دخلت مصر أمس، مرحلة جديدة من تاريخها، بعد ثورتين متتاليتين، في غضون أقل من ثلاثة أعوام. وبتأدية الرئيس المصري المنتخب عبدالفتاح السيسي اليمين الدستورية أمس كرئيس جديد للبلاد لولاية مدتها 4 سنوات أمام الجمعية العمومية للمحكمة الدستورية، تطوي أرض الكنانة حقبة تاريخية، لتفتح صفحة جديدة، قوامها عودة الاستقرار والهدوء والأمن للشارع المصري. وفي أول خطاب له بعد أدائه اليمين الدستورية، ثمن السيسي المبادرة التي وجهها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لدعم مصر، معرباً عن تقديره الخاص لخادم الحرمين الشريفين، على دعوته لعقد "مؤتمر أشقاء وأصدقاء مصر". وأضاف السيسي، خلال إلقائه أول كلمة له من داخل قصر "الاتحادية"، وبحضور عدد كبير من الحكام والرؤساء والمسؤولين العرب والغربيين والأفارقة، يتقدمهم، نائب خادم الحرمين الشريفين، الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وأمير دولة الكويت، وملكا البحرين والأردن، ورؤساء فلسطين، والصومال، وولى عهد أبوظبي "أتطلع إلى مشاركة واسعة في مؤتمر المانحين الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين لدعم مصر". وأشار السيسي إلى أنه يعتزم أن تشهد مرحلة البناء المقبلة نهوضاً شاملاً على المستويين الداخلي والخارجي، معتبراً تولي الرئاسة في مصر شرفاً عظيماً. وقال السيسي "مصر الأمن والأمان، مصر الأنبياء، مصر الثقافة، تلك الدولة التي تتميز بالقوة والموقع الجغرافي المتميز". وأضاف السيسي أن "مصر هي قلب العروبة النابض، ومنارة العالم الإسلامي بنبذها للعنف أياً كانت دوافعه، ونبذها للإرهاب أياً كانت نوافذه، فمصر رائدة التحرر والاستقلال، وأعتزم أن تشهد المرحلة المقبلة جهوداً شاملة على المستويين الداخلي والخارجي لنصوب أخطاء الماضي، وسنؤسس لمصر المستقبل دولة قوية سالمة تنعم بالرخاء، وأتطلع إلى مشاركة الشعب آماله وطموحاته، كما أتطلع لتدعيم أواصر التعاون مع الدول العربية والأجنبية لتنمية البلاد". وكان السيسي قد أدى أمس اليمين الدستورية كرئيس لمصر بمقر المحكمة الدستورية العليا، وبحضور أعضاء الجمعية العامة بالمحكمة، وكذلك بحضور الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور، الذي سلم السلطة إلى الرئيس السيسي في مشهد هو الأول من نوعه في تاريخ مصر، التي لم تشهد على مدى تاريخها الطويل مشهداً يسلم فيه رئيس منتهية ولايته مقاليد الرئاسة لرئيس منتخب، حيث وقع السيسي ومنصور على وثيقة تسليم السلطة. ومساء قطع السيسي في احتفالية قصر القبة، معاهداً الشعب المصري، باحترام الدستور، والقانون، واحترام كرامة المصريين. وفي لهجة صارمة، قال السيسي، إن مرحلته لن تشهد تصالحا مع من "يريدون دولة بلا هيبة"، ومع من "أراقوا دماء المصريين الأبرياء"، في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين المحظورة. وأضاف الرئيس المصري "أنا رئيس لكل المصريين لا تفريق بين مواطن وآخر ولا إقصاء لأحد، سنمضي قدما حتى تنفيذ الاستحقاق الانتخابي الثالث لخارطة الطريق. أعاهد الشعب المصري على أن تحترم السلطة التنفيذية دستور البلاد". وقال "مصر مستقلة القرار ترفض أي تدخل في شأنها الداخلي".