طرح الدكتور فهد حسن آل عقران، رئيس تحرير جريدة المدينة مفهوم التكامل بين الكتاب الورقي ونظيره الإلكتروني متحفظًا على استعمال مصطلح «الصراع» بينهما، مرتئيًا أن العلاقة بينهما تكاملية، مستدلاً على ذلك بأن الثقافة والمعرفة يمرران رسالتهما باستخدام كلتا الوسيلتين دون أي مظهر من مظاهر الصراع.. جاء ذلك في ندوة «الصراع الورقي والإلكتروني في صناعة الكتاب»، التي أقيمت مساء أمس على مسرح معرض جدة الدولي للكتاب، ضمن برنامجه الثقافي المصاحب، حيث أشار الدكتور فهد في استهلال حديثه إلى ورود كلمة «الصراع» في عنوان الندوة، متمنيًا لو أنها استبدلت بكلمة «تكامل».. راويًا قصته مع ابنته في عنوان الندوة، وكيف أنها لم تبدِ اهتمامًا بها، متخذًا منها منطلقًا لتحديد ثلاثة أجيال في موضوع العلاقة بين الورقي والإلكتروني، وتتمثل في: جيل عشريني غير مهتم بالورق جيل ثلاثيني قابل للتغيير جيل أربعيني غير قابل للتغيير من الورقي ماضيًا إلى القول بأن هناك مخاضًا يستجلي ذلك في مقبل الأيام، محددًا إياه بمدى زمني يمتد إلى (5) سنوات لتتضح الرؤية بين الورقي والإلكتروني، مرجعًا طول مدة التغيير هذه إلى أن «استخدام العرب للتقنية قليل، وقليل جدًا».. منوهًا بأن الورقي والإلكتروني فيهما مصداقية، وأن الصحافة الإلكترونية تمثل علامة انتشار للصحف الورقية من خلال أخبارها في سياق التكامل بينهما، غير أنه أبدى انزعاجه من «القرصنة الصحفية»، وتغيير مادتها في الطرح الإلكتروني. واتفق المتحدث الثاني في الندوة، القاص والناشر عبدالعزيز حمزة، مع الدكتور فهد عقران في العلاقة التكاملية بين الورقي والإلكتروني، معبرًا أن الكتاب الإكتروني يمتاز على الورقي بقلة التكلفة، بجانب أن هناك ذائقة من الشباب تهتم بالإلكتروني.. واستدرك حمزة بالإشارة إلى أن الكتاب الورقي برغم كلفته العالية قياسًا بالإلكتروني، لكنه لا زال محافظًا على قيمته حتى الآن، بما يجعل للكتاب سوقين رابحين له هما الكتاب الورقي والإكتروني. ثم تحدث عن دور النشر، مبينًا أنها لن تصمد كثيرًا في عصر التقنية الحديثة.. مختتمًا حديثه بموضوع الحقوق الملكية الفكرية للطرفين، وضرورة الحفاظ عليها، واحترام مواثيقها. ثالثة المشاركين في الندوة الدكتورة ماجدة غريب ذهبت إلى القول ب»التنافسية» بين الكتاب الإلكتروني والورقي بدلاً عن «الصراع»، مشيرة إلى أن العصر عصر الإلكتروني، لكن الكتاب الورقي عبر عقود عدة ثابت خصوصًا في الجيل الأربعيني وما فوق، وهناك جيل شباب يهتم بالإلكتروني أكثر، وهذا طبيعي.. مؤكدة في ختام حديثها «أن الكتاب الإلكتروني لم يكن ليلغي الورقي بعد».. الندوة شهدت العديد من المداخلات قدم المشاركون فيها رؤيتهم حول ما قدمه المشاركون في الندوة، طارحين جملة من الاستفسارات من أهمها موقف الجيل الجديد من الورقي والإلكتروني، حيث رد الدكتور آل عقران على ذلك بالإشارة إلى أن الدراسات الحديثة أثبتت أن الجيل الجديد يهتم بالمعلومة القصيرة، وليس لديه نفس القراءة، بما يعني أننا نحتاج إلى دراسات وأبحاث لمعرفة احتياجات الشباب ثقافيًا وأدبيًا وفكريًا واجتماعيًا، وعلى كافة الأصعدة.. وفي رده على موضوع الصراع والقرصنة نفى الدكتور فهد أن يكون هناك تشابه بينهما، لافتًا إلى أن المصداقية في الإلكترونية لم تزل مبهمة.. خالصًا إلى القول بأن «المهم هو الغاية وليس الوسيلة، فالمطلوب هو الثقافة والمعرفة». وفي رده على المداخلات أشار حمزة إلى أن لديه منصات إلكترونية في داره بأيد سعودية، لكنه شخصيا لا يقرأ كتابًا إلكترونيًا، ولم يمنعه ذلك من أن يقدم عبر دار النشر التي يملكها كتبًا إلكترونية في أحد المعارض قبل (4) سنوات. فيما اكتفت الدكتور ماجدة غريب في ردها على المداخلات بالإشارة إلى أننا نحتاج إلى ثبات في التقنية، وحقوق فكرية، وأن الفيصل بين الكتاب الإلكتروني والورقي هو العرض والطلب، والتزامن بينهما حتى تتضح رؤية أخرى غير ذلك. المزيد من الصور :