واصل ملتقى شباب منطقة مكة أمس (الاثنين) فعالياته العلمية والثقافية، إذ تنافس طلاب وطالبات المرحلتين المتوسطة والثانوية المتأهلين لتصفيات الملتقى النهائية على المراكز الأولى لمسابقة الإلقاء الفردي في مدينة الملك فهد الساحلية وقاعة الملك فيصل بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة. وحقق الطالب البراء عادل الأحمدي من محافظة الليث المركز الأول في مسابقة الإلقاء الفردي لفئة طلاب الثانوي، في حين حصد الطالب عبدالباري عصام الحساني المركز الأول أيضا عن فئة طلاب المتوسط في المسابقة نفسها. وأبدى الطالبان تمكنا وقدرة واتقانا لفنون الإلقاء، وأشارا إلى أن قدراتهما الفطرية تمت رعايتها وصقلها من قبل معلميهما استعداداً للمشاركة للملتقى، إذ حظيا بتدريب مكثف على مبادى الالقاء ومهاراته المختلفة وكيفية التأثير في الجمهور المتلقي والتمكن من لغة الجسد وغيرها من المهارات. وأكدا أنهما لم يكونا ليحظيا بمثل هذا التدريب المهني المحترف لولا استعدادهما للمشاركة في الملتقى، مشيران إلى أنه منحهما إضافة إلى ذلك قدرات شخصية إيجابية جراء الاحتكاك بالخبرات والتعرض للجان التحكيم والاحتكاك بالزملاء من مختلف أنحاء المنطقة. وبين الوفد المشاركة الحاضرة من محافظات المنطقة كافة، لابد أن يلفت نظرك الطالب عبدالله بن جاسم إبراهيم القادم من إحدى مدارس محافظة القنفذة المتوسطة، للمشاركة في مسابقة الإلقاء الفردي في ملتقى المنطقة للسنة الثانية على التوالي، وهو يتحدث بلغة عربية فصيحة جميلة على رغم صغر سنه قائلاً إنه وجد مشاركات رائعة وسعت آفاقه هذا العام، ويتمنى أن يشارك في كل عام حتى يصل إلى الجامعة. ويضيف: “تزيد شجاعتك وقوتك، وثقتك بنفسك وأنت تصدح بصوتك أمام الجمهور ولجان التحكيم، بعد أن اكتشف أساتذته في المدرسة أن لديه موهبة في الإلقاء وركزوا على استثمارها للمشاركة في الملتقى”. يلفتك في الطالب عبدالله حرصه الوفي على ذكر أسماء معلميه، إذ يكرر مع كل جملة ينهيها شكره لهم ويحاول جاهدا تذكر أسمائهم متجاوزا ارتباكه من اللقاء المفاجئ وأجهزة التسجيل المصوبة إليه، وملامحه النحيلة تفضح سعادته البالغة بالمشاركة والوقوف ممثلاً مدرسته ومدينته ومعلميه الذين تمتلئ عيناه بتوقيرهم. أما الطالب عمر محمد العدواني الذي يشارك من ثانوية الخليل بن أحمد في محافظة الطائف فيؤكد أن برامج ملتقى شباب منطقة مكة هي بالضبط ما يحتاجه كل شباب المنطقة خاصة والمملكة على وجه العموم، لافتاً إلى أن هذا الملتقى كشف مواهب متعددة للمشاركين، ومؤكداً أنه شهد إبداعات مميزة هذا العام تؤكد تطور فعاليات الملتقى بين عام وآخر. في حين أبدى الطالب المشارك من محافظة الطائف بدر النعمي، إعجابه بفعاليات الملتقى وحجم الفائدة التي استفادتها من مشاركته. وقال: “جميل جداً أن يكون لدينا مثل هذه البرامج التي يحتاجها الشباب لإبراز إبداعاتهم واحتضان مواهبهم وصقلها”. فيما قال طالب الثانوي المشارك من محافظة القنفذة علي الصلبي إنه كان يحمل انطباعاً جيداً عن فعاليات الملتقى قبل مشاركته فيه، وعندما شارك في فعالياته هذا العام ترسخ هذا الانطباع وازداد جمالاً، مشيراً إلى أنه التقى بنخبة من أفضل شباب المنطقة في الفنون الثقافية والعلمية المختلفة. وأضاف أنه المشاركة الأولى له في الملتقى وسيحرص على أن لا يفوت أي فرصة ثانية إذا ما أتيحت له للمشاركة، خصوصا وقد أقنعته إيجابية الفعاليات ونزاهة المنافسات وأثر الاحتكاك بالخبرات المختلفة. محمد الكناني من ثانوية الليث، الذي ركز على استفادته من الخبرات التدريبية التي سبقت حضوره للملتقى، قال: “سعدت بأن أحاطني أساتذتي وكانوا حولي يعلموني ويخضعون لبرامج تدريبية قبل المشاركة، وهذا كان له أثر كبير في نفسي، وحفزني على الانجاز والتفوق لأترجم جهودهم المضنية إلى واقع يبهجهم”. ولفت إلى أنه لم يسبق أن تلقى تدريبا بهذا الشكل في مهارات الإلقاء الفردي، وقال: “لولا الملتقى لم أحظ بهذا التدريب وهذا الاهتمام، وقد استفدت كثيرا من مهارات الإلقاء الفردي وأساليب التأثير في الجمهور واستخدام لغة الجسد وطبقات الصوت وغيرها من المهارات التي كنت لا أعرف بوجودها”. وقال المشرف على فعاليات مسابقة الإلقاء الفردي في ملتقى شباب منطقة مكة الدكتور سعيد المالكي إنه مسرور جدا بما شهده من تفاعل استثنائي قد لا توفره بيئة المدرسة بين الطلاب وأساتذتهم، موضحاً أنهم استمعوا إلى مواهب رائعة في الإلقاء تعطي مؤشراً على وجود مواهب فطرية في هذا الفن وحاجتها للرعاية والاهتمام، خصوصا لما لها من تأثير على مقومات الشخصية الايجابية لدى الشباب وتنمية الثقة بالنفس لديهم وهم قادة المستقبل القريب إنشاء الله. وأوضح أن التقاء شباب منطقة مكة مع بعضهم ومع الأساتذة والمشرفين هو هدف بحد ذاته حققه هذا الملتقى، إذ ينمي هذا معارف الطلاب وخبراتهم ويصقل مواهبهم ويوسع مداركهم وآفاقهم. وأكد تميز المشاركات هذا العام، إذ قدمت مشاركات احترافية من طلاب يافعين أجادوا فنون الإلقاء بتمكن يبشر بمستقبل كبير لهم إذا ما تعهدت موهبتهم بالرعاية والصقل، معتبراً أن الملتقى يتطور ويرتقي ويزداد تنظيمها وتأثيراً وخبرة في استقطابا للكفاءات سواء من جانب المنظمين أو المشاركين أو لجان التحكيم والإشراف، إضافة إلى الاهتمام الرسمي والإعلامي الذي يحظى به الملتقى هذا العام. وأشاد بالدعم الذي يلقاه شباب منطقة مكةالمكرمة من أميرهم الذي يعتبر نفسه واحداً منها ودائماً ما يؤكد حرصه على هذه الفئة ويسعى إلى تقديم أفضل البرامج لها، بهدف تطوير قدراتهم واستثمارها في خدمة الوطن. وأوضح سالم الطويرقي المشرف التربوي في إدارة تعليم جدة وعضو لجنة تحكيم الإلقاء أنه سعد بمشاهدة كوكبة من الشاب المتميزين في هذا الملتقى الرائع الذي يبز المواهب الرائعة التي ستكون لبنة لمستقبل الوطن، مؤكدا أن هذه بذرة جميلة يبذرها الملتقى وإذا ما أسقيت وتعهدت بالتوجيه والصقل والرعاية فسيكون لها شأن كبير في قيادة الوطن. وقال: “لو لم يكن هذا الملتقى لما رأيت هذه الإبداعات، ولو كان لدينا في كل إدارة تعليم ملتقى بهذا المستوى لخرج لنا مئات المبدعين المتميزين في مختلف المجالات”. وأعطى الطويرقي لمشاركات المقدمة في مسابقة الإلقاء تقويما عالياً، وقال: “كانت المنافسة قوية جدا والمشاركة متقاربة بين مختلف المحافظات الرئيسة منها والصغيرة، وكنا نحسب الفروقات في الدرجات بنصف الدرجة لتتويج الفائزين”. أما سعيد المبعوث المشرف التربوي ورئيس لجنة التحكيم في مسابقة الإلقاء ضمن ملتقى شباب منطقة مكة، فأكد أن “هذا الملتقى الجميل بأهدافه وفكرته حقق الكثير من الأهداف التي أرادها سمو الأمير خالد الفيصل في خدمة شباب الوطن وشباب هذه المنطقة، واستثمار وقتهم ومواهبهم وعطاءاتهم”. وقال: “رأينا مشاركات شباب المنطقة من محافظاتها البعيدة والقريبة، وكانت متميزة وراقية، تجسد هدف الملتقى في جمع طاقات الشباب في قالب جميل وجديد وإبرازها لتقويمها ورعايتها في المستقبل”. وأبدى سعادته بالمشاركة في هذا الملتقى والتشرف بأن يكون أحد أعضاء لجان التحكيم في فعالياته، متمنياً أن يصبح الملتقى نموذجا رائعا يحتذى في كل مناطق المملكة. أما في جانب الطالبات فاحتضنت قاعة الملك فيصل للمؤتمرات فعاليات مسابقة الإلقاء لطالبات المرحلتين المتوسطة والثانوية اللاتي يمتلكن هذه الموهبة، بمشاركة محافظات المنطقة كافة، إذ سجل الملتقى حضوراُ مميزاً منذ وقت مبكر من المشاركات وأمهاتهن ومعلماتهن. وعرفت رئيسة اللجنة الدكتورة ابتسام باحمدان أستاذ الأدب الحديث المشارك في جامعة الملك عبدالعزيز بضوابط المسابقة ومعايير التقويم ومن ثم بدأت المسابقة بالمشاركات من المرحلة الثانوية ثم المتوسطة. وحصلت الطالبة نجاد عبدالرحيم الشيخ من ثانوية الجزيرة بخليص على المركز الأول، فيما حصلت الطالبة رهف عبدالعزيز الجعيد من المتوسطة الواحد والأربعون بمكةالمكرمة عل المركز الأول عن فئة طالبات المتوسط. وبعد إعلان النتائج وجهت رئيسة اللجنة الطالبات والأمهات على حدٍ سواء إلى الاستمرار في التدريب وصقل الموهبة لكي يكن من أفضل إلى الأفضل في المرات القادمة، وقدمت الدعم وقامت بتحفيز من لم يحالفهن الحظ. وأعربت الفائزات وأمهاتهن ومعلماتهن عن سعادتهن البالغة بما حققنه من إنجاز، خاصة وأنهن يشاركن لأول مرة في مثل هذه الملتقيات. على صعيد خر أثنت الحاضرات على الملتقى وسعادتهن بمشاركة فتياتهن فيه، وكذلك المشاركات من غير الفائزات اعتبرن مشاركتهن ووصولهن إلى هذا الملتقى وهذا المكان بحد ذاته إنجازاً وتميزاً يفخرن به.