تشير الإحصائيات العالمية إلى أن مبيعات الكتاب الورقي في تراجع ملحوظ، بينما زادت مبيعات الكتاب الإلكتروني في أمريكا 193 بالمائة وفي بريطانيا 318 بالمائة عام 2010م، كما تبين دراسة أجرتها مؤسسة بيو إنترنت أند أمريكان لايف بروجكت البحثية، أن واحد وعشرين بالمائة من الأمريكيين الذين تزيد أعمارهم عن الثامنة عشر ذكروا أنهم قرؤوا كتابا إلكترونيا واحدا على الأقل خلال الشهور الإثنا عشر الماضية، من جهته يرى الناقد الدكتور سلطان القحطاني أن علاقة الكتاب الورقي بالكتاب الإلكتروني أنها علاقة تكاملية بالرغم من وجود من يفضل قراءة الكتاب الورقي لسهولة التنقل به من مكان لآخر والألفة التي يجدها مقتنوا الكتاب الورقي، معتبرا أن الإلكتروني دليلا على أخيه الكتاب الورقي قائلا: قد يكون الكتاب الإلكتروني أسرع في الحصول على المعلومة لكن تبقى القوة المرجعية للكتاب الورقي وعلى أية حال فهما قناتان للثقافة والمعرفة ولكل منهما مميزاته، القرعاوي: نحن الآن بمرحلة نمو تتغير بها صفة الكتاب حسب الزمن والمجتمع والحاجة أما القاص والشاعر محمد القرعاوي فيقول: لا يمكن وصف العلاقة بينهما بأنها علاقة تكاملية بجميع جوانبها، فالكتاب حسب القرعاوي يكتنفه ثلاثة أقطاب هم المؤلف والناشر والقارئ، وكل قطب يرى التكامل بين الورقي والإلكتروني حسب معطيات الحاجة لهذا الكتاب، لذا فإن التكامل بين النوعين هو تكامل مرحلي تستدعيه عملية التطور التقني ويحدده الاستخدام الزمني، كذلك فالتكامل المرحلي بينهما يحددها تطور المجتمع وتقدمه التقني، ولهذا نجد في السنوات الأخيرة تطور التعليم الإلكتروني في المدارس والاستغناء عن الكتاب الورقي، وهذه النقلة النوعية هي مؤشر الانتقال المرحلي من الورقي إلى الإليكتروني، مضيفا أن التكامل بينهما ليس معرفي بالنسبة للقارئ ولكنه تقني يخدم القارئ في الوقت والمكان والمادة ويخدم الكاتب في الانتشار بعيدا عن احتكار الناشر، مدللا على ما يقول حول أنها مرحلة نمو يتغير بها صفة الكتاب حسب الزمن والمجتمع والحاجة، بما تنبأ به (لانكستر) بظهور المجتمع اللاورقي في كتابه "نحو نظم لا ورقية للمعلومات" الصادر عام 1978، ويؤكد القرعاوي أن التكامل مرحلي يشبه مالدى الجنس البشري حيث جيل يعطي الجيل اللاحق الرصيد المعرفي ويترك له حرية التطوير، فإذا لم يتطور معه خسر المرحلة التي اكتسبها والدليل على ذلك إفلاس العديد من دور النشر العالمية وتوجه البعض منها للنشر الإلكتروني مواكبة للمرحلة الجديدة، وتغير ثقافة الجيل وزيادة المعرفة السريعة المبنية على الحاجة الفعلية للقارئ. ويطرح الأستاذ علي بن عبدالعزيز السعيد سؤالا مستفهما؟ هل الكتاب الإلكتروني ينافس أو يزاحم الكتاب الورقي، ويجيب قائلا: لعلنا نستقرئ الإجابة من معطيات العصر بالفعل الكتاب الإلكتروني أصبح يزاحم الكتاب الورقي بل ينافسه وخصوصا بعد ظهور برامج وأجهزة حديثة (الآيباد والآي فون) تسهم في سهولة إيصال المادة العلمية إلى المتلقي الذي أصبح بدوره لا يستغني عن استخدام تلك الأجهزة، في حين أن الكتاب الورقي كان ولا يزال أكثر وسيلة آمنة لحفظ حقوق المؤلف والناشر بينما تظل عمليات القرصنة أكثر شيوعا في الكتاب الإلكتروني مما يهدر الحقوق المادية للمؤلف والناشر، ومن الناحية العملية فإنه يمكننا وصف العلاقة فيما بينهما بأنها تكاملية وخصوصا في مسائل تسهيل البحث العلمي والدراسات وتخفيض تكلفتها على الدارسين والباحثين . السعيد: الكتاب الورقي لا يزال الوسيلة الآمنة لحفظ الحقوق الأدبية والمادية كذلك سهولة تداولها وإرسالها بين مختلف أنحاء العالم ومن مختلف المكتبات عبر المواقع والبوابات الإليكترونية، في حين يظل للكتاب الورقي سحره ووهجه من خلال طقوس القراءة لدى كل قارئ من حيث تناوله للكتاب وطريقة مسكه للورق ورائحة الحبر ووضعية جلوسه التي تختلف عنها في التعامل مع الكتاب الالكتروني.