هم العدو فاحذروهم قد انقضى زمن الوحي وبلغت الإنسانية سن الرشد,وأوكلها الله إلى وكيله عندها : الكتاب – وهو القرآن الكريم- والعقل الذي جعله الله من أجل القوى الإنسانية, بل أجلها على الإطلاق)) محمد عمارة – كتاب الدولة الإسلامية –ص 177 ((البشرية لم تعد في حاجة إلى قيادتها في الأرض باسم السماء , فقد بلغت سن الرشد, وآن لها أن تباشر شؤونها بنفسها)) محمد أحمد خلف الله- مقال العدل الإسلامي وهل يمكن أن يتحقق (( لقد احتمينا بالنصوص فجاءنا اللصوص)) د.حسن حنفي – التراث والتجديد – ص119-120 نعم أيها الإخوة الأكارم... هذه الأقوال السالفة الذكر هي لمجموعة ممن يطلق عليهم ألقاب البطولة والفكر ... - المفكر الإسلامي ... - المفكر المستنير ... - دعاة التجديد ... - دعاة التنوير ... أو قل إن شئت وهي الحقيقة ( دعاة التزوير ) فهم فعلاً رفعوا شعارات براقة من مثل هذا القبيل ولكنك إذا تتبعت وسبرت آراءهم لن تجدها تخرج عن رؤى الليبرالية الكافرة والعلمانية القذرة. أحدهم وهو حسن الترابي قال قبل أيام في محاضرة له بعنوان ( الفقه الإسلامي بين التقليد والتجديد ) عيسى عليه السلام ... مات في اختفائه !!! وقال (عندنا أن الصحابة كلهم في الجنة.. في حين أن أبو هريرة مثلاً لم يطلق لسانه برواية الحديث إلا بعد وفاة عمر بن الخطاب، الذي كان يقف فوق رأسه بالدّرة مانعاً إياه من رواية الأحاديث الغريبة\")!!! سيء الذكر هذا -هداه الله - قال قبل سنوات في أحد محاضراته وقد كانت بعنوان (قضايا أصولية فكرية) قال بالحرف الواحد ... (لماذا نعدَل كل الصحابة ؟ ليس هناك ما يوجب ذلك ) !!! إن مصيبة هؤلاء القوم أنهم استحسنوا بعقولهم أموراً يرون أنها من صالح الأمة , ومما يوصل المسلمين إلى عزهم ورفعتهم!!! ولم يجعلوا للشريعة والثوابت الدينية مرجعاً ثابتاً لهم بحيث لا يتخطوه أو يتجاوزوه .... بل جعلوا الوحي تابعاً للعقل , فما وافق عقولهم قبلوه وأخذوا به وإن كان معارضاً للدين ! ... وهم بهذا في الحقيقة يتهمون الدين بالنقص ويُعلون عقولهم عليه ،... بينما المشكلة في الحقيقة هي في عقولهم الفاسدة وأفكارهم المنحرفة. قال شيخ الإسلام ابن تيمية –أسكنه ربي الفردوس الأعلى وحشرنا معه- ( ما علم بصريح العقل لا يتصور أن يعارض الشرع البتة ) بل وجه قاعدة- رحمه الله - إلى معتزلة عصره - وتنويريين وعصرانيين زماننا – حيث قال في كتابه الصواعق المرسلة ( وعلى المعتزلة اللذين حكموا عقولهم في نصوص الوحي , ومن سار على نهجهم وتتبع خطاهم, أن يعلموا أنه لا يوجد حديث على وجه الأرض يخالف العقل ... إلا أن يكون ضعيفاً أو موضوعاً ) قال ابن القيم – رحمه الله – ( إذا تعارض النقل وهذه العقول , يعني عقول أهل التأويل والزيغ , أخذ بالنقل الصحيح ورمي بهذه العقول تحت الأقدام , وحطت حيث حطها الله وأصحابها ) ولذلك تطلع علينا بين الفينة والأخرى أقلام وقنوات هؤلاء القوم تريد أن تقرر عند المسلمين أن الرأي والقول هو للعقل أولا ... حتى ولو كانت الشريعة قد حسمت القضية... ألم تروهم يعرضون أحكام الشريعة وثوابتها للتصويت ! .... من منكم يؤيد إقامة حد الردة على المرتد؟ من منكم يؤيد الحجاب ومن يعارض؟ من منكم يقبل بتعدد الزوجات ومن يرفض؟ هل تؤيد أن يكون حكم الساحر القتل؟ هل تؤيد حرية الانتقال بين الأديان ؟ يعني أنا اليوم مسلم ... وأريد أن أصبح غداً نصراني ... وأن أصبح بعد غد يهودي.... فإن لم يعجبني لا هذا ولا ذاك فلا بأس بأن أكون بعد ذلك هندوسياً.... هاه وش رأيكم يا جماعة ؟ من يعارض ومن يوافق !!! أرأيتم الزيغ والضلال... عافانا الله مما ابتلاهم به وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا أخيراً... قال عادل الطريفي في مقال له في جريدة الرياض بتاريخ 15/11/1426ه ( هناك نماذج لباحثين شرعيين سعوديين تخرجوا من المدرسة الفقهية التقليدية, ويحملون همَاً تنويرياً مثيراً للإعجاب , ثم ذكر نماذج من اولئك الجيل الشاب السعودي ! ثم قال ( وهم أيضاً أصحاب الآرآء التنويرية المتكئة على ثقافة النهضة وإرث رفاعة( يقصد بذلك زعيم التنويريين رفاعة الطهطاوي) وقرر بأنهم الأقدر على استكمال مشروع التحديث !!! وهذا يدعونا إلى الانتباه واليقظة ... وإلى عرض كل الأقوال والأفعال على منهج الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام... فما وافقهما أخذناه وما خالفهما رددناه, ولو كان قائله من كان في مرتبة العلم والفضل فإن بعضهم يخشى عليه أن يلتحق بذات المدرسة العصرية الفاسدة.... إن لم يكن قد تم له ذلك! اللهم ردنا إلى دينك رداً جميلاً ملحوظة: أنصح الإخوة بقرآءة كتاب مهم ومفيد جداً في هذا الخصوص ... بعنوان (جذور الإنحراف في الفكر الإسلامي الحديث) للأستاذ جمال سلطان وفقه الله إبراهيم الدبيان