حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الأحد، شركاءه الغربيين في مجموعة الثماني من تسليح مقاتلي المعارضة السورية، مؤكدًا أن بلاده «لا تنتهك القواعد» الدولية حين تزود النظام السوري بالسلاح، وذلك عشية قمة لمجموعة الثماني تستضيفها أيرلندا الشمالية وتطغى عليها الأزمة السورية. فيما، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الإمريكية أن مقترح البنتاجون يفرض منطقة حظر طيران محدودة بطول 40 كيلومترًا داخل سوريا ما زال قيد البحث، وتساءل محللون في واشنطن أمس عما إذا كان قرار الرئيس أوباما بتسليح الثوار السوريين يأتي في سياق إستراتيجية مدروسة أم أنه مجرد تحرك جاء نتيجة لضغوط أوروبية وخليجية ومن بعض صقور الكونجرس، تطالب بدعم عسكري حاسم يرجح كفة المعارضة السورية في الصراع الدائر منذ 27 شهرًا. بينما، سقط صباح أمس قرابة ال700 قذيفة خلال نصف ساعة فقط على أحياء دمشق الجنوبية، حسب ما أكدته لجان التنسيق، في وقت أشارت فيه مصادر عن قرب إرسال 4000 عسكري إيراني للقتال في سوريا. وحصلت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية على معلومات تفيد باتخاذ قرار عسكري في إيران لإرسال 4 آلاف عنصر من الحرس الثوري إلى سوريا بهدف دعم قوات النظام. ونقلت الصحيفة عن مصادر إيرانية قولها إن هذا القرار اتخذ قبل أسبوع من الانتخابات الرئاسية الإيرانية، مضيفةً أن طهران ملتزمة بدعم نظام الأسد حتى لو كلف الأمر فتح جبهة جديدة في الجولان. ومن جهة أخرى، أكدت «الإندبندنت» وجود نحو 3 آلاف من الخبراء الأمريكيين حاليًا بالأردن للتحضير لإقامة منطقة حظر جوي. وكان الأردن أعلن أنه لن يسمح بأن تكون أراضيه منطلقًا لأي هجوم على سوريا ونفى وجود قوات أمريكية على حدوده الشمالية مع سوريا . من جانبه، قال بوتين إثر محادثات أجراها في لندن مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون «نحن لا ننتهك أي قاعدة أو معيار وندعو جميع شركائنا إلى تبني السلوك نفسه» في ما يتصل بإمكان تسليح المقاتلين السوريين المعارضين بعد التقدم الميداني، الذي أحرزه الجيش النظامي السوري بمساعدة مقاتلي حزب الله اللبناني. وأضاف «اعتقد أن الجميع سيتوافقون على أن الأمر لا يستحق دعم أشخاص لا يكتفون بقتل أعدائهم بل يلتهمون أعضاءهم علناً وأمام الكاميرات»، في إشارة إلى شريط فيديو بث في مايو يظهر مقاتلًا معارضًا ينتزع أعضاء من جثة أحد الجنود السوريين. وسال بوتين شركاءه «هل تريدون دعم هؤلاء الناس بالسلاح؟ في هذه الحال، فإن هذا الأمر لا يمت بصلة إلى القيم الانسانية التي تدعو إليها أوروبا منذ قرون، في أي حال لا يمكن لروسيا أن تتصور ذلك». بدوره، قال كاميرون «ليس سرا أن الرئيس بوتين وأنا نختلف حول المسالة السورية»، مكررًا أن على الرئيس السوري بشار الأسد «أن يتنحى لوضع حد للكابوس في سوريا». وأضاف كاميرون «ما استخلصه من حديثنا أننا نستطيع تجاوز هذه التباينات إذا اعترفنا باننا نتقاسم الأهداف الآتية: وضع حد للنزاع ومنع سوريا من التفكك وترك الشعب السوري يقرر هوية من سيحكمونه ومحاربة المتطرفين وتحقيق النصر». وتابع «سننتهز فرصة اجتماع جميع قادة مجموعة الثماني لمحاولة البناء على هذه الأرضية المشتركة».