نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة دشن معالي وزير الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المشرف العام على مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ أمس فعاليات ندوة " القرآن الكريم والتقنيات المعاصرة .. تقنية المعلومات " التي ينظمها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينةالمنورة خلال الفترة من 24 26/10/1430ه الموافق 13 15/10/2009م بحضور أصحاب الفضيلة والمختصين في تقنية المعلومات. وقد بدئ الحفل بالقرآن الكريم، ثم ألقى الأمين العام لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف رئيس اللجنة التحضيرية للندوة الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي كلمة قال فيها: إن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - عبر وهو يضع حجر الأساس لهذا المجمع المبارك عن أمله بأن يكون مشروع خير وبركة لخدمة القرآن الكريم لينتفع به المسلمون وليتدبروا معانيه، مضيفا بأن الدعوة الإسلامية انطلقت من المدينةالمنورة ليعم خيرها العالم أجمع ولقد كان إنشاء المجمع فاتحة خير وعطاء فكان أعظم وسيلة تنهض بخدمة الكتاب العزيز الذي تكفل الله عز وجل بحفظه بما يهيئ له من جهود وإمكانات ولم تعد المهمات المنوطة بهذا المجمع مقتصرة على طباعة المصحف الكريم فحسب وإنما تجاوزت ذلك إلى خدمة علومه وتسخير الوسائل المتاحة لذلك. وشدد الدكتور العوفي على أن المجمع يسعى بإقامة الندوات التي تثري الأبحاث العلمية الرصينة وتنظيم عقد لقاءات مثمرة بين أصحاب التخصص لتقديم هذه الأبحاث واستقبال المداخلات و الحورات البناءة حولها. وأشار الأمين العام إلى أن عددا من الندوات التي تبناها المجمع ومنها: ترجمة معاني القرآن الكريم .. تقويم للماضي وتخطيط للمستقبل، ثم ندوة عناية المملكة بالسنة والسيرة النبوية، ثم ندوة القرآن الكريم في الدراسات الاستشراقية، ثم صدرت الموافقة السامية على قيام وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ممثلة بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بعقد ندوة علمية بعنوان القرآن الكريم والتقنيات المعاصرة، تقنية المعلومات، وحدد لها خمسة محاور ولكل محور موضوعات مناسبة. وأضاف الدكتور العوفي أن ندوة القرآن الكريم والتقنيات المعاصرة تهدف إلى تعزيز البحث العلمي الموثوق في مجال تقتية المعلومات المعنية بتيسير تعلم القرآن الكريم وتعليمه وبيان الأحكام الفقهية الطارئة الخاصة بالقرآن الكريم الناجمة عن استخدام التقنيات الحديثة كما هدفت إلى تشجيع ابتكار برمجيات تخدم القرآن الكريم والتواصل بين المهتمين المختصين في هذا المجال بالإضافة إلى إبراز دور المجمع في توظيف التقنيات المعاصرة في خدمة القرآن ودراسة السبل الهادفة لإيصال رسالة كتاب الله إلى فئات المجتمع وتقويم ما تقدمه الشبكة العالمية الانترنت من برمجيات. وأوضح بأن عدد البحوث التي تسلمتها اللجنة العلمية من خلال الموقع الالكتروني الخاص بالندوة بلغت 63 بحثا، أما البحوث التي أرسلتها اللجنة العلمية إلى لجان التحكيم المتخصصة فقد بلغت 51 بحثا و 37 بحثا فاز في التحكيم كما بلغ عدد البحوث التي لم تجتز التحكيم 26 بحثا، كما أعلن خلال الحفل عن انطلاقة خدمة مصحف المدينة النبوي للحاسوب الكفي وهو برنامج حاسوبي متميز مخصص لأجهزة حواسيب الجيب تم إعداد خدماتها الالكترونية لصالح مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف من قبل فريق العمل بمركز البحوث والدراسات بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن. معاليه متجولا في المعرض المصاحب وفي ختام كلمته أشاد الدكتور العوفي بجهود قادة هذه البلاد المباركة ولاة أمرنا حفظهم الله في رعاية مسيرة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف ودعم خططه ومشروعاته على رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله - كما نوه بجهود سمو أمير منطقة المدينةالمنورة لرعايته فعاليات هذه الندوة. عقب ذلك ألقيت كلمة المشاركين في الندوة ألقاها الدكتور حسن عزوزي من مدينة فاس بالمغرب رفع فيها باسمه والمشاركين بأسمى عبارات الإجلال والإكبار والشكر والامتنان لسمو أمير منطقة المدينةالمنورة على رعايته الفائقة للمؤسسات العلمية وعنايته البالغة بحملة العلم وخدمته مشيدا بتنظيم هذه الندوة والتي تعنى بالقرآن الكريم والتقنيات المعاصرة والتي ينظمها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينةالمنورة. وأكد أن هذه الندوة هي امتداد لندوات سابقة توضح بجلاء مدى اهتمام المملكة بالقرآن الكريم وعلومه ولا يخفى على أحد أن الرعاية التي توليها قيادة هذه البلاد المباركة لكافة الجهود والمبادرات العلمية والإسلامية تنسجم أتم الانسجام مع تمسك المملكة بكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في شؤونها كافة لافتا إلى أن انعقاد هذه الندوة وموضوعها ومكانها وتنوع أعمال الأساتدة المشاركين فيها من الإسهامات الكبيرة التي تنهض بها المملكة في خدمة القرآن الكريم وعلومه وعيا منها بواجب العناية بكتاب الله تعالى ووفاء بحق المساهمة في ذلك بنصيب موفور. وقال إن الباحثين المشاركين تحدوهم رغبة شديدة في معرفة ما سوف يتم تقديمه خلال جلسات الندوة من بحوث علمية رصينة وأفكار ومداخلات تدور جميعها حول موضوع ذي أهمية من حيث شموليته وجدته وتنوع محاورة مثنيا على خدمة القرآن الكريم من خلال استخدام التقنيات المعاصرة والتي تشجع على تطور وسائل الإتصال الحديثة لاسيما في ظل التدفق المعلوماتي والمعرفي الهائل الذي أضحى العالم معه قرية صغيرة يمكن التواصل بين أهلها تأثرا وتأثيرا بسهولة ويسر وإذا كانت التقنيات الحديثة تعتبر من الوسائل التي يمكن استخدامها وتطويعها في سبيل خدمة القرآن الكريم فإنها أيضا وسائل يستغلها أعداء الإسلام المتربصين به استغلالا سيئا من أجل الإساءة إليه. وطالب القائمين بالدعوة الى الله في هذا العصر الذي يشهد انفتاحا معلوماتيا واسعا بعدم الوقوف مكتوفي الأيدي بل لابد من نقل دعوة القرآن الكريم من المحلية إلى العالمية ومن المجال الأرضي المحدود إلى الفضاء الاكتروني الواسع الذي تتنافس دول العالم لتثبيت موقعها فيه. بعد ذلك ألقى معالي وزير الشؤون الإسلامية الدكتور صالح آل الشيخ نوه فيها بجهود المملكة التي يمثلها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - أيدهم الله - في خدمة الدعوة الإسلامية في شتى بقاع الأرض، مؤكدا أن الندوة جاءت لتحقق الاهتمام بالقرآن الكريم عن طريق تقنية المعلومات سواء في البرامج الحاسوبية أو عن طريق المشاركة في الإنترنت، مشيدا في ذات السياق بما يقوم به القائمون على المجمع ومنوها بما تمثله الأبحاث من خدمة عظيمة للقرآن الكريم تستفيد منها الأجيال الحاضرة والقادمة، مضيفا بأن هذا الزمن زمن صراع كان في الماضي يستهدف نهب خيرات البلاد واستعمار بلاد المسلمين في شتى بقاع الأرض واليوم صراع من نوع آخر وهو صراع على تغيير الفكر والعقل، لذلك كان أعظم جهاد أمرنا به الجهاد بالقرآن فهذه الندوة تسهم في الدخول في هذه المواجهة لرفعة شأن المسلمين. عقب ذلك قص معاليه شريط المعرض المصاحب للندوة والذي حوى أحدث البرامج المساعدة على تلاوة وتفسير وترجمة معاني القرآن الكريم. جانب من الحضور آل الشيخ مدشنا فعاليات الندوة