أعلنت بريطانيا الثلثاء انها ستنقل معدات عسكرية من دول أخرى إلى القوات الكردية التي تقاتل الإسلاميين المتطرفين في شمال العراق، كما سترسل طوافات من طراز شينوك لدعم مهمة تقديم المساعدات. وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الحكومة ديفيد كاميرون: "سنرسل عددا صغيرا من طوافات شينوك الى المنطقة لاستخدامها في حال قررنا اننا بحاجة الى جهود اغاثة انسانية اضافية". وتابع: "اتفقنا ايضا على نقل معدات عسكرية ضرورية من دول مساهمة اخرى الى القوات الكردية". وفي برلين، أثار وزير خارجية ألمانيا فرانك فالتر شتاينماير إمكانية إرسال مساعدات عسكرية الى الحكومة العراقية، قائلا انه سيناقش اتخاذ مزيد من الخطوات مع الشركاء الأوروبيين بعد التقدم السريع لمقاتلي "الدولة الاسلامية" في شمال العراق. وتمثل تعليقاته مع تصريحات مماثلة من وزيرين آخرين تغيرا في اللهجة من جانب الحكومة الالمانية التي قالت أمس الاثنين انها لن ترسل أسلحة الى مناطق صراع. وفي الاشهر القليلة الماضية أعلنت برلين سياسة أكثر صرامة بشأن صادرات الاسلحة وسياسة خارجية أقوى. وقال شتاينماير لصحيفة "فرانكفورتر الجماينه تسايتونغ" اليومية "المساعدات الانسانية لكل من يحتاج لحماية هو مسألة مهمة بطبيعة الحال... لكن يجب ان ننظر هل يمكننا عمل ذلك وهل يتعين علينا عمل المزيد". واجتاح مسلحو الدولة الاسلامية- الذين أعلنوا الخلافة في أجزاء من العراق وسورية - أنحاء شمال العراق في الاسابيع الاخيرة وأجبروا القوات الكردية على التراجع أمامهم ودفعوا عشرات الالوف من الاقلية اليزيدية والمسيحيين الى النزوح من منازلهم. وقال نائب المستشارة الالمانية زيغمار غابرييل بعد اجتماع مع ممثلين للطائفة الايزيدية في برلين "هذا تحضير لإبادة جماعية". وطلب مسعود البرزاني رئيس كردستان العراق من المجتمع الدولي يوم الاحد تزويد الاكراد بأسلحة لمساعدتهم في القتال ضد مسلحي الدولة الاسلامية. وقال شتاينماير "في ضوء هذا الموقف الخطير فإنني أفضل الذهاب الى أقصى ما يمكن الذهاب اليه سياسيا وقانونيا"، مضيفا انه من مصلحة ألمانيا وضع حد للدولة الاسلامية. وشتاينماير عضو في الحزب الديموقراطي الاشتراكي الذي يشترك في السلطة مع المحافظين الذين تنتمي اليهم المستشارة أنغيلا ميركل. واضاف شتاينماير انه يود أن يكون هناك أسلوب موحد من جانب الاتحاد الاوروبي ينسق مع الولاياتالمتحدة. وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان واشنطن ستبحث طلبات المساعدات العسكرية والطلبات الاخرى بمجرد ان يشكل رئيس الوزراء المعين حيدر العبادي حكومة لتوحيد العراق. وقالت وزيرة الدفاع اورسولا فون دير لين التي تنتمي للمحافظين ان المعدات العسكرية غير الفتاكة يمكن ان تشمل عربات مدرعة أو أجهزة لرصد الشراك الخداعية وخوذات وسترات واقية. وأضافت ان الحكومة العراقية ستكون المتلقي. وقال غابرييل نائب المستشارة الالمانية انه يجب عدم اتخاذ قرارات متسرعة قد يكون هناك ندم عليها لاحقا. لكن من الناحية القانونية فان ارسال شحنات أسلحة الى حكومة شرعية في العراق مسألة ممكنة اذا كانت هناك ظروف خاصة. وأكد ناطق باسم ميركل أمس الاثنين ان المانيا لا ترسل أسلحة الى منطقة نزاعات. وقال "هذا مبدأ نشعر بأننا ملتزمون بالتمسك به."