اكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم أن حكومة التوافق الوطني الفلسطينية التي سيشكلها بعد توقيع اتفاق المصالحة مع حركة حماس ستعترف باسرائيل والاتفاقات الدولية وتنبذ العنف. واثارت محاولة المصالحة الفلسطينية الجديدة غضب اسرائيل التي تعتبر حماس "مجموعة ارهابية". واعتبرت في بيان رسمي أن عباس باتفاقه مع حماس اطلق "رصاصة الرحمة" على عملية السلام. وفي كلمة له أمام المجلس المركزي الفلسطيني المنعقد السبت قال عباس "الحكومة المقبلة ستأتمر بسياستي". وأضاف "وأنا اعترف بدولة اسرائيل وانبذ العنف والارهاب ومعترف بالشرعية الدولية وملتزم بالالتزامات الدولية والحكومة ستنفذها" في اشارة إلى مطالب اللجنة الرباعية للشرق الاوسط (الولاياتالمتحدة، روسيا، الاتحادالاوروبي والامم المتحدة) لفتح الحوار مع حماس. واتفقت منظمة التحرير الفلسطينية وحماس الاربعاء على تشكيل حكومة وحدة "وفاق وطني" برئاسة عباس تتكون من شخصيات مستقلة. واوضح عباس ان هذه الحكومة ستكون "حكومة تكنوقراط مستقلين تتولى مهمة الاعداد للانتخابات". واضاف "الاحتكام لصندوق الاقتراع اساس الديموقراطيات وان الاوان لتجديد الشرعية الفلسطينية". واكد الرئيس الفلسطيني أن الحكومة المقبلة لن يكون لها دور في ما يتعلق بمفاوضات السلام مع اسرائيل مؤكدا أن هذه المهمة تندرج في اطار مهام منظمة التحرير الفلسطينية. وقال "المفاوضات شأن من شؤون منظمة التحرير الفلسطينية لانها تمثل كل الشعب الفلسطيني والتفاوض مع اسرائيل يتم باسم كل الشعب الفلسطيني، بخاصة اللاجئين"، مشيرا "وشأن الحكومة ما يجري في داخل الاراضي الفلسطينية". وتعتبر الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي حركة حماس التي طردت حركة فتح التي ينتمي اليها عباس من السلطة في قطاع غزة العام 2007، منظمة "ارهابية". وترفض حماس مفاوضات السلام وتدعو إلى المقاومة المسلحة لاسرائيل. واكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في مقابلة مع قناة بي بي سي الخميس "طالما انا رئيس لوزراء اسرائيل، فلن اتفاوض مع حكومة فلسطينية يدعمها ارهابيو حماس الذين يدعون إلى تصفيتنا". وجدد عباس ايضا رفضه الاعتراف باسرائيل "كدولة يهودية"، مشيرا "لن نقبل ابدا الاعتراف باسرائيل دولة يهودية". واشار إلى أن الفلسطينيين اعترفوا باسرائيل في 1993 عند توقيع اتفاقيات اوسلو للحكم الذاتي مذكرا بأنه لم يطلب من مصر أو الاردن الاعتراف بيهودية الدولة وقت توقيعهما اتفاق السلام مع اسرائيل. والمح الرئيس الفلسطيني ايضا إلى امكانية تحميل اسرائيل مسؤولية ادارة الاراضي الفلسطينية في حال قيامها بفرض المزيد على العقوبات على السلطة الفلسطينية. واكد استعداده للعودة الى المفاوضات مشيرا ألى أن ذلك مرتبط "بالتزام اسرائيل بوقف الاستيطان بشكل كامل واطلاق سراح الاسرى، وان لم يريدوا الالتزام بذلك هنالك الحل الاخر عليهم تسلم كل شيء". وتابع "نحن نقول لدولة اسرائيل أنتم دولة احتلال وانتم المسؤولون عن هذه الفراغات، تفضلوا تحملوا مسؤولياتكم". واعتبرت حماس خطاب الرئيس الفلسطيني "ايجابيا" في معظم نقاطه وان كان يمكن دعم بعض النقاط الجوهرية فيه. وقال باسم نعيم مستشار الشؤون الخارجية لرئيس حكومة حماس اسماعيل هنية لوكالة فرانس برس "الخطاب ايجابي، فيه نقاط ايجابية في مقدمتها ضرورة تحقيق المصالحة وتمسكه بالقدس عاصمة للدولة الفلسطينية وعدم الاعتراف بيهودية الدولة وكلها نقاط الجميع يدعمه فيها، اضافة الى نقطة جوهرية اخرى ان المفاوضات فشلت". ويتصاعد التوتر بين الجانبين منذ مارس الماضي عندما رفضت اسرائيل الافراج عن مجموعة من الاسرى الفلسطينيين بموجب اتفاق تم التوصل اليه بوساطة اميركية لاستئناف محادثات السلام. ورد الفلسطينيون على ذلك بالتقدم بطلب للانضمام الى 15 معاهدة دولية، ووضع عباس حينها شروطا لاجراء المحادثات بعد الموعد النهائي في 29 ابريل. وقامت اسرائيل في ابريل باتخاذ سلسلة اجراءات عقابية ضد الفلسطينيين، بينها تجميد تحويل اموال الضرائب التي تجبيها لصالح السلطة الفلسطينية، وذلك ردا على تقدم السلطة بتلك الطلبات. اميركيا، اقر وزير الخارجية الاميركي جون كيري راعي مفاوضات السلام بفشل جهوده في الوقت الحالي. وقالت جنيفير بساكي المتحدثة باسم الخارجية الجمعة "انها فترة انتقالية. ولا يمكننا اجبار الطرفين على اتخاذ اجراءات لا يرغبون في اتخاذها". أما إيران فقد رحبت السبت "بالمصالحة" بين منظمة التحرير الفلسطينية وحركة حماس "في مواجهة الكيان الصهيوني"، على ما نقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية. وصرحت المتحدثة باسم الخارجية الايرانية مرضية افخم ان "جمهورية ايران الاسلامية ترحب بالمصالحة بين الفصائل الفلسطينية في مواجهة الكيان الصهيوني (...) وفي مواجهة اطماع واعتداءات الكيان الصهيوني المحتل للقدس"، على ما نقلت الوكالة.