عندما ولدتني أمي كنت طفلة جميلة جداً، بيضاء مثل القمر، وكانت امي تحبني كثيراً وأبي أيضاً، ولو خيروا الناس والديّ بين الذهب وابنتهم الصغيرة بلا شك سيختارونني، لأنني أغلى ما يملكون، وكبرت أكثر وأكثر، وحينما أصبح عمري سنة ونصف السنة تغيرت أمي ولم تعد تدللني وتضمني مثلما كانت قبل، وفي يوم من الأيام لم أجد أمي في المنزل، وشعرت بالخوف على أمي حتى تبين لي أنها ذهبت إلى المستشفى، وأنجبت مولودة جديدة! صدمت حينما رأيتها، وذرفت الكثير من الدموع، وأطلقت عليها أمي اسم"أمجاد"وشعرت أنني غاضبة كثيراً لوجودها في المنزل، لأنني أشعر أنها ستأخذ أمي مني، وكبرت وكبرت أختي أمجاد معي، وبدأت الغيرة تزول شيئاً فشيئاً حتى ذهبت. وفرحت كثيراً عندما التحقت بالمدرسة، واكتشفت معلمتي المواهب التي أتمتع بها مثل"الرسم، والكتابة، والقراءة، وغيرها". وفي نهاية العام نجحت بتفوق، وفرحت أمي بنجاحي وأقامت لي حفلة خاصة بالمتفوقات، وكانت أمي تناديني ب"الدكتورة". وعام بعد عام، كبرت وازدادت مواهبي، وأصبحت في الصف الخامس الابتدائي وعضوة من أعضاء برلمان الطفولة في جريدة"الحياة"، وأصبحت على ثقة كبيرة بنفسي، بخاصة عندما أجلس في غرفة الاجتماعات واشعر أنني مهمة كثيراً.