يحسب للشؤون الصحية بجدة تجاوبها السريع مع ما نشرته «عكاظ» بخصوص التشخيص الخاطئ للسيد حسن باسماعيل بمرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، ولكن لا يحسب لها بعض التبريرات الواردة في الرد المنشور يوم أمس. مسألة اعتبار الخطأ الفادح مجرد خطأ مطبعي أمر لا يمكن استيعابه أو قبوله مهما كانت التبريرات، ولو ذكر الرد تبريرا آخر غير هذا لكان معقولا، فالنتائج الإيجابية الكاذبة لبعض الفحوصات المخبرية قد تحدث حتى في أفضل المختبرات، ولكن هناك وسائل وإجراءات للتأكد منها حسب بروتوكولات معروفة لدى الفريق الطبي المعالج، أما أن يكون ما حدث خطأ مطبعيا، فهو عذر أقبح من ذنب؛ لأن الخطأ المطبعي يحدث في حرف من كلمة أو كلمة في جملة وليس في كتابة تشخيص كامل. المريض أبلغ بحالته الصحية وتشخيصه عند مراجعته المستشفى قبل أكثر من عام كما يقول الرد، وتمت إفادته بأنه غير مصاب بالإيدز وهذا جيد، ولكن كيف لنا أن نتصور حالته عندما يتم إرسال خطاب للضمان الاجتماعي يؤكد إصابته بهذا المرض الخطير، هل يستطيع المريض أن يفترض أنه مجرد خطأ مطبعي، وهل يمكنه أن يفكر إيجابيا تحت وطأة تقرير رسمي مرسل لجهة رسمية يؤكد هذا التشخيص. ويبدو أنه لو لم يبادر المريض بمراجعة المستشفى بعد أكثر من مئة يوم من التشخيص (المطبعي) الخاطئ ويطلب مقابلة الاستشارية المعالجة لاستمر الأمر على ما هو عليه ولكانت النتائج أسوأ. مثل هذه الأمراض لها لجان مراجعة ومتابعة، فعندما يتم تشخيص المريض بالإيدز، فإن ملفه تتم العناية به في لجان مكافحة العدوى والمختصين في الأمراض المعدية لتحديد أسلوب العلاج واستكمال عدد من الإجراءات المهمة، وإذا كان هناك أي خطأ محتمل، فلا بد من اكتشافه، لكن يبدو أن ملف المريض حسن باسماعيل كان مهملا في مكان ما بتقريره الخاطئ الذي تم إرساله للضمان الاجتماعي، ولم يتم اكتشاف الخطأ إلا بعد حضور الشخص بنفسه إلى المستشفى. وعلى أي حال، هناك دائما أخطاء مزعجة، لكن حين يكون تبريرها بمثل هذا التبرير فإنها تكون كارثية بالفعل.