هل نحن وحدنا في الكون؟ ألا توجد حضارات ذكية ومخلوقات عاقلة أخرى استخلفها الله في الكواكب البعيدة؟ للإجابة أحب أن أعرج على نقطتين: حسب ما توصلت له اكتشافات علم الفلك، ففي هذا الكون 400 مليار نجم مثل شمسنا و100 مليار مجرة مثل مجرتنا. ناهيك عما لم تصل إليه علومنا ومعارفنا الأرضية. وعليه ففي ظل عالم الاحتمالات فوجود الحضارات الأخرى وارد، هنالك أنماط من الحياة في بيئات صعبة جداً على البشر كالكائنات التي تعيش في أعماق المحيطات وفوهات البراكين وفي ثلج القطب الشمالي ورمال الصحارى القاحلة، ويستدل من ذلك على إمكانية تواجد أنماط من الحياة في بيئات صعبة بالنسبة للبشر في الكواكب الأخرى. وبناء على ما ذكر، فإذا اتفقنا على أن هنالك احتمالية لوجود مخلوقات عاقلة في الكواكب الأخرى، فالسؤال هو كيف يمكن أن نتواصل معهم؟ هنالك جهود ومشاريع في هذا المجال ومنها: مشروع فويجرVoyager)): قبل 37 عاماً أطلقت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا المهمة الفضائية فويجر في عام 1977م وعلى متنها المسباران فويجر-1 وفويجر -2 بهدف دراسة كواكب النظام الشمسي. وتمكن المسباران من تزويد العلماء ببيانات عن كواكب المشتري وزحل وأرانوس ونبتون والأقمار التابعة لها. المهم هنا أن المسبارين بهما سجل ذهبي فيه معلومات عن كوكب الأرض وسكانه ورسائل بالعديد من اللغات إلى جيراننا المحتملين في الكون من كائنات ذكية. وفي العام 2012م تمكن المسبار فويجر-1 من الخروج من فضاء المجموعة الشمسية ليكون أول مركبة صنعها الإنسان تتمكن من الوصول إلى هذه المسافة البعيدة في أعماق الكون. ومن المخطط أن يخرج المسبار فويجر -2 من نظامنا الشمسي العام المقبل. مشروع سيتي(SETI): بدأ عام 1960م ويقوم هذا المشروع على رصد إشارات لاسلكية وموجات رادوية تصدرها حضارات تمتلك تقنيات الاتصالات ولديها مستوى من الذكاء يمكنها من إرسال واستقبال الإشارات اللاسلكية. وتم إنشاء عدد من محطات الرصد في مناطق مختلفة من الأرض. ومؤخراً رصد (راديو تلسكوب آريسيبو) إشارات راديوية قادمة من الفضاء الخارجي من على بعد 240 مليون سنة ضوئية. المشكلة في الأسلوبين أعلاه هي عامل الزمن!! وللتوضيح فلو فرضنا أن المخلوقات الذكية استطاعت العثور على المسبار فويجر-1 أو فويجر-2 فالتقنيات المستخدمة فيهما تعود إلى سبعينيات القرن العشرين حيث لا انترنت ولا وسائل متقدمة لتخزين المعلومات. وما بالك إذا تم الاكتشاف بعد أربعين ألف سنة عندما يصل المسبار لأقرب النجوم منا!! وننتقل إلى مشروع سيتي للإشارات اللاسلكية، فإذا نجحنا في التقاط إشارات لحضارات أخرى في هذا الكون فذلك يعني أنها إشارات تعود إلى ماضي تلك الحضارة وليس واقعها المعاصر، وبلغة أسهل فضوء النجوم الذي نراه هو الشعاع الذي وصل إلينا من الماضي السحيق بعد أن قطع مئات الآلاف وملايين السنين الضوئية!! وفي ظل ما اطلع عليه الكاتب فلا يوجد في القرآن الكريم والسنة المطهرة ما ينفي وجود مخلوقات بالكواكب الأخرى. ومع التسليم باختلاف الآراء وصعوبة الجزم بصحة ما سيرد، فيستدل البعض على وجود مخلوقات عاقلة خارج الأرض في قوله عز وجل: "ولله يسجد ما في السموات وما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون"، ولاحظ هنا التمييز بين الدابة الموجودة في السماء والملائكة في الآية الكريمة. كما يستشهد البعض على إمكانية حدوث اللقاء بيننا وبين الحضارات الأخرى بقوله عز وجل: "ومن آياته خلق السموات والأرض وما بث فيهما من دآابة وهو على جمعهم إذا يشاء قدير".