الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أخي المسلم : رغب الإسلام في الصدقة , والعطف على الفقراء , ومواساة أهل الحاجة والمسكنة , ورتب على ذلك أعظم الأجر عند الله تعالى يوم القيامة . فعن عقبة بن نافع عن النبي صلى الله عليه وسلم : [ كل امرئ في ظل صدقته حتى يقضى بين الناس ] . رواه أحمد والحاكم . وبين النبي صلى الله عليه وسلم : أن أجر الصدقة يقع مضاعفاً إلى سبعمائة ضعف . فعن أبي مسعود رضي الله عنه قال: جاء رجل بناقة مخطومة فقال : هذه في سبيل الله , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ لك بها يوم القيامة سبعمائة ناقة كلها ] . والصدقة تطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ إن الصدقة لتطفئ غضب الرب وتدفع ميتة ] . رواه الترمذي . إن الزكاة والصدقة شرعتا لأمور مهمة ومقاصد عظيمة في المجتمع الإسلامي أهمها : * الابتلاء بإخراج المحبوب * التنزه عن صفة البخل المهلك * شكر نعمة المال * إعانة الضعفاء وكفاية ذوي الحاجة وقضاء الدين عن أهله * تقوية روح الجماعة بين أفراد المجتمع والتخلص من الإفراط في حب الذات * نشر المودة والمحبة بين أفراد المجتمع وعدم شعور الفقراء بالحقد على الأغنياء أو حسدهم * الحفاظ على الدولة الإسلامية وحماية حوزة المسلمين عن طريق تقوية الجيوش والإنفاق على الجهاد والمجاهدين . يقول الله سبحانه وتعالى : ( إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور ) . إن الإنفاق في سبيل الله والإكثار من الصدقة والإحسان وبذل المعروف وإغاثة الملهوف وغير ذلك من أنواع البر والصلة من خلق النبي rفإن هذه الأعمال كلها تغيظ الشيطان أيما إغاظة فكلما أراد المؤمن أن يتصدق قال له الشيطان : إذا تصدقت يا ابن آدم نقص مالك إذاً لا تتصدق وحافظ على مالك , ويحاول إقناعه بعدم التصدق يشتى الطرق بينما يقول النبي صلى الله عليه وسلم :[ ما نقصت صدقة من ].رواه مسلم . وإن نقص المال في الكم ولكن الله يزيده كيفا ويضع فيه البركة . وفي حديث آخر عن أبي هريرة رضي الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا الطيب فإن الله يقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه أي مهره حتى تكون مثل ] . متفق عليه فهذه هي البركة التي تحل في مالك وينمو وينمو حتى يصير مثل الجبل وينفعك مالك الذي أنفقته في سبيل الله يوم لا ينفع مال ولا بنون . أخي التاجر : إن المال الذي أعطاه الله بني آدم أعطاهم فتنة ليبلوهم هل يحسنون التصرف فيه أم لا قال تعالى : [ إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر ] . التغابن :15 . فمن الناس من ينفقه في شهواته المحرمة وفي لذائذه التي لا تزيده من الله إلا بعداً فهذا يكون ماله وبالاً عليه والعياذ بالله . ومن الناس من ينفقه ابتغاء وجه الله فيما يقربه إلى الله , فهذا ماله خير له , وينبغي للإنسان إذا بذل ماله فيما يرضي الله أن يكون واثقاً بوعد الله سبحانه وتعالى , حيث قال : [ وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه أي يعطيكم خلفا عنه وهو خير ]. سبأ :39 أخي التاجر : أنفق في سبيل الله وابتغ وجه الله تنل مبتغاك واستظل بظل الله يوم لا ظل إلا ظله . ويقول الله سبحانه وتعالى: [وما تنفقون إلا ابتغاء وجه ] . البقرة : 272 قال عطاء الخرساني : يعني إذا أعطيت لوجه الله فلا عليك ما كان عمله وحاصلة أن المتصدق إذا تصدق ابتغاء وجه الله فقد وقع أجره على الله ولا عليه في نفس الأمر لمن أصاب أبر أم فاجر أو مستحق أو غيره , وهو مثاب على قصده , ومستند هذا تمام الآية ::[ وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون ] . والحديث المخرج في الصحيحين من طريق أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ قال رجل : لأتصدقن الليلة بصدقة , فخرج بصدقته فوضعها في يد زانية , فأصبح الناس يتحدثون : تصدق على زانية , فقال : اللهم لك الحمد على زانية , لأتصدقن الليلة بصدقة , فخرج بصدقته فوضعها في يد غني , فأصبحوا يتحدثون : تصدق الليلة على غني , فقال : اللهم لك الحمد على غني , لأتصدقن الليلة بصدقة , فخرج بصدقته فوضعها في يد سارق , فأصبحوا يتحدثون : تصدق الليلة على سارق فقال : اللهم لك الحمد على زانية وعلى غني وعلى سارق فأتى فقيل له : أما صدقتك فقد قبلت وأما الزانية فلعلها أن تستعف بها عن زناها , ولعل الغني يعتبر فينفق مما أعطاه الله , ولعل السارق أن يستعف بها عن ]. أخي التاجر : كن غنياً شاكراً الذي يأخذ المال بحقه ويصرفه في حقه , فالغني الشاكر من أغناه الله بمال عن طريق الحلال يبيع بالبيان والنصح والصدق ويأخذ كذلك ولا يكسب إلا المال الحلال فهذا هو الذي ينفعه غناه لأن من كان هذا دينه فالغالب أن الله يوفقه لصرفه فيما ينفعه , فعلى المؤمن إذا أغناه الله عز وجل أن يكون شاكراً لله قائماً بما أوجب الله عليه من بذل المال في حقه على الوجه الذي يرضي الله عز وجل مثل التابعي الجليل عبد الله بن المبارك الذي خرج حاجاً وفي أثناء الطريق مات طائر كان مع الركب فأمر بإلقائه في دمنة على الطريق , وبعد أن رمى الطائر في الدمنة شاهد شيئاً أذهله لقد رأى فتاة تخرج من دار قريبة وتتجه إلى الدمنة وتأخذ ذلك الطائر الميت ثم تلفه وتسرع به إلى الدار . فما كان من عبد الله بن المبارك إلا أن يستفسر عن هذا الأمر , فسأل عن أمر تلك الفتاة وسبب التقاطها لهذا الطائر الميت الذي حرم الله أكله , فأجابت أنا وأخي ليس لدينا شيء إلا هذا الزاد وليس لدينا من القوت إلا ما يلقى في هذه الدمنة وقد حلت لنا الميتة منذ أيام بعد أن فقدنا والدنا . فما كان من عبد الله بن المبارك إلا أن تأثر تأثراً شديداً من قصة هذه اليتيمة وأخيها اللذين أصبح مطعمهما من هذه الدمنة , وأمر بإعادة الأحمال ثم قال لوكيله : كم معك من النفقة فقال الوكيل : ألف دينار فقال عبد الله بن المبارك : عد عشرين ديناراً تكفينا إلى مرو وأعطها الباقي فهذا أفضل ورجع قافلاً إلى دياره في مرو . والجدير بالذكر أن عبد الله بن المبارك يعمل تاجراً ويعرف قيمة هذه الدنانير ويعرف كيف يستثمرها في السوق إلا أن هذه الأمور كلها لن تنسيه أن يمد يد العون للأيتام فأعطى الفتاة وأخاها 980 ديناراً وهو مبلغ كبير لا تملكه إلا القلة في تلك الأيام . إن الطوافين قد يكثرون من الطرق على أبوابك فمنهم صاحب حاجة ومنهم من ليس بصاحب حاجة ماسة وقد يكون ممتهنا هذا العمل , ولكن هناك فئة كبيرة من الناس يمنعهم حياؤهم من مد يد العون فيحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف أي الجاهل بأمرهم وحالهم وتحسبهم أغنياء من تعففهم في لباسهم وحالهم ومقالهم وفي هذا المعنى ورد الحديث المتفق عليه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :[ ليس المسكين الذي يطوف على الناس ترده اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان ولكن المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه ولا تفطن له فيتصدق عليه ولا يقوم فيسأل ]. فنحن نريد أن نركز وإياكم على هذه الفئة من المحتاجين الذين لا يفطن لهم ولا يسألون الناس إلحافاً . أخي التاجر : خذ سويعات قليلة من أوقاتك المزدحمة بالأعمال والمواعيد واستثمر تلك السويعات لحياتك الأخروية وسجل زيارة خاطفة لأحد فروع جمعية البر المنتشرة في شتى أنحاء المملكة كي ترى بأم عينيك معاناة الفقراء والمساكين الذين يقفون لساعات طويلة في انتظار فائض الأطعمة التي ترد إلى الجمعية في أوقات متأخرة أحياناً . أخي التاجر : تقرب إلى الفقراء والمساكين لتشعر بقيمة الثروة وجمال الإنفاق في سبيل الله وبإذن الله تسعد في الدنيا والآخرة , ثم ندعوكم لزيارة الجمعية الخيرية بطريب لكي تقوموا على ما يسركم إن شاء الله من المشاريع الحيوية والمفيدة للمحتاجين من كفالة الأيتام والأرامل وإعانة المرضى وذوي الحاجات , ويكفونكم مؤنه البحث والتقصي عن الفقراء والمساكين والمحتاجين , حيث يوفرون لكم الأسر المحتاجة وقد أجري عليهم البحث الاجتماعي من قبل أشخاص ثقات وذلك بالوقوف عليهم في منازلهم والتأكد من أحوالهم من جميع النواحي . أخي التاجر : كن من التجار المؤمنين الذين سلطهم الله على هلكة أموالهم في الحق فينفقون أموالهم في سبيل الله في الخيرات في أعمال البر وإعانة الفقير وكفالة الأيتام وبناء المدارس والمساجد وطبع الكتب والإعانة على الجهاد في سبيل الله . إن صاحب الهمة العالية والنفس الشريفة لا يرضى بالأشياء الدنيئة الفانية وإنما همته المسابقة إلى الدرجات الباقية الزاكية التي لا تفنى ولا يرجع عن مطلوبة ولو تلفت نفسه في طلبه ومن كان في الله تلفه كان على الله خلفه . سارع إلى مغفرة رب كريم فكان السلف إذا رأى من يعمل للآخرة أكثر منه نافسه وحاول اللحاق به , بل مجاوزته فكان تنافسه في درجات الآخرة واستباقه إليها وفي ذلك فليتنافس المتنافسون . نسأل الله أن يوفق الجميع وأن يرزقهم الإخلاص . في حالة رغبتك بالتبرع يمكنك الاتصال على هاتف الجمعية حتى يقوم مندوبنا بزيارتكم واستلام ما ترغبون التبرع به. وسائل الاتصال بالجمعية الخيرية بطريب رقم الهاتف – 2697111 /07 رقم الفاكس - 2696111 /07 الجوال 0552838328 رقم حساب الزكاة :- 480608010000908 مصرف الراجحي رقم حساب الصدقات :- 480608010000916 مصرف الراحجي حساب كفارة اليمين :- 480608010010345 مصرف الراحجي الموقع الالكتروني= www.tareeb.net