رجلا كان أو انثى الذي امتهن مهنة سامية وهي باب من ابواب الجهاد وقد اثنى عليه الشاعر ومدحه عندما قال قم للمعلم وفه التبجيلا.. كاد المعلم ان يكون رسولا ارأيت اعز واجل من الذي.. يبني وينشىء انفسا وعقولا سبحانك اللهم خير معلم.. علمت بالقلم القرون الاولى معلم الامس غير معلم اليوم وطالب الامس غير طالب اليوم كما ان مجتمع الامس غير مجتمع اليوم بالامس كان للمدرس هيبته ووقاره فهو بمثابة الاب والمربي والمعلم وله قدسية خاصة عند البعض وبالفعل كان في ذلك الزمن يستحق هذه المكانة كان يعطي بدوافع وطنية ودينية كان يعيش مع الطالب في المدرسة في المنزل والشارع فعندما يمر من الشارع تجد الطلاب يهربون من امامه احتراما له او خوفا منه. مدرس الامس مرب قبل ان يكون معلما ربى الاجيال ببساطته وهدوئه واخلاصه اعانه على ذلك البيت والمجتمع مثلث تواءمت وتساوت اضلاعه الثلاثة سمعنا عن العبارة المشهورة عندما قال الاب للمدرس (لكم اللحم ولنا العظم) عبارة عظيمة لم تأت من فراغ يعلم الاب علم اليقين ان الضرب وسيلة من وسائل التربية ماضيا وحاضرا ومستقبلا تختلف وسيلتها ومقدار حاجتها حسب الزمان والمكان اقرها رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بوحي من الله عز وجل يعلم الأب ان المدرس في ذلك الزمان يقدر هذه الثقة وان عليه مسئولية التربية قبل مسئولية التعليم فقطف ثمرة جهده خرج الأجيال تلو الأجيال. وللأسف في هذا الزمان اهتزت تلك الثقة واصبح المدرس في موقف الدفاع عن النفس والسبب انه عندما اجبرنا على لعق قاذورات الحضارة الغربية وخرج علينا من يقول ان الضرب وسيلةغير تربوية وغير حضارية واصبح رفع العصا او التهويش بها جريمة يعاقب عليها المعلم عندها رأينا النتيجة تطاول ابنائنا على مدرسيهم بالسب والشتم والاعتداء على الانفس والممتلكات استهزاء، تمرد على كل شيء لا مبالاة، عقوق للوالدين .. الخ قل لي بربك يا من تدعي ان الضرب وسيلة غير حضارية وتجلس في مكتبك وتنادي بأعلى صوتك بأن الضرب للبهائم وليس للإنسان انزل لارض الواقع لكي ترى النتيجة وكن منصفا في حكمك اسألك سؤالا لو كنت معلما وتم سحبك امام طلابك وكسرت رباعيتك واهينت كرامتك ماذا ستكون ردة فعلك؟ هل ستعود للتعليم مرة اخرى؟ واذا قدر الله لك ان تعود هل ستعطي كما كنت في السابق؟ وهل ستكون مقبولا عند طلابك؟ انا اجزم بأنه لو توافر لديك مصدر رزق آخر فلن تستمر في سلك التعليم واذا اضطررت للاستمرار ستتنازل عن كثير من الامور لاجل الا تتعرض للإهانة مرة اخرى خاصة ان نظام العقوبات ان كان موجودا فلن يعطيك حقك كاملا ولن يردع الطلاب من تكرار اعتداءاتهم على المدرسين والواقع المؤلم يشهد على ذلك. اخي الكريم ولي الامر لا ننكر ان بعض المدرسين غير مؤهلين لا تربويا ولا تعليميا ولكن هذا لا يدفعنا كأولياء امور ان نقلل من قيمة المعلم امام الابناء وعندما يعتدي احد ابنائنا على معلمة تقوم قائمتنا ونفعل كل ما نستطيع فعله للدفاع عن ابنائنا ونهون عليهم الأمر ونبحث عن كل وسيلة لتفادي ايقاع العقاب الواجب عليهم فاليوم اعتداء على المعلمين وغدا اعتداء على الوالدين فلنكن حكماء في تعاملنا مع ابنائنا. اخي المعلم الكريم. من لحظة صدور قرار تعيينك معلما فقد حملت على عاتقك امانة عظيمة تبرأت منها السماوات والارض والجبال وحملتها أنت على ضعفك وجهلك لقد سلمنا لك فلذات اكبادنا بمحض ارادتنا وبأيدينا لتعلمهم القيم الاخلاقية قبل المادة العلمية تقضي معهم وقتا اكثر مما نقضي معهم قد يبوحون لك باسرارهم اكثر مما يبوحون لنا نحن والديهم فكن اهلا لهذه الثقة يجب ان تكون قدوة لهم في كل شيء اعط المادة العلمية اهميتها طور من اساليب توصيل المعلومة عامل الطلاب كأبناء لك او اخوان تنال اجر الدنيا والآخرة. واستشهد بقول الامام علي كرم الله وجهه عندما قال (من نصب نفسه إماما فليبدأ بتعليم نفسه وتأديبها، فمعلم النفس وتأديبها خير من معلم الناس وتأديبهم). وعمر بن عقبة قال لمعلم ولده. (ليكن اول اصلاحك لولدي اصلاحا لنفسك، فان عيونهم معقودة بك، فالحسن عندهم ما صنعت والقبيح عندهم ما تركت، وكن لهم كالطبيب الذي يعالج بالداء حتى يعرف الدواء) وفقك الله لكل خير. اخي الطالب الكريم لقد تهيأت لك محاضن العلم والمعرفة ما لم تهيأ لغيرك فاستغل هذه الفرصة التي قد لا تتكرر في زمان آخر اطلب العلم لاجل العلم وليس لمجرد الحصول على الدرجة نهاية العام كن رجلا بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان عظيمة عليك مسئولية كبيرة طاعة الله مقدمة على كل شيء ثم طاعة والديك في غير معصية الله ثم احترام وتقدير معلميك كن عضوا فعالا في هذا المجتمع. حفظك الله من كل مكروه.