كنت أرى أمي دائمًا تدافع عنا ولا ترضى علينا المهانة أو أن أحدًا يسيء إلينا.. مع شقاوة طفولتنا لم أتذكر أن رفعت يدها رغم تعبها بالبيت وإرهاقها. ترحمنا ولا تكلفنا بما نطيق أو ما لا نطيق، ونحن جلوس أمام التلفاز نضحك ونمرح ناهيكم عن تفضيلنا على نفسها في تقديم الطعام، تتنحى لنأكل وإذا شبعنا بدأت بالأكل. عندما تزوجت وأنجبت لم أرغب بتطبيق سياسة أمي.. حاولت أن أؤسس أطفالي على الاعتماد على النفس؛ حتى لا يصبحوا مدللين كما دللتنا أمي، وكبر أطفالي وكبرت معهم وبدأ قلبي يهش ويلين.. صرت أخاف عليهم وأمرض لمرضهم وأفرح أكثر من فرحهم، وأكتئب لو أن أحدهم لم يتناول وجبته بدأت أتأمل نفسي اليوم أصبحت أمًّا كأمي.