لقد فات وقت الشجب الدولي وحان استخدام حلف الاطلنطي لان نظام السفاح لاتزال جرائمه ضد الانسانية في سوريا وقد وثقتها منظمة الحقوق الانسانية الدولية بالادلة والصور ومنها منظمة الصحة العالمية وطالبت بقرار من مجلس الامن باحالة سفاح دمشق الى محكمة جرائم الحرب الجنائية الدولية لمحاكمته كما فعل مع سفاح الصرب سابقاً. لقد ردد الشعب السوري بجميع طوائفه ان الاممالمتحدة فشلت في انقاذهم من براثن الاسد المجرم، وجاءت هتافاتهم داخل سوريا وخارجها مدوية وموجهة الى المجتمع البشري الانساني قائلين : انقذونا انقذونا.. انقذونا فمجلس الأمن في نظرهم أصبح حاميها حراميها. نعم فشل مجلس الامن باتخاذ قرار دولي يلبي نداءات الشعب السوري المناضل التي سمعها العالم حول الارض قاطبة تنطلق من حناجر الاطفال والنساء والشيوخ والشباب انقذونا، لكن قالوا ان موقف روسيا والصين هددا باستخدام (الفيتو) ضد اي قرار دولي لمساعدتهم ونصرتهم على عدوهم. نعم فات زمن الشجب الدولي وبذل الجهود الدبلوماسية حول العالم لاقناع روسيا والصين باتخاذ موقف حاسم وايجابي لنصرة المظلوم من الظالم غير ان هاتين الدولتين سدتا اذنيهما وأغمضتا عينيهما لما تسمعان من قرارات وبيانات منظمة حقوق الانسان الدولية وكأن امر ونداءات الشعب السوري الذي يئن تحت وطأة الجرائم التي ترتكب ضده في نظرهما عبارة عن فقاقيع لمظاهرات فوضوية وان ذلك يستوجب في نظرهما اخماد انفاس وتطلعات الشعب السوري بتشجيع طاغية الشام في الاستمرار في ارتكاب جرائم ضد الانسانية لانهاء هذه المسيرات الفوضوية التي تهز وتعكر صفو نظام الاجرام. بعد فشل الاممالمتحدة ممثلة في مجلس الامن الذي منحه الميثاق الدولي حماية الانسانية وأجيالها ولم يركز على مبدأ سيادة الدول كما تقول موسكو والصين، لذلك فان على حلف الاطلنطي مد يده لانقاذ الشعب السوري وازاحة الاسد بل والقبض عليه لتقديمه الى المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمته كما تم تنفيذه مع طغاة الصرب. اما وقد صمت مجلس الامن بل وفشل في تناول الازمة السورية، فانه هناك تواصلاً محموماً لاستخدام القوة كما وردت في الفصل (7) للميثاق الدولي بمشاركة الجمعية العامة للأمم المتحدة ومنظمة حقوق الانسان الدولية. ان الامر يتطلب أكثر اتساعاً من حيث المكان، واكثر امتداداً من حيث الزمان من ملابسات الازمة السورية، فالقضية قضية شعب حر مناضل يُشعل طاغية النار فيه بدعم كامل من روسيا والصين. ان قضية الشعب السوري الابي الذي يصرخ من وجدانه وقلبه انقذونا كما انقذتم شعب كوسوفا ومناجاة قادة دول حلف الاطلنطي لاعطاء الضوء الاخضر لاستخدام القوة العسكرية لانه اقوى المنظمات العسكرية وله مجلس يضم دول اوروبا الغربيةوالشرقية، وهذا يُعطيها الحق في استخدام حلف الاطلنطي لانهم ومعهم جميع الدول المحبة للسلام التي شاهدناها وسمع شعوبها كلمات حكوماتهم في كل من الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الانسان الذي يعطيها الشرعية الدولية لكي تحقق للأجيال السورية حرياته ويتنسم هواء الحرية كما تفعل شعوب العالم بأسره. في كل الحروب يقع ضحايا كثر اغلبهم من المدنيين الابرياء الذين لا حول لهم ولا قوة ومع ذلك تستهدفهم النيران المقاتلة، ومع ان التاريخ حافل بالمجازر ضد المدنيين الا ان ما ترتكبه قوات طاغية الشام تفوق الخيال، وهي في ذلك تتبع نفس المنهج الذي اتبعته صربيا وقادتها السفاحون في عدوانها على كوسوفا. وفي فشل مجلس الامن في اصدار قرار يدين سفاح دمشق ويحيله الى المحكمة الجنائية الدولية بسبب التهديد الروسي الصيني باستخدام حق (الفيتو) في حالة محاولة مجلس الامن الدولي فعل ذلك، لذلك نجد ان موقف كل من روسيا والصين يجعل حقوق الانسان بين التهديد والتسييس. لذلك اقول على الرغم من الغطرسة الروسية الصينية في مجلس الامن فانه لا يختلف عاقلان على ضرورة وقف المجازر الدائمة المستمرة التي يرتكبها بل يؤديها ببشاعة متناهية سفاح دمشق بحق الشعب السوري المناضل حتى بلغت درجة خطيرة، وعلى معاقبة الجناة وتقديمهم لمحاكمة دولية لارتكابهم جرائم بحق البشرية الانسانية. ولكن الأمر الذي يستحق من كل المعنيين بمصائر الشعوب التي اكدت ديباجة الميثاق هو حماية الأجيال البشرية من الحروب وارتكاب الجرائم ضدهم، ولكن سلوك روسيا والصين تجاوز الشرعية الدولية ويمثل تحولاً نزع من أمام العالم منبرها الوحيد الذي تتحدث منه واليه تحتكم ومن خلاله تحصل على الشرعية السياسية والقانونية يستعيض عن ذلك بتسليم الامور الى حلف امني عسكري يجمع كل دول اوروبا الغربية ومعها دول اوربا الشرقية لا يشاركه احد في قراراته، ولا يجسد سوى ارادة اعضائه ومصالحهم وهو اكثر ترابطاً واتساقاً وقوة من حلف (وارسو) الذي كانت تسيطر عليه موسكو والذي انهار وفشل في السيطرة والمنافسة لحلف الاطلنطي بعد انهيار وتفكك الاتحاد السوفيتي السابق. ان دخول حلف الاطلنطي سيضع النهاية لدول مجلس الامن وفشله في اداء واجبه والكف عن اللوك بمعسول الكلام عن سيادة الدولة والعدالة وحقوق الانسان، فالمنظمة كما تعرف وكما يقول تاريخها هي المكان الذي اعتادت الدول والامم اللجوء اليها كوسيط يجسد ارادة الشرعية الدولية في العديد من معضلات العالم في هذه المنظمة. لكن هذه الصورة المبدعة الخلاقة التي رسمها الاباء الاوائل في مؤتمر سان فرانسيسكو عام (1945) اهتزت بل تفككت الى اوصال في اروقتها بسبب الموقف الروسي الصيني من الازمة السورية محل النقاش الدولي مما يتعارض كلياً مع جوهر قيامها كمنظمة اقرار السلام وليست مسرحاً للهرج والمرج واثارة الفوضى الذي تسلكه كل من روسيا والصين والذي ادانته شعوب العالم في الجلسة الاستثنائية ولمجلس حقوق الانسان الدولي، مما كان معه ضروريا دوليا وانسانيا دعوة حلف الاطلنطي للتدخل العسكري مباشرة للاقرار على الشرعية الدولية التي اجمع ممثلوها على تأييد الشعب السوري وحتمية انقاذه مما يرتكبه سفاح دمشق فهناك بقاع من العالم تعلن المنظمة اعلان الحرب ضدها لتطبيق قراراتها. لكن النظام السوري البشع خرق قوانين الاممالمتحدة ولم يلتزم بقراراتها مهما كان شكلها ومسمياتها على الرغم من تقديم الحلول الدبلوماسية او بالعقوبات الاقتصادية وايدته بل ودعمته روسيا والصين في كل المحافل الدولية والاجتماعات الاقليمية، لذلك والاحداث الاجرامية تسير بسرعة الضوء فانه على مجلس قادة دول حلف الاطلنطي ودعوة رؤساء الدول المحبة للسلام والتي تدعم الشعب السوري الى اجتماعها الهام لاصدار قرار تجمع عليه الدول المشاركة والتي اعتقد انها ستشمل جميع اعضاء الاممالمتحدة ما عدا روسيا والصين وايران وكوبا وفنزويلا باستخدام «حق التدخل» للوصول الى ما عجز عنه مجلس الامن الدولي بسبب الفيتو الروسي والصيني بالاضافة الى فشل الضغوط الاخرى لدعم روسيا لسفاح دمشق بالاسلحة والطائرات المقاتلة والصواريخ المدمرة التي يستخدمها طاغية الشام في ابادة الشعب السوري بالاضافة الى قيام ايران بدعمه بالبترول وملايين الدولارات. بات التلويح بعصا حلف الاطلنطي يعطيه مصداقية لاثبات وحدة البشرية الانسانية حول الكون واجماعها لكيلا لا تنفلت سوريا المعولة على موقف كل من روسيا والصين وان دول العالم المحبة للسلام وتحقيق الشرعية الدولية لمساندة الشعب السوري وانقاذه من مجازر الاسد ضد الشعب السوري المناضل وتفتيت اوصاله وطرده من بلادهم ليكونوا لاجئين في مخيمات لدى الدول المجاورة. وفي ضوء الحقيقة التي تقول ان روسيا والصين قد اعلنت موت الاممالمتحدة فان حلف الاطلنطي سيمد جسوره بل ذراعه الى انقاذ الشعب السوري وتأكيد مبادىء الاممالمتحدة طبقا للفصل (7) من الميثاق بمعاقبة المجرمين الدوليين باستخدام القوة العسكرية وبالتالي اثبات الشرعية الدولية المطلوبة والتي نادى بها مندوبو شعوب العالم في مؤتمر سان فرانسيسكو عام (1945). واقول بكل صدق وشفافية وانا اشاهد ومعي الملايين في ربوع الكون ما يرتكبه طاغية الشام ضد الامة السورية من اطفال يستخدمون دروعاً بشرية وقتلهم النساء اللاتي يتعرضن لانتهاك جنسي من جيش النظام، وقتل الالاف من السوريين الشيوخ والشباب في كل اجزاء الارض السورية، اجد ان استخدام حلف الاطلنطي بل واستجابته لتطلعات الشعب السوري في حياة افضل مثل بقية شعوب العالم ستعرف الشعوب حول عالمنا البشري ان الاممالمتحدة لم تمت كما تريد كل من روسيا والصين في مواقفهما، وان تجاوب حلف الاطلنطي وتجاوب قادته وتشجيع الشعوب على استخدام التدخل العسكري تحول رائع بل وتجاوب يتمشى مع مبادىء الاممالمتحدة واهدافها بل ويؤكد لروسيا والصين ضرورة استخدام التدخل في سوريا كما نصت عليه مبادىء الفصل (7) والاهم ايضا ان تحرك حلف الاطلنطي في غاية الوضوح والشفافية وتجنب سوء الفهم لدى الفكر الروسي والصيني لتنفيذ عضوية حلف الاطلنطي بامتداد نشاطاته الى دول البحر الأبيض المتوسط والشرق الاوسط. خلاصة القول فانني اتصور ان تدخل حلف الاطلنطي لحل الازمة السورية وتحقيق الشرعية الدولية وتخليصها من المعوقات التي تضعها روسيا والصين سوف يمثل البوصلة والدقة اللتين يستعين بها حلف الاطلنطي عند اداء واجبه لتحقيق آمال الشعب السوري الذي ينتظره بكل الشكر والامتنان.