قبل 35 عاما، غادر المسبار الاميركي فويجر-1 كوكب الارض في الخامس من ايلول/سبتمبر 1977 وانطلق في رحلة الى آفاق النظام الشمسي التي كانت مجهولة قبل ذلك للانسان. وتعمل فرق علمية عدة على تحليل المعلومات الواردة من المسابر الذي يطلع على حقائق جديدة حول النظام الشمسي، على غرار ما جاء في تقرير نشر الاربعاء عن "منطقة عبور" قبل حدود المجموعة الشمسية مع الفضاء الخارجي تسمى الغلاف الشمسي. واطلق برنامج "فويجر" التابع لوكالة الفضاء الاميركية (ناسا) المسبارين فويجر-1 وفوجير-2، كل الى وجهة، بفارق شهر بين اطلاق الاول والثاني. والهدف من هذين المسبارين هو دراسة الكواكب البعيدة في المجموعة الشمسية أي المشتري وزحل واورانوس ونبتون. ومنذ ذلك الحين، انطلق المسباران في رحلة إلى أقاصي النظام الشمسي، وقد وصل فويجر-1 الى حدود هذا النظام، ليصبح بذلك اول آلة من صنع البشر تتخطى حدود النظام الشمسي وتصل إلى الفضاء الخارجي. ويحمل كل من السمبارين ما يشبه الرسائل التي تلقى داخل زجاجات في البحر، وهي عبارة عن اسطوانة اطلق عليها اسم "فويجر غولدن ريكورد" تحتوي على صور وتسجيلات تختصر تاريخ البشر وتشتمل على رسم يوضح موقع الكرة الارضية في الفضاء، وصورة لجنين، وتوضيح لبينة وحمض الدي إن إيه، واصوات حيوانات، ومقطوعات موسيقية، ورسائل بخمس وخمسين لغة. ومن المعلوم ان فويجر-1 سيخرج من النطاق الشمسي حيث تسبح الارض والكواكب الاخرى في المجموعة الشمسية، ليدخل في منطقة الغاز ما بين النجوم والمجرات الذي تتشكل منه النجوم. وفي العام 2004، دخل المسبار ما يسمى "صدمة النهاية" وهي المنطقة التي تنخفض فيها العواصف الشمسية بصورة مفاجئة، ليخوض غمار المنطقة المعروفة ب "القشرة الشمسية". لكن الشيء الذي لا يستطيع العلماء تحديده بدقة، هو متى يجتاز المسبار الحدود الفاصلة بين المنطقتين، او الغلاف الشمسي، الذي ما زالت معلومات الانسان عنه محدودة. وبحسب الفريق العلمي الذي يشرف عليه روبرت ديكير في مختبرات الفيزياء التطبيقية في جامعة جونز هوبكينز، فان فويجر-1 دخل منذ اذار/مارس 2010 في ما يمكن ان يعتبر "منطقة فاصلة" من القشرة الشمسية. وبخلاف كل التوقعات، لم يسجل تقريبا اي اثر للرياح الشمسية. في ايار/مايو، سجل ارتفاع مفاجئ في الشعاع الشمسي الذي يضرب المسبار، ما احيى الامال بان يكون المسبار قد بلغ فعلا الغلاف الشمسي الفاصل بين المجموعة الشمسية والفضاء الخارجي. والثلاثلاء، اعلنت وكالة الفضاء الاميركية (ناسا) الثلاثاء ان المسبار فويجر-1 الذي اطلق في العام 1977 من الارض، وصل الى مشارف حدود المجموعة الشمسية وبدأ في "الرقص على حافة" الفضاء الخارجي. وقال العلماء المشرفون على رحلة فويجر في مؤتمر صحافي عقد بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين لاطلاق المسبار، انه من الممكن ان يخرج المسبار من حدود النظام الشمسي الى الفضاء الخارجي خلال "ايام او اشهر او سنوات". وقالت روزين لالمون من "مرصد باريس" لوكالة فرانس برس ان "قياس الجزيئات يشير بقوة الى امكانية ان يكون المسبار على وشك الخروج من منطقة الرياح الشمسية". وخلال ثلاثة عقود، تمكن المسباران الشقيقان فويجر-1 وفويجر-2 من الحصول على الكثير من المعلومات الدقيقة حول حلقات كوكب زحل، واتاحا اكتشاف حلقات المشتري، ونقلا الصور الدقيقة الاولى لحلقات اورانوس ونبتون. ويقدر العلماء انهم سيواصلون استقبال معلومات من المسبارين حتى العام 2020 وربما العام 2025.