نعم .. بالهاء وليس الحاء .. فالحكم والتحكيم السعودي أصبحوا مساحة للتهكم والتهكيم .. وفرش الكثير من الإعلاميين والجماهير متاهات من اللغط ، والجدل ، والتعليق ، والتقليل منهما .. فكان التوجس حديثا للضعفاء ,, وكان الضعف توجسا للمتحدثين .. كل شيء سعودي في الرياضة وأظن حتى في مجالات أخرى ” كخ ” وكل شيء أجنبي ” تمام ” عقد معقدة ومتعقدة في ثقافتنا .. فالمنتج السعودي ( لاعب ، مدرب ، حكم ، إداري ) منتج بلا جودة مهما اجتهد وعمل وأجاد .. والمنتج الأجنبي منتج فاخر مهما كان ، أو فعل ، أو أفسد .. يأتي الحكم السعودي لمباراة والظنون السيئة فيه تسبقه قبل أن يبدأ مباراته تنتهي المباراة وتجد الجلد يتقدمه .. ويحضر الأجنبي والصمت المطبق يستقبله والتفاؤل به يرافقه وتنتهي المباراة بمصائب فيودع بالصمت و هو حمل أخطائه في نفس الحقيبة التي يحمل فيها دراهمه وهو يضحك ولا يكتب عنه خبرا واحدا من يقرأ المشهد الرياضي فيما يتعلق بالحكم والتحكيم يدرك أن قضيتهم ليست التحكيم وهمهم ليس الحكم بل لا يبالون إلا بما يكون لهم أو عليهم فمعاييرهم هي نتائج فرقهم فإن كانت موجبة لهم رضوا وطربوا .. وإن كانت عليهم سخطوا وتباكوا .. و إن خدمتهم أخطاء الحكم صمتوا ، وبرروا ، وتبسموا .. وان خدمت تلك الأخطاء خصمهم ومنافسهم أو كانت عليهم هاجوا ، وصخبوا ، وضجوا ، ومزقوا التحكيم بالتهكم .. مقاييسهم أن كنت مستفيد من الخطأ فهو جزء من اللعبة وان كان الخطأ عليهم ، أو المنافس مستفيد فهو دفع لهم ليفوزون .. وقوانينهم حين يستنفعون من أخطاء الحكم فهي سلوك بشري والبشر يخطئون وكلنا خطاء وحين يستنفع خصمهم ، أو من لا يرغبونه ، أو تقع الأخطاء عليهم فالحكم متعمد وهو سلوك مقصود .. ماذا يمكن أن نصف ذلك هل هو انفصام عقلي أم ازدواجية مقيتة أم عقول تقلب بالمزاج أم أشخاص إمعات أم تناقض سقيم .. أم .. أم … وتقفز كثير من التساؤلات لماذا الحديث دوما عن الأخطاء التحكيمية إذا كانت الفرق الكبيرة تلعب فيما بينها ، أو كانت طرفا مع فرق المتوسط وما دونه؟ أليست تحدث أخطاء بين تلك الفرق المتوسطة وأخطاء ناحرة مع ذلك لا تسمع شيئا عنها والحكم هو الحكم ..؟ ألم تراعوا وتنتبهوا إلى أن الفرق الكبيرة تتعرض لأخطاء تحكيمية من حكم سبق أن تعرض خصمهم لأخطاء مثلها وأنهم استفادوا منه كما تضرروا منه فماذا يعني ذلك لأولي العقول الراشدة .. ؟ حتى رؤساء ومنسوبي الأندية المتوسطة وما دونها تجدهم صامتين حين تكون الأخطاء فيما بينهم ولكن حين تكون هناك أخطاء مع فرق كبيرة تجدهم يتسابقون للمنابر المختلفة للتشاكي والتباكي .. لماذا ؟ لأنهم يعلمون أن الصخب الإعلامي في ظل وجود فريق كبير يمكن استثماره لصالحهم .. خلاصة القول: لابد أن نعترف ان قضيتنا ليست التحكيم السعودي وليس الحكم السعودي وقضيتنا ليست نقده للبناء والتطوير بل قضيتنا هي قضية نتائج فرق كبيرة متخمة بآلتها الإعلامية وبعض أصواتها الذين ” يتناقزون ” في كل وسيلة لينافحوا عن مكاسب أو خسائر فرقهم وليست نتائج فرق متوسطة وما دونها فتلك الفرق ” ما أحد جاب خبرها تحكيميا ومتابعة “.. لذا حين تكون قضيتنا و مشكلتنا التحكيم ذاتها ، و تصبح رغبتنا الصادقة في تطويره ، ونحرص على ضبطه ، ودعمه سيكون هناك القبول ، وستكون هناك الحلول أما إن كانت معايير النتائج والمكاسب هي الفيصل فسيستمر الأمر سوء على سوء .. وسيبقى التهكيم لدينا وجه أخر للتحكيم .. فارشدوا .. فالنوايا الطيبة تهزم الظنون الخائبة ..