دانت الهيئة المستقلة الدائمة لحقوق الإنسان في منظمة التعاون الإسلامي بشدة أي ربط بين الأيديولوجيات المتطرفة وعدم التسامح وبين الإسلام، الذي تدعو تعاليمه إلى التعاطف والتعايش والعدل والسلام في مختلف مناحي الحياة . وأوضحت في جلسة حوار مفتوح تحت عنوان "محاربة التطرف والتعصب"، عقدتها خلال دورتها السادسة، التي اختتمت بجدة أن الإسلام يحث على الوسطية والاعتدال، وأن التطرف والتعصب عكس التوازن والاعتدال، مؤكدة أن غياب التوازن هو الذي يفسح المجال للتطرف بتجاوز الحدود الشرعية في مجالي الاعتقاد والعمل, وأن الإسلام دين السلام والتسامح والاعتدال واحترام جميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية. وبينت الهيئة أن بعض أسباب التطرف والتعصب تتمثل في الجهل والفقر والتخلف وانعدام التعليم ، داعية المجتمع الدولي إلى معالجة الأسباب الكامنة للتطرف واتخاذ إجراءات قوية وموحّدةبما في ذلك منع الدعم المالي والمادي عن المتطرفين حتى يتحقق النجاح لمساعي مكافحة آفة التعصب ولمواصلة تعزيز الحوار والسلام والوئام بين الثقافات والحضارات. وأكدت الهيئة أن التعصب والإرهاب والأيديولوجيات المتطرفة لا علاقة لها بالإسلام، وأن أنصار هذه الأيديولوجيات هم في الواقع أعداء الإسلام الذين يربطون ظلماً وبهتاناً الدين الإسلامي بظاهرتي العنف والكراهية، اللتين تستخدمهما الجماعات المعادية للمسلمين لتشويه سمعة الدين الإسلامي الحنيف ولممارسة التمييز ضد المسلمين في مختلف أنحاء العالم. كما أدانت الهيئة الأعمال التي تؤدي إلى تقوية شوكة المتطرفين وأنصار الإرهاب وتهدد النسيج الاجتماعي والسلام والأمن في المجتمعات المتضررة, مشددة على أنه يتعين محاكمة الذين يرتكبون جرائم ضد الأبرياء، تحت أي مُسمّى كان، أمام العدالة، لضمان سيادة القانون وتفادي الإفلات من العقاب، و لضمان السلام والاستقرار في المجتمعات المعنية. وشددت الهيئة على أهمية التعليم والتوعية في مجال مكافحة النزعات المتطرفة، مؤكدة على الدور الحاسم الذي تضطلع به القيادات الدينية والمجتمعية، ووسائل الإعلام، في الحد من هذه الاتجاهات من خلال تعزيز المُثل العليا المتمثلة في التسامح والاعتدال والاحترام المتبادل والتعايش السلمي، إلى جانب تعزيز وتقوية الآليات القائمة في مجال حوار أتباع الأديان ، إذ أن من شأنها المساعدة في تجنب سوء الفهم وتعزيز التفاهم والاحترام المتبادل. ورحبت الهيئة بمواقف الدول الأعضاء الصارمة في إدانة أعمال الكراهية والتعصب والأيديولوجيات المتطرفة، التي ترتكبها الجماعات الإرهابية مثل مايسمى بداعش، وبوكو حرام والقاعدة وغيرها، فضلا عن جهودها في مجال مكافحة الإرهاب, وحثت المجتمع الدولي على العمل مع الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي للتصدي بشكل جماعي لويلات التطرف والتعصب بالقوة والعزم اللازمين.