تابع الكثيرون مقطع الفيديو المصور الذي بثته وزارة الداخلية الاماراتية اثناء القبض على منفذة جريمة "شبح الريم"، مع مختصر مرئي للقضية، في فيديو لم تتجاوز مدته عدة دقائق وانتشر انتشاراً كبيراً عبر وسائل التواصل الاجتماعي. هذا المقطع الاحترافي ذو المدلول الأمني الهام في رسالته، أعادني لمقال سبق ان كتبته في 15 أكتوبر 2012م، بعنوان "تفحيط، أسلحة، إطلاق نار، قتل.. فيلم امريكي أو..! تعليقاً على الطريقة البدائية التي تم بها الإعلان عن القبض على المفحط الشهير صاحب جريمة القتل والاستعراض بالدمام، حيث ظهر الانجاز الامني بالقبض عليه بطريقة لا تتناسب مع الحدث ومدلولاته وتأثيره خصوصاً على الشريحة الأكبر من مجتمعنا وهم الشباب وصغار السن، الأكثر استخداما وشغفا بوسائل التواصل الاجتماعي. طالبت بذلك المقال ان تكون عملية القبض على هؤلاء المجرمين بأسلوب يتناسب مع التطور التقني بوسائل الاعلام حالياً، تمنيت ان يتناسب اسلوب القبض مع بشاعة التصوير الذي تابعه الملايين وانتشر كثيرا على "يوتيوب"، وكأنك تشاهد فيلما احترافيا من صناعة هوليود، رغم ان الفارق هنا انه حقيقة وهوليود تمثيل وخدع سينمائية! الانجازات الامنية في بلادنا ولله الحمد كبيرة جدا وتتم بفترات قياسية، وبجهود رجال مخلصين، تصل الامور وباستمرار بفداء حياتهم من اجل الحفاظ على امننا، وما الانجاز الامني الكبير والهام جدا على جميع المستويات بالقبض على الخلية الارهابية التي خططت وهاجمت الآمنين في الأحساء الا دليل حي وملموس، رغم ان القبض عليهم لم يكن بصورة تقليدية وانما في مدن أخرى وخلال فترة زمنية قياسية، رغم تخفي بعضهم بالملابس النسائية. بعد مقالي الذي سبق ان نوهت عنه في بداية هذا المقال، وجدت اهتماما من وزارة الداخلية وخصوصا من الامن العام، حيث تم الاتصال بي وابلاغي ان هذا الامر سيعمل به وسيكون اسلوب القبض على المجرمين وخصوصا المفحطين الذين يتسببون بالقتل واطلاق النار يتناسب مع الفيديو الذي ينتشر عن بشاعة جريمتهم، وهذه خطوة مهمة جدا، اذا ما تم تطبيقها وتفعيلها، لان الانجاز الامني يحتاج لتفعيله تطوير بالوسيلة الاعلامية، فيجب ان يكون هناك تطوير بالاسلوب الاعلامي لبيانات وزارة الداخلية، بعيدا عن التقليدية والمؤتمرات الصحفية التي تكون فقط لبث البيان والاعلان عنه. اجعلوا الصورة والصوت ولمدة دقائق محدودة تتحدث وبفعالية وبلغات العالم الموجودة بيننا، الامر ليس صعبا، فمن المحزن ان لدينا الانجاز الامني كبير ولكن لا يوافقه تطوير بالآلة الاعلامية، ابتعدوا عن البيانات الصحفية التقليدية والعادية، نحن في زمن الصورة تتحدث، وزمن من السهل فيه ان تبث اشاعة او اي امر بمجرد ارساله لمجموعة من الناس، لان المستويات الثقافية والتعليمية متفاوتة بين الكثيرين، فقد يصدق البعض امورا غير واقعية فتنعكس على الكثيرين. تصوير اسلوب القبض على المجرمين يؤدي للطمأنينة وللردع، والأهم انه يسجل الانجاز الامني بصورة تتناسب مع هذا المنجز، لذا من المهم الاهتمام بهذا الامر، وايضا مشاركة المجتمع وبصورة متطورة لحضّهم على المساعدة في كشف اي جريمة، لان المجتمع ورجال الامن همهم واحد، ولكن يحتاج كل منهم للغة تواصل واضحة وشفافة، وهذا ما تابعناه على سبيل المثال بعد وقوع جريمة "شبح الريم" بأبوظبي مباشرة وبعد القبض على الجناة.