إسرائيل تهاجم أسطول الحرية المكون من ست سفن على متنها 700 برلماني وإعلامي وعمال إغاثة ينتمون لخمسين دولة يحملون مساعدات لغزة وتصب عليهم الرصاص الحي لتحصد عشرين قتيلا وتصيب العشرات بجراح وتجر السفن وتعتقل من فيها... أحدث الجرائم الصهيونية في حق الإنسانية حتى كتابة هذا الخبر، هذه الجريمة فرضت نفسها على برنامجكم "البينة"، فبعد الحلقة الماضية والتي دقت ناقوس خطر تهويد القدس وهدم المسجد الأقصى يناقش الدكتور عبدالله هضبان الحارثي في حلقة هذا الأسبوع والتي تأتيكم في السادس من يونيو مع ضيفه جمال عبداللطيف شوبكي السفير الفلسطيني بالمملكة العربية السعودية دلالات وتداعيات الجريمة الصهيونية التي تجاوزت الإنسان الفلسطيني لتطال الإنسان الغربي الذي يناصر الحق الفلسطيني. إن الرسالة التي حملتها مياه البحر الأبيض المتوسط إلى العالم كله أسقطت القناع الذي غطى الغطرسة الإسرائيلية، وكشف القناع الذي كان يحجب سوءات إسرائيل بحق البشرية وبحق الإنسانية. ويوم امتزج الدم الأحمر بالمياه الزرقاء انكشفت العنصرية الصهيونية، وتأكد للعالم أجمع أن إسرائيل تعيش خارج نطاق البشرية وبعيداً عن المنظومة الإنسانية .فأي إنسانية ترجى من شعب يعتقد أن كل البشر حيوانات لا قيمة لهم وأنهم لم يخلقوا إلا لخدمة اليهود. وإذا كان الحق أبلج والحقيقة ظاهرة للعيان بدون رتوش فهل بقي بعد هذا شك عند العالم كله بمدى وحشية هذا الكيان المغتصب؟ وإذا كنا نعتبر أن صمت أمريكا وأوروبا عن مجازر الصهاينة هو ارتهان من اللوبي الصهيوني للإرادة السياسية للغرب، ألا يعتبر الصمت العربي دليل على اختطاف الصهاينة لإرادة العرب؟ وهل ضبط النفس الذي يتواصى به العرب هو حلم أم عجز وتخاذل يصل لدرجة التواطؤ؟ فلولا حصار بعض الدول العربية لغزة لما احتاج أهلها إلى سفن لإغاثتهم ولما كان جرى ما جرى؟ من حق تركيا والأتراك أن نحييهم لكن يبقى في قلوبنا غصة وسؤال يتردد دون جواب... أين العرب؟ أم أن حالنا وحال الأتراك ينطبق عليه قول الله تعالى: "وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم" ومن هذا الألم الذي يعتصر القلوب والحزن الذي نشارك فيه أطفال وشيوخ ومرضى غزة على ظلم ذوي القربى، تنتقل الحلقة إلى محاور أخرى تقرأها ما بين سطور هذه المجزرة الصهيونية، فما من محنة إلا وتنطوي على منحة من الله الذي يأبى إلا أن يرمي اليهود بشر كيدهم وخبث طويتهم، لينكشف المزيد من غطرسته وإجرامهم، وما وقع لهذه الثلة من الشجعان الذين جمع بينهم على اختلاف مللهم ولغاتهم وجنسياتهم رغبتهم في نصرة المظلوم حرّك مأساة غزة المحاصرة التي كادت أن تنسى بل حرّك القضية الفلسطينية بأسرها وأعطانا أملاً بأن الرأي العام العالمي يتشكل من جديد بعيدا عن تلويث الصهاينة له، وأن الضمير الإنسان بدأ يفيق من تخدير الإعلام الصهيوني الذي برع في تمثيل دور الضحية، وأن الحق الفلسطيني يكثر أنصاره من مختلف دول العالم، وهذا يبشر بخير، وربما كان من علامات الفرج والنصر بإذن الله. برنامج "البينة" يبث على الهواء مباشرة الخميس الساعة 22:30 (مكة) -19:30 (GMT) إعادة أولى، الجمعة 13:00 (مكة) - 10:00 (GMT) إعادة ثانية، الجمعة 2:30 (مكة) - 23:30 (GMT)