دعا رئيس مجلس أمناء مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالمملكة، الأمير تركي الفيصل أمس الأحد، إلى ضرورة مشاركة دول مجلس التعاون لدول الخليج في مفاوضات مجموعة الدول الكبرى 5+1 مع إيران حول ملفها النووي. ووفق ما نشرته وكالة الأنباء البحرينية ونقله موقع «العربية نت»، قال الأمير تركي «أقترح ألا تقتصر المفاوضات حول إيران على مجموعة الدول الست، بل أن تضاف إليها مجموعة مجلس التعاون الخليجي، لكي يكون هناك جمع كامل للدول المعنية في هذا الشأن». جاء ذلك خلال كلمته بالجلسة العامة ال5 والختامية ضمن مؤتمر الأمن الإقليمي «حوار المنامة»، الذي تستضيفه البحرين تحت عنوان «الاهتمامات الدولية في أمن الشرق الأوسط ومنع انتشار الأسلحة». وأضاف أن إيران «أشاحت بابتسامة» للمنطقة خلال الفترة الأخيرة، غير أننا لا نريد منها التدخل في الشؤون العربية والممتدة من «البحرين إلى فلسطين»، مؤكداً أن هذه الابتسامة «في إشارة إلى محاولة طهران تغيير سياستها ونهجها في المنطقة» لن تؤخذ مأخذ الجد، حيث نريد أن نرى خطوات عملية على أرض الواقع. ووصف الأمير تركي اتفاق جنيف بين الدول 5+1 مع إيران حول ملفها النووي «بالإنجاز الناقص الذي لا يستحق أن نصفق له حتى الآن، لأننا لم نعرف إلى أين سينتهي»، معرباً عن أمله في الوصول إلى ضمان عدم امتلاك طهران للأسلحة النووية بشكل دائم وثابت. وأكد أن «إيران تقع على الخليج، وأي مجهود عسكري أو غيره سيؤثر علينا كلنا بشكل مباشر»، معرباً عن دعمه للاستخدام النووي من قبل طهران في المجالات السلمية، قائلاً إن المملكة السعودية تسعى أيضاً إلى الاستخدام السلمي للطاقة النووية، مشيراً في الصدد إلى خطوات دولة الإمارات العربية المتحدة والتي بادرت في الولوج إلى هذا المجال. فيما نوه بأن الأمن في المنطقة يتأثر كذلك بالقضية الفلسطينية رغم مجهودات وزير الخارجية الأميركي جون كيري في دفع عملية السلام من خلال برنامج يمتد لمدة 9 شهور مضى منها ثلاثة أشهر. وفي الشأن السوري، قال إن الغرب تعهد بالتخلص من أسلحة نظام الرئيس بشار الأسد أيضاً خلال 6 شهور، متسائلاً إن كانت هذه ال6 أشهر دليل جدية أم صدفة، داعياً إلى الترقب لمعرفة النتائج. وكانت إيران توصلت الشهر الماضي في جنيف إلى اتفاق مع مجموعة الدول الست الكبرى، تحصل بموجبه على تخفيف للعقوبات المفروضة عليها مقابل تجميد بعض الأنشطة النووية. من جهته، أعرب الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز أمس الأحد، عن استعداده للقاء الرئيس الإيراني حسن روحاني بينما تعتبر طهران العدو اللدود للدولة العبرية، بحسب بيان صادر عن مكتبه. ونقل البيان عن الرئيس الاسرائيلي الذي يشغل منصباً فخرياً، رده على سؤال في منتدى اقتصادي عقد في تل أبيب حول إمكانية لقاء الرئيس الإيراني الذي أجاب عليه ب «لم لا؟ ليس لدي اعداء وهذا الامر ليس متعلقا بشخص بل بسياسة. الهدف هو تحويل الاعداء الى اصدقاء». فيما شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأحد، مجددا على أن إبقاء «الخيار العسكري ضروري» من أجل نجاح المفاوضات الدولية حول برنامج ايران النووي. بدوره، انتقد وزير الدفاع واسناد القوات المسلحة الايرانية العميد حسين دهقان تصريحات نظيره الامريكي تشاك هاجل الذي قال إن الدبلوماسية مع ايران يجب ان تدعم بالقوة العسكرية. وقال العميد دهقان في تصريحات أمس إن «لغة التهديد والتصريحات الداعية للحرب والبعيدة عن العقلانية لا قيمة لها وهي مستهجنة لدى الرأي العام وغير مقبولة ومن شأنها أن تؤدي إلى خلق الكراهية لدى الشعوب ازاء مستخدمها وتشدد اجواء عدم الثقة تجاه القادة السياسيين الامريكيين وتدل على تاثرهم باللوبي الصهيوني» بحسب وكالة انباء فارس الايرانية. إلى ذلك، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني لنظيره الأفغاني حميد كرزاي الذي يزور طهران الأحد إن إيران ترغب في مغادرة جميع القوات الأجنبية افغانستان، وذلك وسط خلاف بين واشنطن وكابول حول اتفاق امني بين البلدين. وقال روحاني لنظيره الافغاني الذي يزور طهران لمدة يومين ان ايران «تعارض اي تواجد لاية قوات اجنبية في المنطقة وفي الشرق الأوسط والخليج وخاصة في افغانستان، البلد الاسلامي». فيما بدأ مفتشان من الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأحد بزيارة مصنع انتاج المياه الثقيلة في آراك (وسط) في اطار اتفاق للتحقق من المواقع النووية الايرانية، على ما اوردت وكالة فارس للانباء. ويقع المصنع في نفس موقع مفاعل اراك الذي يعمل بالمياه الثقيلة وتنوي ايران تشغيله حوالى نهاية العام 2014. وهذا المفاعل هو في صلب المواضيع التي تثير قلق القوى العظمى لانه يوفر لايران امكانية استخراج البلوتونيوم الذي يمكن استخدامه بعد معالجته لصنع قنبلة ذرية.