غيب الموت الصحفي والكاتب والأديب والإنسان طلعت وفا الذي كان له اسمه ومكانته لدى قراء "جريدة الرياض"، ولدى عموم الصحفيين السعوديين والعرب على حد سواء الذين أحبهم وأخلص لهم فبادلوه حباً بحب، ووفاء بوفاء، ولعل ما تميز شهيد الصحافة هو الابتسامة العريضة التي كانت لا تفارق شفتيه. وجاء وفاة الصديق طلعت وفا في هذه الأيام العصيبة صدمة لأهله وأحبائه؛ لأن الساحة كانت في أمس الحاجة إلى قلمه الصادق، ولسانه الجريء، في تغطية الأحداث بكل صدق وإخلاص. لقد كان الزميل طلعت مثالاً للخلق الرفيع، والمعدن الأصيل، والأدب الجم، والوفاء، لكنه هادم اللذات. هو الموت ما منه ملاذ ومهرب إذا حط ذا عن نعشه ذاك يركب ولا نملك بعد رحيل طلعت وفاء غير عبارات الحزن والدعاء له، وما يعزينا بعد وفاته أنه سيبقى له اسم محفوظ في ذاكرة قرائه ومحبيه وأصدقائه، فله مني ومن زملائه ومحبيه ما يكفي لتكون ذاكرة ماثلة في الساحة الصحفية والثقافية والأدبية، وسيتذكره الجميع علماً من أعلام الصحافة الحرة الشريفة المستقلة، ومن أصحاب الأقلام الصادقة العفيفة الوفية. نعم رحل طلعت وفا الوفي لوطنه، ولمهنته، والوفي لأصدقائه وأحبائه. رحم الله طلعت وفا رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان على فقيدهم العزيز. وإلى جنة الخلد يا طلعت وفا إن شاء الله. (إنا لله وإنا إليه راجعون).