أعرب فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية عن شكره وتقديره العميق لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ال سعود على ما يقوم به جهود مخلصة لخدمة الأمة العربية ، وعلى كرم الضيافة وحسن التنظيم والإعداد لأعمال هذه القمة . وأبان فخامته في الكلمة التي ألقاها في جلسة العمل الثانية المغلقة لاجتماع القمة الرابعة للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية أن الشراكة الإستراتيجية بين الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية ستسهم في تنسيق الرؤى والسياسات تجاه القضايا المهمة الثنائية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وتعزيز الحوار السياسي والمواقف المشتركة الرامية إلى حماية مصالح الطرفين. وأشاد بمواقف دول أمريكا الجنوبية المشرفة مع القضايا العربية وفي مقدمتها قضية العرب الأولى والمحورية القضية الفلسطينية ودعم تنفيذ قرارات الأممالمتحدة ذات الصلة لضمان تحقيق الاستقرار والسلم والأمن لجميع دول المنطقة ، مثمناً وقوفهم الايجابي والنزيه مع بقية القضايا العربية وفي مقدمتها القضية اليمنية وما يحدث فيها من انقلاب ودمار تمارسه مليشيات الحوثي وصالح وكذلك وقوفهم مع قضايا عربية أخر مثل سوريا وليبيا والعراق والسودان والصومال وقضية الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة من قبل إيران . وقال " تعلمون أن بلدي اليمن يمر في هذه الأثناء بظروف بالغة التعقيد والصعوبة بعد أن كان على أعتاب مرحلة تحول تاريخي كبير ، فبعد أن كنا على مشارف النجاح النهائي في طريق الانتقال السياسي والسلمي للسلطة الذي حددت مراحله واستحقاقاته المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية ، حيث أنجزنا بجهد دؤوب ومخلص حواراً وطنياً شاملا وجامعاً لكافة فرقاء الحياة السياسية ومكونات المجتمع اليمني والذي تم فيه استحضار ومناقشة كافة قضايا اليمن ومشكلاته منذ عشرات السنوات وتمخض عن هذا الحوار مخرجات وضعت معالجات حقيقية لمآسي الماضي وأرست المداميك الحقيقية ليمن اتحادي جديد يقوم على مبادئ العدل والمساواة والحكم الرشيد " . وأضاف " أنه تم بلورت ذلك في مشروع جديد للدستور ، الذي توافقت عليه كافة القوى السياسية ، وحين أنهت اللجنة المكلفة بصياغة الدستور أعمالها وأتت لتسليم مشروع الدستور إلى الهيئة الوطنية المعنية بمراجعته وإقراره ، قامت مليشيات الحوثي وصالح وبدعم أيراني بالانقلاب على كل تلك الانجازات السياسية في محاولة لفرض التجربة الإيرانية الفاشلة على الشعب اليمين ، فذهبت تلك المليشيات تعيث في الأرض الفساد والدمار تجتاح العاصمة والمحافظات فتقتل الأبرياء وتنهب المؤسسات المدنية والعسكرية وتدمر المنازل والمساجد والمستشفيات ودور العبادة ، وتحاصر المدن وتمارس القتل الجماعي والإبادة ، وأوصلوا الأوضاع الإنسانية إلى مرحلة كارثية ومأساوية ، حتى بات ملف الانتهاكات الإنسانية لمليشيات الحوثي وصالح ليس له مثيل من البشاعة في التاريخ المعاصر " . وأردف الرئيس اليمني يقول " حين أدركنا حجم الكارثة المروعة التي حلت بالوطن نتيجة طيشان تلك المليشيات قررنا مضطرين توجيه نداء أخوي لأشقائنا الأوفياء الاماجد في مجلس التعاون لدول الخليج العربي ، طلبنا فيه التدخل والوقوف إلى جانب اليمن والعمل على التصدي لعدوان تلك المليشيات الانقلابية ولمنع انزلاق اليمن من أن يكون مصدر تهديد لكافة الدول ، خصوصاً والإطماع الإيرانية بأدوات الانقلابيين تطمح للسيطرة على باب المندب بما يمثله من أهمية إستراتيجية كحلقة وصل بين الشرق والغرب " . وعبر عن شكره لخادم الحرمين الشريفين وكافة قادة دول التحالف على وقفتهم التاريخية المخلصة إلى جانب اليمن وشرعيتها الدستورية ووحدتها الوطنية واستقلالها وسيادتها ، موصلا الشكر لكل من وقف مع اليمن في هذه المحنه من أنحاء دول العالم . وقال " نؤكد وأمام هذا المحفل الكريم بأننا نتوق إلى السلام والوئام ، فلسنا دعاة حرب ودمار ، ولا عشاق دماء وأشلاء ، بل نحن مسئولون عن شعبنا من أقصاه إلى أدناه ، ولقد رحبنا وتجاوبنا مع كافة الجهود والمساعي الدولية التي تبذلها الأممالمتحدة ومبعوثها الخاص إلى اليمن والهادفة إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي من خلال المشاورات" . وأعرب عن أمله بأن تنتقل العلاقات العربية الأمريكية الجنوبية إلى آفاق واسعة ورحبة من الازدهار والتقدم في مختلف مجالات التعاون المشترك . وشدد الرئيس اليمين على ضرورة تكاتف جميع الجهود لبلورة مقاربة فعالة وغير مسبوقة لمواجهة آفة الإرهاب الأسود والتصدي لها والتعاون الجاد فيما بيننا على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية لمكافحته والقضاء عليه ، وكذلك تبادل المعلومات والخبرات على المستوي المحلي والإقليمي والدولي .