لسنوات كانت معظم الاندية تعاني من أخطاء التحكيم وضياع النقاط بسبب سوء التقدير وضغط المباريات لكن الضجة ضد التحكيم ولجنة الحكم لم تبلغ ابعد مدى بسبب وجود قوة إعلامية معاكسة تنافح وتدافع عن التحكيم مما ساهم في تعويم اسباب تدني مستوى الحكم المحلي . ولأن تلك القوة الإعلامية تتبع مصالح ناديها دون النظر بشمولية إلى المشهد الرياضي فقد تعالت تبريرات الحكم جزء من اللعبة وضحايا نظيرة المؤامرة والفرق الضعيفة ترمي فشلها على التحكيم وغيرها من المبررات التي تخفف حدة النقد على التحكيم وتضعف الصوت المطالب بتعديل الوضع . الاهلي والنصر والتعاون والاتحاد وغيرهم عانوا كثيرا من أخطاء الحكم ونادوا مرارا وتكرارا بالحكم الاجنبي وبحل لجنة التحكيم وبعدم تكريم الحكم الذي يفشل في مباراة بتحكيم مباراة اخرى وبعقوبات معلنة ضد الحكم وبإلغاء الاجتماع الشهري بل وأعلنت بعض الاندية استعدادها بجلب حكام اجانب على ان تتاح فرصة الاستعانة بهم بأكثر من 3 مباريات في الموسم. لكن الوضع السائد في تلك السنوات صمت من لجنة التحكيم وان تحدثت كان تبرير وفي حالات اخرى تكريم للحكام ومنح الشارات الدولية وكأن الحال التحكيمي على أحسن ما يرام ! لكن الآلة الاعلامية الضخمة التي تدافع عن نادي الهلال غيرت سياستها كلياً بعد تصدر النصر ومنافسة الهلال وبات التحكيم جرحاً غائراً في صدر الرياضة لأنه اصبح يرتكب الاخطاء لصالح النصر!! ورغم أنه ضد النصر في احيان كثيرة لكنها لا ترى بالعيون الزرقاء. ووجود بعض الاخطاء في صالح النصر حرك حسهم نحو حال التحكيم وبدأت مرثيات التحكم في اعاصير لا تبقي ولا تذر كما تركزت المطالب على الحكام الاجانب ومعاقبة المحليين ونفس سلسلة المطالب التي كانت تطرح من جانب الاندية المتضررة ولا تجد نفس الصدى ولكن اليوم بعد ان اتحدت الاصوات ضد التحكيم بات الوهج حارقاً. اعلامنا اعلام أندية بإمتياز فالنصراويون يحملون خليل جلال مسئولية تمديد الوقت امام العروبة حتى يسجل الهلال هدف الفوز ويحرم العروبة نقطة غالية على ارضه من باب الغيرة على شرف المنافسة وحال الحكم المحلي.. وهي ذات الغيرة التي ابكت الهلاليين على بلنتي لم يحتسب للعروبة امام النصر افقد فارس الجوف نقطة غالية بسبب الحكم الهويش !! ودوافع الهلاليين لمهاجمة الحكم مرعي عواجي بسبب هدف لامس يد مهاجم النصر كما يتصورن ليست حباً في الشباب لأنها صورة مطابقة لدوافع النصراويين لخيبة املهم من تجاهل احتساب خطأ على لاعب الهلال قبل تسجيل هدف في شباك الرائد.. الرائد يعتبره الهلاليين مظلوم امام النصر بسبب قرارات الحكم ولا أفضل من انصاف العدالة إلا بظلمه مره أخرى امام الهلال وبقرار الحكم ايضاً. الشواهد على أن الهلال والنصر يهاجمون التحكيم ويستفيدون من أخطائه كثيرة جداً لكن الفرق الوحيد أن النصر كان وحده المستغيث من أخطاء الحكام سواء ضده او كانت في مباريات لصالح الهلال ضد فرق أخرى وهذا الموسم سار الهلال بنفس المسار فبات يتباكى على الظلم التحكيمي الذي يحدث في مباريات النصر !! بغض النظر عن الاخطاء التي يستفيد من الهلال كونها تعود لقاعدة التحكيم جزء من اللعبة. عمر المهنا الذي طاله انتقاد النصراويين وغيرهم من المتضررين من الاخطاء فقد عنصر الدفاع الإعلامي بعد تحول الهلال الى خندق الهجوم ثم الهجوم ضد المهنا ولجنته ليس بسبب ظلم وقع على الهلال بل ما يعتقد الهلاليون بأنها اخطاء لصالح النصر. واليوم وقد بات التحكيم موس على كل الرؤوس يجب ان نعترف أن لدينا مشكله بالحكم المحلي وبالاعلام المحلي الموجه ليسير في فلك الأندية ومصالحها. ومع ذلك أرى ان حكامنا يستحقون الشكر والتقدير والوقوف معهم ضد الهجمات الإعلامية المتكررة من الهلال والنصر وهذا لا يمنع من معاقبة المخطئ وتكريم المجتهد والاهم من ذلك أن يكونوا امام القانون التحكيمي سواسية كأسنان المشط.