اختلطت المشاعر في قلوب المصريين وهم يشاهدون حفل تنصيب رئيسهم الجديد عبدالفتاح السيسي.. كان المشهد مهيبًا يليق بشعب عريق، وأول دولة في التاريخ.. عبق الماضي ينتشر في المكان، وتطل على العيون صور كثيرة لزعماء رحلوا وملوك غابوا ومصر الشامخة لا تتغير رغم كل الظروف والأحداث. المستشار الجليل عدلى منصور يسلم المسؤولية للرئيس الجديد.. الضيوف العرب العائدون إلى أرض الكنانة يؤكدون عمق العلاقات الأخوية التي لم تهتز أمام أحداث كثيرة.. كان في مقدمة المشهد المهيب ولى عهد السعودية، وأمير دولة الكويت، وملك الأردن، وولى عهد أبوظبي، وملك البحرين، ونائب الرئيس السوداني، ورؤساء من إفريقيا، ووزراء من دول كثيرة، هذه الحشود الرسمية التي تدفقت على القاهرة كانت تأكيدًا لأهمية دولة وقيمة شعب.. كانت وثيقة تسليم السلطة بين رئيس يمضى ورئيس جديد ميثاق شرف ومسؤولية وعرفًا جديدًا يضع ثوابت جديدة لوطن جديد. وكان تبادل الكلمات بين الرئيسين أمام العالم كله صورة حضارية لوطن عظيم.. هذا الحشد الدولي الرهيب كان اعترافًا بثورة الشعب المصري يوم 30 يونيو ضد نظام سياسي فاشل، وكان تأكيدًا لنجاح ثورة 25 يناير رغم كل محاولات التشويه التي تعرضت لها، فهي ثورة شعب قام ضد الظلم والاستبداد.. كان المشهد رائعًا في كل شيء، قصر الاتحادية الذي عاد مضيئًا متألقًا بحديقته الجميلة، ومواكب الضيوف تندفع إليه في شموخ. وعندما جاء المساء، كان حفل قصر القبة البديع الذي أعاد للمصريين صورة من شموخهم القديم.. كان خطاب الرئيس السيسي، وكلمة وداع من المستشار عدلي منصور، وقصر القبة يضيء ويتألق في استقبال عصر جديد، كانت الكلمات تفتح أبواب الأمل أمام شعب عانى كثيرًا من السنوات العجاف، وكان قصر القبة العتيق يطل بذكرياته الطويلة ليضيف صفحة جديدة من تاريخ مصر والمصريين.. كانت قلادة النيل من الرئيس الجديد عبدالفتاح السيسي للمستشار عدلي منصور آخر صفحات المناسبة الجميلة، وشهادة عرفان وتقدير لإنسان لم يبخل على وطنه في ساعة محنة. تحية لكل من شارك في تنظيم هذه المناسبة الجميلة خاصة فريق العمل في رئاسة الجمهورية، فقد أعاد للمصريين شيئًا من ذاكرة شموخ قديم، وأعاد لنا الأمل في مستقبل أفضل بإذن الله. المزيد من الصور :