الذي نشب بين المهاجمين محمد السهلاوي ونايف هزازي، حيث نجح في احتواء المشكلة، وإقناع الثنائي بطي صفحة الخلاف، قبل أن يسارع إلى تقديم «تورتة» الصلح للثنائي، في الوقت الذي دعا فيه اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية إلى تناول وجبة عشاء في أحد المطاعم الشهيرة في مدينة ملبورن الأسترالية كلفته ما يقارب ثمانية آلاف ريال. ولم تقتصر وجبة العشاء على اللاعبين فقط، إذ حضرها الجهازان الإداري والفني ورئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد، ورئيس البعثة عبدالعزيز القرينيس، وهدف من خلالها المدرب الروماني كوزمين إلى إخراج اللاعبين من الضغوطات الكبيرة التي تعرضوا لها بعد الخسارة من الصين، وهو ما انعكس بشكل كبير على عطاءات اللاعبين الذين ظهروا بمستوى مشرف أمام كوريا الشمالية على الرغم من تأخرهم في بداية اللقاء بهدف. وركز المدرب الروماني كوزمين طوال الفترة التي أعقبت الخسارة من الصين على التهيئة النفسية للاعبين، وهو ما نجح فيه على نحو ما أظهره مستواهم في مباراتهم مع كوريا الشمالية، حيث قدم اللاعبون أفضل ما عندهم وخصوصاً الثنائي محمد السهلاوي ونايف هزازي، ولم يهتز أداء المنتخب على الرغم من تخلفه بهدف مبكر. وأعاد الفوز المستحق للأخضر على كوريا الشمالية الثقة إلى الشارع الرياضي الذي ارتفع سقف طموحاته، فبعد أن كان يتوقع خروجاً مبكراً للأخضر، أصبح أكثر ثقة في قدرة المنتخب على الذهاب بعيداً في البطولة الآسيوية، كما أثبت الظهور المتميز للسهلاوي وهزازي للجميع أنهما قادران على انتزاع لقب أفضل ثنائي في خارطة الهجوم السعودي في الفترة الأخيرة، مثلما كان عليه حال المنتخب مع الثنائي ياسر القحطاني ومالك معاذ اللذين قادا الأخضر إلى نهائي البطولة عام 2007م. وأصبحت حظوظ المنتخب السعودي في التأهل إلى الدور الثاني من البطولة الآسيوية كبيرة، إذ يكفيه التعادل أو الفوز على أوزبكستان الأحد المقبل في الجولة الأخيرة لمرافقة المنتخب الصيني وانتظار أستراليا أو كوريا الجنوبية لمواجهة أي منهما في الدور ربع النهائي. ووضحت علامات التفاؤل والثقة على لاعبي الأخضر من خلال حديثهم لوسائل الإعلام بعد نهاية مباراتهم مع كوريا الجنوبية، واتفق غالبيتهم على ضرورة مواصلة مشوار الانتصارات وإسعاد الجماهير السعودية التي لم تبخل عليهم بالدعم والمؤازرة. فيما أكد رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أن الفوز على كوريا الشمالية كان نتاجاً للعمل الكبير الذي قدم خلال الفترة الماضية، متطلعاً للأفضل في مباراة المنتخب الأخيرة في دور المجموعات.