السمنة عند الأطفال اصبحت ظاهرة مقلقة نظراً الى ما تخلفه من مشاكل صحية تنعكس على الحياة الاجتماعية والعائلية والمدرسية ناهيك بالآثار النفسية التي لا ترحم. وإذا حاولنا ان نفتش عن العوامل التي تقود الى اصابة الطفل بالسمنة نجد: إلحاح الأم المتواصل والمستمر على طفلها لكي يأكل، أو تلبية طلباته كلها. اعطاء الطفل أغذية غير الحليب في مرحلة الإرضاع. المبالغة في استهلاك الأغذية الغنية بالسعرات الحرارية. إهمال تناول وجبة الفطور والمبالغة في التهام الطعام في وجبتي الغداء والعشاء. "النقرشة"المتكررة والمستمرة في المناسبات وغير المناسبات. إهمال الأهل مراقبة ما يتناوله الأطفال. قلة النشاط الرياضي. قضاء ساعات مديدة أمام الشاشة الصغيرة أو الكومبيوتر أو ألعاب الفيديو. قلة ساعات النوم. الإدمان على الوجبات السريعة والمشروبات السكرية والغازية. قد يسأل الأهل: هل يجب عرض الطفل على الطبيب من أجل إنزال وزنه؟ نعم، ان استشارة الطبيب مهمة قبل البدء بخفض الوزن عند الطفل، من أجل نفي أي سبب عضوي قد يقف خلف السمنة، اضافة الى معرفة مقدار زيادة الوزن لاتخاذ التدابير الكفيلة التي تسمح بعودة الوزن المثالي، أو بالأحرى المناسب لعمر الطفل، من دون تعريضه لمطبات صحية هو في غنى عنها. في كل الاحوال هناك ثلاث قواعد أساسية لا بد من مراعاتها لمعالجة بدانة الطفل وهي: القاعدة الأولى: عدم تنحيف الطفل الذي يعاني من السمنة. قد يبدو هذا الكلام غريباً، ولكن هذا هو الصواب، فالطفل ينمو ويطول، ولذلك يجب الاستفادة من هذه الديناميكية لبلوغ الوزن المناسب مع طول الطفل من دون الحاجة لتنحيفه، فالمهم الا يترك الطفل يأخذ وزناً اضافياً الى ان يتم بلوغ الهدف. ان هذا الاجراء يجب ان يتم باكراً ما أمكن لأن النتائج تكون طيبة في هذه المرحلة العمرية. القاعدة الثانية، ادخال تعديلات جوهرية على عادات الطفل الغذائية، وهناك جملة من النصائح المفيدة على هذا الصعيد: - ان وجبة الفطور مهمة جداً للطفل، فإهمالها سيجبره على تناول كميات كبيرة من الطعام في وجبتي الغداء والعشاء، وهذا بالتالي ما يعرضه لخطر أخذ المزيد من الوزن. - بالنسبة الى الوجبة الخفيفة بين الفطور والغداء، أو بين الغداء والعشاء، يجب حث الطفل على شرب الحليب او تناول احد مشتقاته، أو تناول حبة فواكه، أو أخذ كوب من العصير الطازج الطبيعي. الحذر ثم الحذر من اعطاء البسكويت فهو غالباً ما يكون مدججاً بالدهن والسكريات، وبالتالي سيعرقل مسيرة انقاص الوزن. - في وجبات الغداء والعشاء، يجب تفضيل النوعية والتقليل من الكمية، وحبذا لو تم وضع طعامه في صحن صغير لتحديد كمية الغذاء المتناولة. الى جانب هذا، يجب حث الطفل على تناول الاطعمة الاكثر أهميةله من الناحية الغذائية والتي تثيره عند الشبع. - يجب التعامل مع الحليب على انه غذاء وليس شراباً. - الإكثار من الاغذية الغنية بالألياف مثل الحبوب الكاملة والبقوليات والخضروات. - تفادي المآكل المقلية والمدهنة. - تعويد الطفل على مضغ طعامه جيداً فهذا من شأنه ان يقلل من استهلاك المزيد من الأكل. - حث الطفل على شرب الماء، والابتعاد كلياً عن المشروبات الغازية والمحلاة، لأنها تشجع على تكدس الدهن في الجسم. - ابعاد اللبان العلكة عن الطفل لأنها تعوده على ان يكون فمه مليئاً طوال الوقت، وبالتالي في حال غيابها سيلجأ الى ملء فمه بالطعام. - الانتياه الى المصروف اليومي للطفل الخرجية فهو غالباً ما يستعمله لشراء الحلويات والمآكل التي تزيد من وزنه. - هناك من"ينشرون"الطعام في كل مكان في بيوتهم، بحيث يكون في متناول الطفل دائماً، ان هذا التصرف سيئ لأنه سيدفع الصغار الى التهام الطعام على الدوام. على الأب والأم ان يحددا لأطفالهم أوقاتاً معينة يمكنهم فيها أخذ ما يلزمهم من هذا الغذاء او ذاك، والا... القاعدة الثالثة، تشجيع الطفل على الحركة وممارسة النشاط الرياضي، فالجهد الفيزيائي عامل مهم لتصريف السعرات الحرارية لمنعها من التحوّل الى الدهن، عدا ذلك فالطفل الذي يمارس الرياضة يصرف تفكيره في شيء مفيد له بعيداً من الطعام. ايضاً فالنشاط الرياضي وسيلة جيدة لإبعاد الصغار عن عالم التلفاز وأجهزة الكومبيوتر وألعاب الفيديو التي يبقون مسمّرين أمامها بلا حركة، ناهيكم النقرشات التي ترافق مثل تلك الجلسات الطويلة فتقود الى الاصابة بالسمنة حتماً، وفي حال وجودها سابقاً فإنها ستزداد سوءاً. في المختصر المفيد، ان السمنة في الصغر ظاهرة سيئة لأنها بمثابة قنبلة موقوتة لا تلبث ان تنفجر في الكبر لتترك ما لا يحمد عقباه، فعلى الأهل ان يحاربوها قبل فوات الأوان.