لماذا الأطفال، ولماذا هم موعودون دائماً بالإيدز الكاذب، وهل تتقصّدهم مديرية الصحة؟!.. هناك خطوة يجب أن تسبق هذا السؤال وهو: ما هي إجراءات الكشف عن الإيدز في مستشفياتنا، لابد من مراجعة هذه الخطوات للتأكد أنها سليمة، لأن الخطأ هنا له جوانب نفسية، وسلبية مدمرة ربما تفوق الإيدز نفسه. اعترفت الشؤون الصحية بجدة، بوجود خطأ في تقرير أصدره مستشفى الملك عبدالعزيز، تضمّن إصابة المواطن حسن إسماعيل بالإيدز، معتبرة أن الواقعة ما هي إلا خطأ مطبعي، وقالت على لسان الناطق الإعلامي: إن المواطن حسن تسلم تقريراً يؤكد إصابته بالإيدز وبعد 100 يوم تسلم تقريراً آخر يُؤكِّد سلامته، لوجود خطأ في التقرير الأول، وبيّنت أنها قررت معاقبة جميع المتسببين في الخطأ بدءًا من الطبيبة المعالجة والمترجمة، وذلك وفقاً للضوابط المعمول بها في النظام، وأوضح أن اللجنة المنوط بها التحقيق في الواقعة، قررت معاقبة جميع المتسببين، وتم في حينه عمل خطاب إلحاقي لمدير مكتب الضمان الاجتماعي، مرفق به التقرير الطبي المصحح بعد تعديل التشخيص المضاف. القصة نشرتها الصحف، ولم تعد سراً، وهي تعيد للأذهان قصة طفلة الآيباد المشهورة، التي تم نقل الدم الملوّث لها بالخطأ، وتم تشخيصها أنها مصابة بالإيدز، وبعد زيارة وزير الصحة لها، ونقلها للرياض تبيّن، أن التقرير السابق خطأ، وأن الطفلة ليست مصابة، أو هكذا قيل للناس، بعد أن أشعلت قضية ريهام مواقع التواصل الاجتماعي، العام الماضي، البالغة من العمر 13 عاما، وتم التحقيق مع المسؤولين هناك، وتم فصل وتغريم عدد من قيادات الصحة هناك. اليوم، بعد عام من حادثة ريهام، الخطأ مطبعي، وليس بشري، هو المتسبب في إصابة الطفل حسن بالإيدز، فهل هذا يعني أن كتابة التقارير الطبية مخترقة؟! وهو خطأ أكثر فداحة من الإصابة بالإيدز نفسه، لأن هناك مئات التقارير تكتبها الصحة كل يوم، وكم فيها من أخطاء، وكم فيها من تسرُّع، تسببت في آلام ومعاناة الأبرياء. #القيادة_نتائج_لا_أقوال ماذا أفعل بوزارة الصحة؟ اخترت لها أكفأ الرجال، ورصدت لها أضخم الاعتمادات، ومع ذلك لم تتحرك، نقلاً عن كتاب (حياتي في الإدارة) للراحل الدكتور غازي القصيبي رحمه الله.