عبّر إعلاميون ومثقفون عن بالغ حزنهم برحيل الفقيد الشيخ عبدالله القصبي، مشيدين بعطاءاته وإسهاماته في كل المجالات التي عمل بها طوال حياته، ومشيرين إلى ما قدمه الفقيد للوطن من أعمال كبيرة هي محل تقدير، وقالوا في تصريحات خاصة ل «المدينة» إن للراحل مواقف كثيرة تدل على عطاء كبير وإثراء متميز، معتبرين رحيله خسارة كبيرة للوطن. عاش نظيفًا ورحل نظيفًا وقال وزير الثقافة والإعلام السابق الدكتور عبدالعزيز خوجة: لاشك أن الراحل الشيخ عبدالله الفصبي هو رجل عظيم وكبير في عطائه وفي فكره وأدبه، وقد قضى حياته في خدمة دينه ووطنه وأبناء وطنه، وقدم خدمات جليلة سواء حينما كان في الدولة أو عندما استقال وعمل في القطاع الخاص، ولا أنسى حينما قال لي: بأنه سيضع جميع استثماراته في مكةالمكرمة لأنه يؤمن بأن مكةالمكرمة فيها الخير والبركة، فالراحل عاش نظيفًا ورحل نظيفًا وترك خلفه أبناءه الأجلاء يقودون سفينة الخير ويكملون مسيرة والدهم.. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته و»إنا لله وإنا إليه راجعون». شخصيته متقدمة عن سنّه وقال الأديب الدكتور عبدالله مناع: إن وفاة الشيخ والكاتب الكبير عبدالله القصبي خسارة شديدة على الوسط الثقافي والأدبي بالعالم العربي أجمع، مؤكدًا حزنه الكبيرعند سماع خبر وفاته داعيًا الله العلي العظيم أن يغفر له ويسكنه فسيح جناته. وأضاف: كان رحمه الله يتمتع بصفات الرجل الكامل، وكانت شخصيته متقدمة عن سنّه وزمانه في المجالات المختلفة التي حازها في المقاولات بوزارة النقل وعدة مشروعات حكومية ، كما كان القصبي أحد نجوم زمانه في الصحافة لا سيما وهو خريجها من جامعة القاهرة بمصر، وكان صاحب قلم حر وجريء وصادق، وكان لا يحبذ المجاملات، فقد كان واضحًا في جميع تعاملاته. وزاد الدكتور مناع: أنا شخصيًا زاملته وصادقته على مدى سنين طويلة ولقد استقطبته لكتابة المقالات بمجلة «اقرأ» وكان صاحب فكر، ومحاربا ل «الإعلام الأسود» في ذلك الحين، وناقش وطرح العديد من القضايا المجتمعية والثقافية وكان همه الأول والأخير هو حب أرض الوطن التي يراها أغلى ما لديه. وعن أحد المواقف الطريفة للفقيد، قال الدكتور مناع: أتت فترة زمنية قديمة أوقف فيها عن الصحافة، وكنت أسأله ماذا ستفعل الآن؟ فأجاب: «أنا أذهب يوميًا إلى المطبعة لأشم رائحة الحبر، الذي تطبع به الصحف». وأشار الدكتور عبدالله مناع إلى أن الفقيد القصبي أصدر كتاب «رحلة القلم» الذي باعتقادي انه لم يُنشر ويُوزع بالشكل المطلوب في الأسواق، وختم بقوله: أخيرًا أقول إن فقيدنا هو فقيد المجتمع الثقافي. فقدنا علمًا من الأعلام وقدّم المستشار محمد سعيد طيب تعازيه لمعالي الدكتور ماجد القصبي ابن الفقيد، ولأسرة صحيفة «المدينة»، في الفقيد الأستاذ عبدالله القصبي، وقال طيب: الفقيد -رحمه الله- من الروّاد في الإعلام والصحافة، وكان مؤثرًا بقلمه وصوته للجميع لما يملكة من علم ودراية ونظرة مستقبلية، وكان ينقل خبراته إلى الشباب الصاعد في مجال الصحافة، وكان يلقي عليهم بعض المحاضرات التي هي سر نجاحه في مشواره المهني. ويضيف طيب: كانت تربطني به علاقة طيبة وجميلة، وكان من الأصدقاء الذين يحملون ويقدمون الوفاء والطيبة والعديد من الصفات النبيلة، وأنا أرى أننا اليوم فقدنا علمًا من الأعلام ليس في المملكة بل والخليج أيضًا، فقد كان الفقيد يحمل تاريخًا عريقًا في مجالات مختلفة، وكان مبدعًا وإن عمل يتقن، وخلال حياته المهنية تقلّد يرحمه الله عددًا من المناصب الحكومية، وقدم العديد من الإنجازات والتطوير. قاد مرحلة إعلامية واعتبر الإعلامي والكاتب عبدالله خياط (والذي يُعتبر من المقربين للراحل) أنه أب ثقافي مميز، وقد يتميّز بعدة مزايا في الأدب والفكر، وهو رمز من رموز الثقافة في بلادنا، وكان له حضوره وتواجده دائماً في مختلف المحافل الأدبية والثقافية، وكانت آخر مرة التقيته فيها قبل ثماني سنوات وبعدها لم ألتقِ به بسبب العارض الصحي الذي ألم به. ويضيف خياط: الراحل عبدالله القصبي قاد مرحلة إعلامية في وقت مضى، وشهد له العديد بالقدرات الكبيرة التي يمتلكها حتى آخر لحظة في حياته وندعو له بالرحمة والمغفرة. وأتذكر أن هناك الكثير من المواقف الانسانية بيني وبينه، وأذكر أنه كان يعلّمني أبسط المبادئ في الحياة، كما لا أنسى أنني عملت معه أكبر حوار عندما كان رئيسًا للبلدية، وأذكر أنه حينها جاءني إلى المنزل وزوّدني بمعلومات هامة لأضيفها إلى حواري.. حقيقة هذه الشخصية يجب أن ننظر لها من زوايا عدة، فهو رجل الأدب، وهو الكاتب، والمثقف، وهو المفكر، ولا نستطيع القول إلا رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته. قلمه قوي وجريء وقال الأديب والناقد الدكتور عبدالمحسن القحطاني: رحم الله عبدالله القصبي.. عمله في التجارة لم ينسه الحرف والكلمة وظل يكتب حتى يقرأه الجميع.. كان جميلًا في الطرح ويملك الأسلوب الممتع وكان يحاور الجميع ويناقش معلوماته وكتاباته للجميع آنذاك.. وكان يتسم بالصدق والشفافية وعدم مصادرة آراء الآخرين.. وقلمه قوي وجريء.. رحم الله فقيدنا وعزائي لابنائه وعلى رأسهم معالي الدكتور ماجد القصبي، ثم العزاء لكافة كتّاب المملكة الحبيبة والعالم العربي.