في يوم تاريخي، انتصرت فيه ثورة المصريين وانتقلت مصر من مرحلة الثورة إلى مرحلة الدولة عقب وضع دستورها وتنصيب رئيسها، وتستعد لانتخابات برلمانية، ووسط فرح عم أرض الكنانة أدى الرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسي اليمين الدستورية، مقسما على أن يحافظ على استقلال الوطن وسلامة أراضية وأن يرعى مصالح الشعب وأن يحترم الدستور والقانون. وعادت لمصر شمسها الذهب بتجسيد عودتها للعروبة وعودة العروبة لها، محتفين بقادة العرب والعالم وفي مقدمتهم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز نائب خادم الحرمين الشريفين، حاملا رسالة حب جديدة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وحكومة وشعب المملكة. بدأ يوم أمس مبكرا، ليسجل لحظات تاريخية في مسيرة مصر الدولة، إذ وصل الرئيس السيسي في العاشرة صباحا بطائرة على مهبط طائرات القوات المسلحة أمام مستشفى المعادي، وتوجه إلى المحكمة الدستورية وسط حشد شعبي رفع فيه المواطنون أعلام مصر وصور السيسي ومعه الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، ولافتات مكتوب عليها «السيسي رئيسي». في هذا الأثناء كانت ميادين الثورة بالقاهرة والمحافظات تردد هتافات المحتفلين بتنصيب السيسي رئيسا. وفي العاشرة و55 دقيقة صباحا، بدأت مراسم أداء اليمين بالسلام الجمهوري ثم آيات من الذكر الحكيم، تلتها في تمام الحادية عشر صباحا كلمة نائب رئيس المحكمة الدستورية ماهر سامي التي استغرقت 11 دقيقة، وقال فيها: إن 25 يناير وقعت في قبضة جماعة انقضت عليها وفتكت بها ومزقتها أشلاء كما مزقت جسد الدولة. وأضاف: إن ثورة 30 يونيو مغامرة أوحت بها دفقات مشاعر وانفعالات وطنية جارفة، مؤكدا أنها لم تكن انقلابا عسكريا كما روج لها البعض، ولكنها كانت ثورة شعب. وأضاف: إن المحكمة تشهد يوما خالدا في تاريخها، تجرى فيه مراسم تأدية عبدالفتاح السيسي اليمن بعدما اجتمعت إرادة الشعب على اختياره، مشددا على أن 30 يونيو نموذج حي يجسد إرادة شعب أراد إنقاذ الوطن، ليعلن خلال كلمته عودة المستشار عدلي منصور رئيسا للمحكمة الدستورية، ثم تلا النائب الأول لرئيس المحكمة الدستورية المستشار أنور العاصي كلمة قصيرة، أعلن فيها عن بدء مراسم أداء اليمين. وفي الساعة الحادية عشر وست وعشرين دقيقة، أدى عبدالفتاح السيسي اليمين الدستورية، رئيسا للبلاد لفترة رئاسية تمتد لأربع سنوات، أمام الجمعية العامة للمحكمة الدستورية العليا، برئاسة المستشار أنور العاصي، وفقا لأحكام المادة (144) من الدستور الجديد، وبحضور الرئيس عدلي منصور، وأسرة السيسي تتقدمهم زوجته السيدة انتصار السيسي. وبعد أداء القسم، هتف العشرات من المواطنين المتجمعين في ميدان التحرير (السيسي رئيسي.. وبنحبك يا سيسي.. تحيا مصر)، فيما أطلقت السيدات الزغاريد عقب حلف اليمين، وتم إطلاق الألعاب النارية ابتهاجا بتنصيب الرئيس. ثم توجه السيسي بعد ذلك إلى قصر الاتحادية، حيث أطلقت مدفعية السلام إحدى وعشرين طلقة، وأدى حرس الشرف التحية، أعقبها عزف السلام الوطني، وتفقد الجمهورية حرس الشرف، قبل أن يستقبله الرئيس المنتهية رئاسته المستشار عدلي منصور، لدى سلم القصر لتحيته.