لقي إعلان جماعة الحوثي المسلحة -جناح ايران الشيعي في اليمن- ما اسمته بالإعلان الدستوري أمس الجمعة، رفضا رسمياً وشعبيًا من قبل اليمنيين، باستثناء حزب الرئيس اليمني الأسبق (صالح) الذي يبدو ان إعلان الحوثي بحل مجلس النواب تم بالتنسيق معه، واكتفى حزب المؤتمر الشعبي العام التابع لصالح بتصريح مقتضب نشره موقع الحزب «المؤتمرنت» عن مصدر رسمي مسؤول في الأمانة للحزب والمجلس الأعلى للتحالف الوطني الديمقراطي بأن قيادة المؤتمر وحلفائه تتابع باهتمام بالغ التطورات على الساحة الوطنية. وأكد البيان أن اللجنة العامة والمجلس الأعلى للتحالف الوطني الديمقراطي في حالة انعقاد لمتابعة آخر التطورات. فيما وصف الأمين العام المساعد للمؤتمر ياسر العواضي، إعلان جماعة الحوثي، انقلابا على المؤسسات الدستورية في البلد. وفيما أطلقت جماعة الحوثيين وأنصار صالح، ليل أمس الألعاب النارية والرصاص المضيء في سماء العاصمة صنعاء ومحافظات صعدة -معقل الحوثيين- وعمران وذمار، احتفاء بما أسمته انتصار ثورتهم وإعلان ما يسمى بالإعلان الدستوري، استخدم مسلحو الجماعة الرصاص الحي في تفريق مظاهرات شهدتها ليل امس العاصمة صنعاء ومعظم المحافظات اليمنية، وخرجت مساء مظاهرات حاشدة في مدينة تعز واب والحديدة وعدن وكل المحافظاتالجنوبية ومحافظة مأرب والبيضاء وذمار الرافضة للإعلان الحوثيين، وأكدت التظاهرات أن ما قام به الحوثيون هو انقلاب على الشرعية الدستورية للرئيس اليمني هادي ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني. ورفضت الخارجية الأمريكية الانقلاب عن مجلس النواب المنتخب من قبل الشعب اليمني، في الوقت الذي لم يكن بيان مجلس الامن الدولي بالمستوى المتوقع، والذي اكتفى فقط على التعبير عن قلقه للوضع في اليمن. وتأتي هذه المواقف الدولية بما لا ترقى الى ما كان يؤمل منه الشارع اليمني منها. واجمع الشارع اليمني بمختلف شرائحه وأطيافه السياسية والشعبية على رفضها انقلاب جماعة الحوثيين على الشرعية الدستورية في اليمن المتمثلة بالدستور ومخرجات الحوار الوطني الذي اقرها اليمنيون في مؤتمر ظل منعقدا لأكثر من عام. وأعلنت قيادات في الحزب الاشتراكي اليمني والتنظيم الوحدوي الناصري والحراك الجنوبي رفضهم لانقلاب جماعة الحوثيين على الدستور اليمني ومخرجات الحوار. فيما اعتبر القيادي في جماعة الحوثي والعضو المستقيل مؤخرا من المكتب السياسي للجماعة المحامي علي البخيتي، انه اعلان او بيان انقلاب على الشرعية الدستورية وعلى كل الاتفاقات ومخرجات الحوار الوطني، بما في ذلك فهو انقلاب على اتفاق السلم والشراكة الموقع من قبل المكونات السياسية اليمنية مساء سيطرة جماعة الحوثيين في 21 سبتمبر الماضي. من جهته، أعلن القيادي في جماعة الحوثيين -سلالة وتنظيما- حسين زيد بن يحيى، الذي قدمته جماعة الحوثيين في قاعة الحضور على انه ممثل لأبناء جنوب اليمني- أعلن بن يحيى رفض تدخل الخارج في شؤون اليمن. وذكر المتحدث عددا من أسماء الدول الخارجية -العربية والغربية- التي قال إنه لا يريد ان تتدخل في الشأن اليمني، باستثناء إيران التي لم يذكرها المتحدث بن يحيى في كلمته، باعتبارها الراعي الرسمي لمشروع جماعة الحوثي في اليمن والمنطقة العربية. وقالت مصادر مطلعة ل»المدينة» ان جماعة الحوثيين ذهبت الى منازل مسؤولين وقيادات عسكرية ووزراء من الحكومة المستقيلة وإحضارهم إلى حفل إعلان الجماعة بالقوة منهم مسؤولون يخضعون للإقامة الجبرية من قبل مسلحي الجماعة، بينهم وزيرا الدفاع والداخلية المستقيلان ضمن استقالة حكومة بحاح، اللواء محمود الصبيحي، واللواء جلال الرويشان، اللذان يقيمان تحت الإقامة الجبرية بمنزلهما بصنعاء، ضمن الإقامة الجبرية المفروضة على الرئيس هادي ورئيس الحكومة خالد بحاح، وستة وزراء آخرين. وجاء إعلان انقلاب جماعة الحوثيين تحت اسم رئيس اللجنة الثورية محمد علي الحوثي، ابن عم زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، الذي كان يفترض ان يقرأ هو ما يسمى بالإعلان الدستوري، لكنه وفقا لمصادر مقربة من داخل الجماعة ان رئيس ما يسمى باللجان الثورية والذي سيكون الرئيس القادم لليمن- محمد علي الحوثي- لا يجيد القراءة والكتابة. وعلق مسئول حكومي يمني بارز ل»المدينة» بالقول» كما تكونوا يولى عليكم». وكانت جماعة الحوثيين أعلنت مساء أمس الجمعة ما أسمته بالإعلان الدستوري، والذي حلت من خلاله رئيس الجمهورية ومجلس النواب اليمني القائم وتشكيل محله مجلس وطني انتقالي مكون من 551 عضواً. كما انه إعلان تشكيل مجلس رئاسي مكون من 5 أعضاء ينتخبهم المجلس الوطني الانتقالي وتصادق عليهم اللجان الثورية. كما منح ما يسمى بالإعلان الدستوري حكومة انتقالية تصادق عليها اللجان الثورية المصادقة على الحكومة الانتقالية التي كلف الإعلان مجلس الرئاسة بتشكيلها. وحدد اعلان جماعة الحوثي مدة المرحلة الانتقالية بعامين في نفس الوقت تضمن الاستمرار بالعمل بالدستور اليمني النافذ وإعطاء ما يسمى بالإعلان الدستوري لأعضاء مجلس النواب الحالي الذي يمتلك حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس اليمني السابق (صالح) الحق في انضمام اعضاء مجلس النواب المنحل باعلان الحوثي، ما اعتبر مراقبون تضمن اعلان الحوثي هذا البند كان بهدف ارضاء للرئيس اليمني السابق (صالح) وحزبه. واقر اعلان الحوثي العمل به من تاريخ اصداره، وكلف ما سماها باللجنة الثورية في إتخاذ كافة الإجراءات الضرورية لحماية الوطن ومصالحه وحقوق المواطنين. المزيد من الصور :