دعا الرئيس الاميركي باراك أوباما أمس الأربعاء إلى القضاء على «سرطان» الدولة الإسلامية الذي تبنى قطع رأس الصحافي الأميركي جيمس فولي، واعدًا بأن تواصل الولاياتالمتحدة التصدي لمقاتلي التنظيم المتطرف، ودعا أوباما بنبرة حازمة «الحكومات والشعوب في الشرق الأوسط» الى العمل معا «لاستئصال هذا السرطان (الدولة الإسلامية داعش) لكي لا يتفشى»، واعدًا بأن الولاياتالمتحدة التي تشن ضربات جوية في العراق منذ 10 أيام ستستمر في محاربة هؤلاء الاسلاميين المتطرفين. وقبيل ذلك، أعلن الجيش الأميركي أنه شن سلسلة جديدة مكونة من 14 غارة على مواقع الدولة الاسلامية في الساعات ال24 الأخيرة، وأعلن مسؤول اميركي أن البنتاغون ينوي إرسال نحو 300 جندي إضافي الى العراق حيث ينتشر نحو 850 جنديًا ومستشارًا عسكريًا بعد عامين ونصف عام من انسحاب القوات الاميركية من هذا البلد، وفي الشريط المصور نفسه الذي أظهر قتل فولي، هدد متطرفو الدولة الاسلامية بقتل رهينة أميركي آخر إذا استمرت الغارات الأميركية. واعتبر اوباما أن هذا التنظيم «لا مكان له في القرن الحادي والعشرين»، وهو «لا يتحدث باسم أي ديانة، ليس هناك ديانة تقول بذبح الأبرياء، إن عقيدتهم فارغة»، وتابع محذرًا: «سنبقى متيقظين وحازمين، عندما يستهدف امريكيون في مكان ما نقوم بكل ما في وسعنا لإحقاق العدالة»، داعيًا الى: «الرفض الواضح لهذا النوع من الايديولوجيات المدمرة»، واكد البيت الابيض الاربعاء صحة شريط الفيديو الذي بث الثلاثاء ويظهر اغتيال الصحافي الاميركي، وندد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بما اعتبره «جريمة رهيبة» فيما رأى وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن الدولة الاسلامية هي «وجه للشر» ينبغي «تدميره»، وقطع تنظيم «الدولة الإسلامية» رأس الصحافي الأميركي جيمس فولي الذي خطف في سوريا في نهاية 2012 وهدد بقتل آخر وذلك ردًا منه على الدعم الأميركي للقوات العراقية والكردية في معاركها ضد مقاتلي التنظيم المتطرف في شمال العراق، من جهته ذكر رئيس الوزراء البريطاني أيضًا بالتزامه تقديم مساعدة عسكرية ودبلوماسية إلى العراق وقوات البشمركة الكردية في تصديهم لمقاتلي الدولة الاسلامية مع استبعاده «أي تدخل على الأرض» من جانب القوات البريطانية، وواصل كاميرون قائلاً: «إنه ما زال يستبعد إرسال قوات للتدخل العسكري في العراق»، فيما اتخذت ألمانيا الاربعاء قرارًا نادرًا في تاريخها بتسليم أسلحة إلى أكراد شمال العراق لتنضم إلى عدد من شركائها الأوروبيين، عللته بالسعي إلى منع «كارثة» وذلك بالرغم من المعارضة القوية للراي العام، وأعلن وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير: «نحن على استعداد لأن نرسل بأسرع ما يمكن إلى الأكراد مساعدة عسكرية»، وتنضم برلين بذلك الى باريس ولندن اللتين أعلنتا قبل عدة أيام أنهما ستسلمان أسلحة الى المقاتلين الأكراد، وهو موقف أيده مجمل وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي في اجتماع طارىء الجمعة ببروكسل. وأكد شتاينماير: «إن هذه التجهيزات هدفها منح قوات الأمن الكردية إمكانية أن تدافع عن نفسها ضد تنظيم الدولة الاسلامية» المتطرف، ومن جهتها قالت وزيرة الدفاع اورسولا فون دير ليان في المؤتمر الصحافي: «يجب إيقاف تنظيم الدولة الإسلامية»، وأضافت: «إن سرعة التقدم الفائقة والممارسات الوحشية التي تفوق كل تصور أنتجت كارثة إنسانية». وقال الوزيران: إن ألمانيا التي كانت أوصلت الأسبوع الماضي 36 طنًا من المؤن والمعدات الطبية إلى أربيل، سترسل معدات عسكرية غير قاتلة مثل الخوذ والسترات الواقية من الرصاص وأجهزة كشف عن المتفجرات وأخرى للرؤية الليلية، وأوضحت وزيرة الدفاع: إنه ستتم دراسة حاجات القوات الكردية وتبحث مع من سيرسلون مساعدات مماثلة لمعرفة «كيف يمكن لألمانيا أن تساهم» مضيفة: إن دراسة الأمر ستتطلب «بضعة أيام»، ويمكن أن يتعلق الأمر بمسدسات وصواريخ مضادة للدبابات من نوع ميلانو، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الالمانية عن مسؤولين، وقال ستيفن شيبرت المتحدث باسم المستشارة الألمانية انغيلا ميركل في مؤتمر صحافي: إن هذا الموقف بشأن تسليم الأسلحة هو موقف «الحكومة بأسرها»، ويأتي قرار السلطات الألمانية معاكسًا لموقف الرأي العام الذي تعارض، بحسب استطلاعات، نسبة كبيرة منه تسليم أسلحة، وبحسب استطلاع معهد فورسا نشر الأربعاء في مجلة شتيرن فإن 63 بالمئة من الألمان يعارضون تسليم أسلحة. وفي طهران، أكد نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام المحلية الأربعاء أن إيران قدمت «نصائح» للأكراد العراقيين ضد جهاديي تنظيم «الدولة الإسلامية»، وقال عبداللهيان: «قدمنا مساعدة سياسية ونصائح الى الحكومة العراقية وفعلنا الأمر نفسه في كردستان العراق»، وأضاف: إن ايران ليس لها وجود عسكري لا في سامراء ولا في بغداد ولا في منطقة كردستان العراق، وتابع: «كما إننا لم نرسل أسلحة لكننا قدمنا نصائح وتقاسمنا تجاربنا مع حكومة بغداد وكردستان العراق».