اعتبرت اسرائيل في بيان رسمي نشر السبت رداً على خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام المجلس المركزي الفلسطيني، إن عباس أطلق "رصاصة الرحمة" على عملية السلام. وكان الرئيس الفلسطيني أكد في خطابه الذي ألقاه في رام الله بالضفة الغربية المحتلة استعداده مجدداً لتمديد مباحثات السلام كما تطالب اسرائيل لكن شرط أن تفرج اسرائيل عن الأسرى الفلسطينيين وتجمد الإستيطان وتقبل بحث حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أكد السبت ان حكومة التوافق الوطني الفلسطينية التي سيشكلها بعد توقيع اتفاق المصالحة مع حركة حماس ستعترف باسرائيل والاتفاقات الدولية وتنبذ العنف. وقال عباس في كلمة له امام المجلس المركزي الفلسطيني المنعقد السبت "الحكومة المقبلة ستأتمر بسياستي". واضاف "وانا اعترف بدولة اسرائيل وانبذ العنف والارهاب ومعترف بالشرعية الدولية وملتزم بالالتزامات الدولية والحكومة ستنفذها". واعلنت حركة حماس ومنظمة التحرير الفلسطينية الاربعاء في قطاع غزة توقيع اتفاق مصالحة والاتفاق على تشكيل حكومة توافق وطني خلال خمسة اسابيع برئاسة عباس. وقال عباس في كلمته ان هذه الحكومة ستكون "حكومة تكنوقراط مستقلين تتولى مهمة الاعداد للانتخابات". واضاف"الاحتكام لصندوق الاقتراع اساس الديموقراطيات وان الاوان لتجديد الشرعية الفلسطينية". كما اكد الرئيس الفلسطيني ان الحكومة المقبلة لن يكون لها دور في ما يتعلق بمفاوضات السلام مع اسرائيل مؤكدا ان هذه المهمة تندرج في اطار مهام منظمة التحرير الفلسطينية. وقال "المفاوضات شأن من شؤون منظمة التحرير الفلسطينية لانها تمثل كل الشعب الفلسطيني والتفاوض مع اسرائيل يتم باسم كل الشعب الفلسطيني، بخاصة اللاجئين"، مشيرا "وشأن الحكومة ما يجري في داخل الاراضي الفلسطينية". وتعتبر الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي حركة حماس التي طردت حركة فتح التي ينتمي اليها عباس من السلطة في قطاع غزة العام 2007، منظمة "ارهابية". وترفض حماس مفاوضات السلام وتدعو الى المقاومة المسلحة لاسرائيل. واكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في مقابلة مع قناة بي بي سي الخميس "طالما انا رئيس لوزراء اسرائيل، فلن اتفاوض مع حكومة فلسطينية يدعمها ارهابيو حماس الذين يدعون الى تصفيتنا". وجدد عباس ايضا رفضه الاعتراف باسرائيل "كدولة يهودية"، مشيرا "لن نقبل ابدا الاعتراف باسرائيل دولة يهودية". واشار عباس الى ان الفلسطينيين اعترفوا باسرائيل في 1993 عند توقيع اتفاقيات اوسلو للحكم الذاتي مؤكدا انه لم يطلب من مصر او الاردن الاعتراف بيهودية الدولة وقت توقيعهما اتفاق السلام مع اسرائيل. والمح الرئيس الفلسطيني ايضا الى امكانية تحميل اسرائيل مسؤولية ادارة الاراضي الفلسطينية في حال قيامها بفرض المزيد على العقوبات على السلطة الفلسطينية. وكرر عباس السبت استعداده للعودة الى المفاوضات مشيرا الى ان ذلك مرتبط "بالتزام اسرائيل بوقف الاستيطان بشكل كامل واطلاق سراح الاسرى، وان لم يريدوا الالتزام بذلك هنالك الحل الاخر عليهم تسلم كل شيء". وتابع "نحن نقول لدولة اسرائيل انتم دولة احتلال وانتم المسؤولون عن هذه الفراغات، تفضلوا تحملوا مسؤولياتكم". وتم رفع جلسة اجتماع المجلس المركزي الى مساء يوم السبت. واعتبرت حماس خطاب الرئيس الفلسطيني "ايجابيا" في معظم نقاطه ويمكن دعم بعض النقاط الجوهرية فيه. وقال باسم نعيم مستشار الشؤون الخارجية لرئيس حكومة حماس اسماعيل هنية لوكالة فرانس برس "الخطاب ايجابي، فيه نقاط ايجابية في مقدمتها ضرورة تحقيق االمصالحة وتمسكه بالقدس عاصمة للدولة الفلسطينية وعدم الاعتراف بيهودية الدولة وكلها نقاط الجميع يدعمه فيها، اضافة الى نقطة جوهرية اخرى ان المفاوضات فشلت". ويتصاعد التوتر بين الجانبين منذ اذار/مارس الماضي عندما رفضت اسرائيل الافراج عن مجموعة من الاسرى الفلسطينيين بموجب اتفاق تم التوصل اليه بوساطة اميركية لاستئناف محادثات السلام. ورد الفلسطينيون على ذلك بالتقدم بطلب للانضمام الى 15 معاهدة دولية، ووضع عباس حينها شروطا لاجراء المحادثات بعد الموعد النهائي في 29 نيسان/ابريل. وقامت اسرائيل في 10 نيسان/ابريل باتخاذ سلسلة اجراءات عقابية ضد الفلسطينيين، بينها تجميد تحويل اموال الضرائب التي تجبيها لصالح السلطة الفلسطينية، وذلك ردا على تقدم السلطة بتلك الطلبات. اميركيا، اقر وزير الخارجية الاميركي جون كيري راعي مفاوضات السلام بفشل جهوده في الوقت الحالي. وقالت جنيفير بساكي المتحدثة باسم الخارجية الجمعة "انها فترة انتقالية. ولا يمكننا اجبار الطرفين على اتخاذ اجراءات لا يرغبون في اتخاذها". اما ايران فقد رحبت السبت "بالمصالحة" بين منظمة التحرير الفلسطينية وحركة حماس "في مواجهة الكيان الصهيوني"، على ما نقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية. وصرحت المتحدثة باسم الخارجية الايرانية مرضية افخم ان "جمهورية ايران الاسلامية ترحب بالمصالحة بين الفصائل الفلسطينية في مواجهة الكيان الصهيوني (...) وفي مواجهة اطماع واعتداءات الكيان الصهيوني المحتل للقدس"، على ما نقلت الوكالة.