حال بعض الناس اليوم التصدق بالشيء الرديء ، ولابد للإنسان ان يتصدق مما يحب ومما هو خير ، ولا يتصدق بالشيء الرديء من ماله أو بقايا الاطعمة أو الملابس البالية أو قريب منتهي الصلاحية. قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فان الله به عليم) آل عمران 92. وقال تعالى (يا أيها الذين امنوا انفقوا من طيبات ما كسبتم ومما اخرجنا لكم من الأرض ولاتيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه الا ان تغمضوا فيه واعلموا ان الله غني حميد) البقرة 267. وقد ذبح آل النبي صلى الله عليه وسلم شاة وتصدقوا بها الا كتفها فقدم النبي صلى الله عليه وسلم وقال (ما بقي منها) قالت عائشة رضي الله عنها: ما بقي الا كتفها. يعني انها تصدقت بها كلها الا كتفها فقال النبي صلى الله عليه وسلم (بقي كلها غير كتفها) يعني الذي اكلتم هو الذي ذهب ، واما ما تصدقتم به فهو الذي بقي لكم. رواه الترمذي. وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ، ولا يقبل الله الا الطيب ، فان الله يقبلها بيمينه ، ثم يربيها لصاحبها ، كما يربي احدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل.(متفق عليه). وكان ابن عمر رضي الله عنه اذا اعجبه شيء من ماله وتعلقت به نفسه تصدق به لاجل ان يربحه ويلقاه فيما امامه لكن ان تتمسك به فهو اما زائل عنك واما ان تزول عنه انت أو يتلف أو تتلف انت لكن الذي تنفقه هو الذي يبقى. وقال الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ان الأعمال تباهت فقالت الصدقة: انا افضلكن. وقال أحمد رحمه الله: ظل المؤمن يوم القيامة صدقته. وقال يحيى بن معاذ رحمه الله: ما اعرف حبة تزن جبال الدنيا الا الحبة من الصدقة. وقال الشاعر: ما كلف الله نفسا فوق طاقتها ولا تجود يد الا بما تجد وقال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله: الصلاة تبلغك نصف الطريق ، والصوم يبلغك باب الملك والصدقة تدخلك عليه. وعن سالم بن ابي الجعد قال: خرجت امرأة ومعها صبي لها ، فجاء ذئب فاختلس منها الصبي ، فخرجت في اثره وكان معها رغيف ، فعرض لها سائل ، فاطعمته ، فجاء الذئب بصبيها حتى رده عليها ، فهتف هاتف: هذه لقمة بلقمة. فياسادة ياكرام دعونا نعلم ابناءنا وندربهم على حب الصدقة بالشيء الطيب ومن الذي يحبون ولا يتصدقون بالشيء الرديء مثل بقايا الاطعمة ، أو الملابس القذرة البالية ، أو الاطعمة قريب تنتهي صلاحيتها ، ونذكرهم دائما بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى) وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.