دخلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس، منشأة آراك الإيرانية التي تعمل بالماء الثقيل ويُرجّح أن تنتج بلوتونيوم يتيح صنع قنبلة نووية، فيما يلتقي في فيينا اليوم وغداً، خبراء من إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، لمناقشة سبل تطبيق اتفاق جنيف. في غضون ذلك، اتهم نواب متشددون وزير الخارجية محمد جواد ظريف بأنه يذعن لترهيب الولاياتالمتحدة، بعدما سأل الأسبوع الماضي لدى لقائه طلاباً في جامعة طهران: «هل تعتقدون بأن أميركا التي يمكنها أن تشلّ نظامنا الدفاعي بأكمله، من خلال قنبلة واحدة، تخشى نظامنا الدفاعي أو شعبنا»؟ وأفادت وكالة «فارس» بأن حوالى 50 نائباً وجّهوا رسالة إلى ظريف، وَرَدَ فيها أنه يخشى القوة العسكرية الأميركية لأنه لم يكن في إيران ليشهد أداءها العسكري خلال حربها مع العراق (1980-1988). وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) بأن بعضاً من أولئك النواب وجّهوا رسالة منفصلة إلى الرئيس حسن روحاني، تتضمّن طلباً ل «إعادة النظر» في بقاء ظريف في منصبه. وكان الناطق باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية بهروز كمالوندي افاد بان مفتشَين من خبراء الوكالة الذرية زارا منشأة آراك التي تبعد نحو 250 كيلومتراً جنوب غربي طهران، للمرة الأولى منذ سنتين. وعلّق على قول مسؤولين أميركيين إن واشنطن قد تضغط على طهران لتفكيك جزء من المنشأة، قائلاً: «لن نقبل دخول مفاوضات في شأن هذه القضايا. المسؤولون الإيرانيون أكدوا مراراً أن حقوقنا النووية ليست قابلة للتفاوض». وتدخل هذه الزيارة ضمن اتفاق على «إطار تعاون» أبرمته طهران والوكالة الشهر الماضي، لتطبيق «خريطة طريق» تتضمّن ست نقاط هدفها «بناء مزيد من الثقة بين الطرفين» خلال ثلاثة اشهر. وأشار كمالوندي إلى أن إيران والوكالة سيعاودان اللقاء في فيينا بعد غد، للبحث في زيارة أخرى مقررة إلى منجم لليورانيوم في كجين جنوبطهران. وكان كمالوندي أعلن أن المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية زوّدت الوكالة «معلومات حول بحوث» لتطوير جيل جديد من أجهزة الطرد المركزي المستخدمة في تخصيب اليورانيوم. في السياق ذاته، أعلن عباس عراقجي نائب وزير الخارجية الإيراني أن إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) ستعقد في فيينا اليوم وغداً، في حضور خبراء من الوكالة الذرية، «اجتماعاً على مستوى خبراء» لمناقشة «أطر تطبيق اتفاق جنيف». وأشار إلى أن المفاوضات على مستوى وزراء الخارجية، ستُستأنف بعد كانون الثاني (يناير) 2014. إلى ذلك، نقلت وكالة «رويترز» عن وزير خارجية قطر خالد العطية دعوته إلى مشاركة دول مجلس التعاون الخليجي في المفاوضات بين إيران والدول الست، قائلاً: «نحن في المنطقة، نحن معنيون. يجب ألا يقتصر الأمر على الدول الست. في نهاية المطاف و(في) أي اتفاق، سيكون مجلس التعاون الخليجي طرفاً فيه». كما اصدر دعوة مماثلة الامير تركي الفيصل رئيس مجلس ادارة الملك فيصل للبحث والدراسات الإسلامية. وعلقّ وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ على الأمر، لافتاً إلى «أهمية إيجاد آليات إضافية يمكن من خلالها التشاور مع بلدان مجلس التعاون الخليجي في شكل خاص، وإشراكها في العملية في طرق جديدة». لكن النائب الإيراني إسماعيل كوثري، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان، استغرب تصريح العطية، متسائلاً: «على أي أساس ومعيار يريدون المشاركة في المفاوضات النووية»؟ وزاد: «إيران تفاوض الدول الست لأنها أعضاء في مجلس الأمن الذي أُحيل ملفنا عليه. ولكن أن تطلب دول عربية المشاركة في المفاوضات، وهي ليست جهة صاحبة قرار، هو موضع تساؤل». واعتبر أن «أميركا ودولاً أوروبية تحاول تدبير مؤامرة جديدة في هذا الصدد». أما وزير الدفاع الإيراني الجنرال حسين دهقان فدعا «الدول الصديقة والشقيقة المطلة على الخليج» إلى «ألا تقع في شباك الحرب النفسية للعسكريين الأميركيين». إلى ذلك، أعرب الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز عن استعداده للقاء روحاني، إذ أجاب على سؤال في هذا الصدد قائلاً: «لمَ لا؟ ليس لدي أعداء. الأمر ليس متعلقاً بشخص، بل بسياسة». لكنه استدرك أن نفوذ الرئيس الإيراني ضئيل، مشيراً إلى دوائر متشددة قد لا تؤيد انفتاحاً على الغرب.