عبدالله النحيط الأمير خالد بن مقرن: نعيش مرحلة تحول والمستقبل للكتاب الإلكتروني العمرو: الصراع مستمر بين جيل الورق وجيل النقرة ! المشاري: أمة لا تقرأ أمة خاوية وإذا خانك الحبيب لن يخونك الكتاب الشبانة: لابد من التفرقة بين الغث والسمين الطريف: أنا صديق وفي للكتاب الورقي ولا أعلم شيئاً عن أبنائي
تباينت الآراء حول أهمية الكتاب الورقي ومنافسة الكتاب الإلكتروني له، وسط تدني مستوى القراءة لدى الشعوب العربية مع ضرورة التعايش مع الكتاب الإلكتروني. "سبق" أثارت القضية في محاولة منها للوقوف على كل محاورها فرصدت بعض آراء المثقفين والإعلاميين والقراء بشكل عام , في معرض الرياض الدولي للكتاب في نسخته الثامنة 2014 والذي حمل عنوان ( الكتاب.. قنطرة حضارة ), فهناك من أكد أهمية القراءة من خلال الكتاب الورقي والإلكتروني معاً كون الكتاب يظل كتاباً في النهاية والأهم المحتوى والمضمون, وهناك من يفضل الكتاب الإلكتروني لعدة أسباب ومنها أنه أكثر سهولة في الوصول إليه , فيما يرى البعض أن قراءة الكتاب الورقي أفضل في الجانب الصحي لعدة أسباب.
تحول بين جيلين في البداية تحدث الأمير الدكتور خالد بن عبدالله بن مقرن ل:"سبق " قائلاً: " أعتقد أننا نعيش مرحلة تحول في الوقت الحالي , ونعيش بين جيلين , فمن الطبيعي أن يكون هناك نزاع بين قراء الكتاب الورقي والكتاب الإلكتروني , أنا شخصياً مع الاثنين , رغم أني أدرك جيداً أن المستقبل للكتاب الإلكتروني " وأضاف بن مقرن: " يظل الكتاب هو الكتاب سواء كان إلكترونياً أو ورقياً , وأتمنى أن يواكب الكتاب الإلكتروني التطور في التقنية مستقبلاً وطالب القائمين على تنظيم المعرض الدولي للكتاب أن يجوب المعرض كافة مناطق المملكة من أجل أن تعم الفائدة بشكل أكبر.
ملمس ورائحة الكتاب فيما يقول الشيخ المعروف عبد العزيز الطريفي ل" سبق ": " أنا صديق وفي للكتاب الورقي ولا أعرف شيئاً عن الكتاب الإلكتروني , وخبرتي في الكتاب الورقي فقط , أما بالنسبة لأولادي لا أعلم عنهم شيئاً ولكن الأمر متروك لهم من مبدأ حرية القراءة. وأضاف الطريفي أن لقراءة الكتاب الورقي أثر يبقى , وبالإمكان توجيه السؤال لكبار القراء في هذا الشأن.
أمة لا تقرأ أمة خاوية ويلتقط الشيخ بدر المشاري طرف القضية فيقول ل"سبق": " لكل وسيلة من الوسائل روادها سواء الورقي أو الإلكتروني , ولكن يظل لمس الورق باليد له الأثر النفسي, والحفظ وبالتالي يحث شيخ الإسلام ابن تيمية على القراءة من الكتاب , له الأثر الأكبر في الحفظ , والأهم نوعية القراءة والهدف منها " وأضاف المشاري: " أمة لا تقرأ أمة خاوية , لذا لابد من الحرص على القراءة وبشكل يومي والحمد لله لدي في مكتبتي أكثر من 20 ألف كتاب , وأغلبها من الكتب القديمة , ويظل الكتاب كالإنسان فيجب أن يتناسب الغلاف مع المظهر العام , وثقافتنا هي قراءتنا , وسبق أن قيل إذا أردت أن تعرف ثقافة الأمة فانظر ماذا تقرأ , فإذا ذهبت المتع وخانك الناس والحبيب يبقى الكتاب هو الحبيب ".
سرعة الوصول للإلكتروني أخشى أن نتعايش مع المفهوم الجديد ( وخير جليس في الزمان آيباد ) بهذه الكلمات بدأ الإعلامي المعروف ياسر العمرو ( مذيع قناة روتانا خليجية ) حديثه ل"سبق" وأضاف: " لازال الصراع مستمراً ما بين جيل تأسس على الورق وآخر على نقرة جهاز , وبالتالي فإن هناك حالة تسويقية خلاقه تعتمد في المقام الأول على ماذا يريد القارئ في نهاية المطاف ,وأنا بين هذا وذاك , فمازلنا نتأثر ونتعايش مع ملمس الورق ورائحته , رغم ميلي للكتاب الإلكتروني ويبقى السؤال: ماذا عن الحقوق والتوجهات في الكتاب الإلكتروني , والحقيقة أنني لا أقتني بل أنتقي". وأكد العمرو أن الاطلاع هو الحد الأدنى والقراءة هي الكمال بالنسبة للإعلامي الناجح.
اتفاق في الرأي وصادق المساعد التنفيذي للأمين العام بمركز الأمير سلمان للشباب عبد الرحمن الدخيل على صحة أقوال العمرو , من حيث أهمية الكتاب الإلكتروني , وقال في هذا الشأن: " في حال توفر الكتب إلكترونياً بشكل أكبر وأوسع فإن ذلك بلا شك سيؤثر على الكتاب الورقي ,وسيكون الإقبال عليه أكبر , نظراً لسهولة التناول وسرعة الوصول إليه , وعموماً أنا مع الجيل الجديد الذي يبحث عن الكتاب الإلكتروني "
البقاء للورق ومن سلطنة عمان يؤكد خليفة محمد هادي أن للكتاب الورقي أهمية كبيرة في حياته , وأنه لن يتخلى عن قراءته مهما تغير الزمان وتعددت الأجهزة التي يتصفح من خلالها الجيل الجديد الكتب الإلكترونية. واستشهد خليفة بالكم الكبير من الزوار لمعرض الكتاب , حيث يسعى الجميع لاقتناء عناوين الكتب الورقية لا الإلكترونية.
" تويتر" يسحب البساط من جانبه قال المحامي والمستشار القانوني الدكتور أحمد الصقيه إن الكتاب الإلكتروني هو امتداد للكتاب الورقي ومقياس لتحضر الأمم , مضيفاً وسط حسرة قائلاً: " للأسف مستوى القراءة لدى الشعوب العربية متدن, ويجب أن لا نغفل دور الإعلام الجديد , بل علينا الاستفادة منه بالشكل الإيجابي، فالجيل الجديد مولع بالتقنيات , وليس من المنطقي أن نحد من الاهتمام بهذه التقنيات , فالكتاب الإلكتروني سيجد له متابعة. فيما أشار الزميل الإعلامي المذيع بالقناة السعودية الأولى فيصل القحطاني إلى أهمية الكتاب الإلكتروني في عصر السرعة , منوهاً بخطورة القراءة لوقت طويل على العين عبر الأجهزة الإلكترونية , وأضاف القحطاني: " لابد من عملية التوازن وحسب الأولوية والأهمية تزداد أهمية القراءة من خلال الكتاب الورقي أو الإلكتروني , والمطلوب هو توزيع الوقت , وأن لا نغيب عن القراءة المفيدة وليس التي قد تضيع الوقت فقط , فكلنا مسؤول عن ذلك " وخالف الشاعر سليمان الصقعبي الجميع حينما قال: " أعتقد أن " تويتر " سحب البساط من الكتاب , سواء الورقي أو الإلكتروني , الوقت الحالي الجميع يبحث عن الكلمات المختصرة التي تفي بالغرض , وهذا نهج الجيل الجديد , أنا شخصياً مازلت مخلصاً وقارئاً جيداً للكتاب الورقي "
المنافسة منتهية من جهته أكد الدكتور بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية صالح المحمود أن المنافسة منتهية بين الكتاب الإلكتروني والورقي , فالوعاء الحقيقي للكتاب الورقي , وهو سيد المشهد , وسيظل شامخاً في عصر العولمة , وأضاف المحمود ل"سبق": لازال الكتاب الورقي هو الواجهة الحقيقة للحضارة , والمطلب الأول للقارئ العربي أينما حل وارتحل وبنسبة %99 فملمس الورق والغلاف واللوحة له حساسيته, ويظل روح الإنسان في روح الورق , والمنافسة غير عادلة " والحقيقة أود أن أشيد بتفوق " سبق " في مجال الصحافة الإلكترونية , وهي بحق هدف أول للخبر , وتسابق الزمن. ويتفق الأستاذ المشارك بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور محمد الصبيحي مع الدكتور المحمود , على أهمية الكتاب الورقي , حيث يدلي بدلوه في هذا الشأن قائلاً: " لا نؤمن بالبديل نؤمن بالتكامل والتخصص , كما أن الكتاب الورقي من الناحية الصحية هو الأفضل كثقافة سائدة ,ولكن هذا لا يعني تجاهلنا بالمطالبة بالمكتبة الرقمية التي تكون في أفضل حالاتها مستقبلاً." وللفنان التشكيلي فهد الربيق رؤية خاصة في هذا الموضوع , حيث قال: " يظل الكتاب الورقي وثيقة رسمية لكل إبداع , مثل القصيدة , اللوحة , الثقافة والفنون , وأنا أحرص على جلب سبعة كتب معي في كل رحلة خارج المملكة , والحقيقة ( قالها ضاحكاً ) لم أتصالح يوماً مع الكتاب الإلكتروني "
لابد من التعايش فيما أكد مدير عام قناة روتانا خليجية تركي الشبانه أن الكتاب الورقي والإلكتروني مكملان لبعضهما، مضيفاً في حديثه ل " سبق ": " ربما يكون الكتاب الإلكتروني متاحاً بشكل أكثر في الوقت الحالي , بل وسهولة الوصول له أكثر من الكتاب الورقي , لكن هذا لايعني الاستغناء عن الكتاب الورقي , والذي يعد هو الأساس , أنا شخصياً لدي أكثر من مكتبة , نظراً لكثرة أسفاري مابين دبي وبيروت والرياض والقاهرة " وطالب الشبانه القارىء بالتمييز مابين محتوى الكتاب من غث وسمين , بعيداً عن الأسوار فنحن نعيش في عصر العولمة والإعلام الجديد فرض حضوره , لذا يجب أن نتعايش معه. واتفق الشيخ الإعلامي المعروف محسن حسان مع ما يصبو إليه الشبانه وقال: " لن يؤثر الكتاب الإلكتروني على الورقي , الأهم محتوى الكتاب ومضمونه , لدي أكثر من 14 ألف كتاب ورقي في منزلي , ومع ذلك أتصفح الكتاب الإلكتروني , وأتعايش مع أبنائي مع التقنية الجديدة "
احتفظ بالإهداء فقط أخيراً يقول أحد ذوي الاحتياجات الخاصة عليان آل منصور إنه يحتفظ بالكتاب الورقي الذي يكتب له إهداء على صفحاته فقط , كونه يفضل قراءة الكتاب الإلكتروني عن الورقي.