ندد عدد من دعاة وعلماء السعودية اليوم الإثنين بالمجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال ضد قافلة سفن المساعدات الإنسانية "أسطول الحرية" وقتلت فيها نحو 20 متضامنا وأصابت العشرات، فضلا عن أسر المئات من المتضامنين. فقد استنكر فضيلة الشيخ سلمان بن فهد العودة المجزرة، داعيًا الحكام العرب إلى وقف مفاوضاتهم مع العدو الصهيوني. وأكد الشيخ العودة في بيان "أن العربدة الصهيونية لا تقف عند حد، والتطرف الأعمى لا يبالِي بأرواح الأبرياء"، مشيرًا إلى أنّ العدوان على أسطول الحرية لهو عدوان على الإنسانية ذاتها واستهتار بالقِيَم التي عاش الناس وماتوا من أجلها"، بحسب موقع الإسلام اليوم. وأوضح أن الهجوم "الإسرائيلي" على القافلة، التي لا تحمل سوى مساعدات إنسانية لأهالي القطاع المحاصرين منذ نحو ثلاث سنوات، يعبر عن الهلع والخوف الذي تشعر به الحكومة "الإسرائيلية" والإحساس المتزايد بالهزيمة. ودعا الشيخ العودة الحكام العرب إلى "سد طرق التواصل السياسي والتجاري مع دولة الاحتلال ووقف المفاوضات، تضامنًا مع شعوبها وأن تسمح لغضبتها أن تصل إلى أسماع الغافلين، وأن تعبر عن رفضها للظلم الذي يحيق بإخوانها وأبنائها وبناتها في فلسطين". كما طالب العودة خلال مداخلة مع فضائية "الجزيرة" ، أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني بقيادة حراك عربي لمواجهة "الغطرسة الصهيونية التي تمارسها ضد الفلسطينيين والمقدسات الإسلامية في الأراضي المحتلة". ومن جانبه أبدى الداعية الإسلامي د.عائض القرني تعجبه من الموقف العربي إزاء الجريمة الصهيونية الأخيرة في عرض البحر المتوسط والذي وصفه باستجداء السلام من "إسرائيل"، وهي تلقي المبادرات العربية للسلام في وجوههم على حد تعبيره. وقال د.القرني إن ما حدث "والله لا يرضي حتى كوبا وكوريا الشمالية" في غياب موقف عربي وإسلامي ضد "إسرائيل" التي قال إنها ضربت ب 72 قراراً دولياً ضدها عرض الحائط. وأوضح الشيخ القرني أن الجريمة الصهيونية ليست جديدة على الذين "قتلوا أكثر من أربعمائة نبي من قبل"، مستنكراً صمت مليار ونصف المليار مسلم على المذبحة "الإسرائيلية"، ونادى بصفته "طالب علم وداعية" وفق وصفه العلماء بالارتفاع على الخلافات والخروج بموقف موحد عالمي يتوجه إلى الزعماء والقادة والحكومات، مستهجناً ما وصفه ب"التشتت في المواقف". أما الشيخ الدكتور "ناصر العمر" المشرف على موقع "المسلم" فاستنكر بشدة المجزرة في حديث له بقناة الجزيرة مبديا عدم استغرابه من حدوثها بالنظر إلى تاريخ اليهود، حيث قال إن "أحفاد قتلة الأنبياء من اليهود ليس غريبا عليهم أن يقتلوا المدنيين العزل". وكان الشيخ العمر قد قال في درسه الأسبوعي أمس الأحد إن بعض ناشطي الدول الغربية أصبحت للأسف هي أكثر من يقوم بمساعدة أهالي قطاع غزة بينما المسلمون في الدول المجاورة هم الذين يحاصرونهم ، مشيرا إلى قافلة الحرية التي كانت تركيا وراءها وتشارك بها عدد من الدول الأجنبية، في مقابل ما تقوم به مصر من إقامة جدار فولاذي مع قطاع غزة وتشديد الرقابة على الأنفاق التي يستخدمها الفلسطينيون لنقل احتياجاتهم الأساسية.