لندن، بيروتموسكو، باريس - «الحياة»، رويترز ، أ ف ب - ينتظر ان تتصدر الازمة السورية المحادثات التي سيجريها الرئيس الاميركي باراك اوباما اعتباراً من غد الاثنين مع القادة الاوروبيين في اطار قمة مجموعة الثماني التي تُعقد في ارلندا الشمالية. ويزيد من اهمية هذه المحادثات القرار الذي اتخذه البيت الابيض بالسماح بتسليح المعارضة السورية بعد اعلانه ان الادارة باتت متأكدة ان النظام السوري لجأ الى استخدام السلاح الكيماوي ضد المعارضة في اكثر من مكان. واستبق قادة الدول الغربية بدء اعمال القمة بعقد سلسلة من الاتصالات لتنسيق موقفهم ازاء الازمة السورية، واعلنت الرئاسة الاميركية ان اوباما تشاور مساء الجمعة مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء الايطالي انريكو ليتا والمستشارة الالمانية انغيلا مركل. واثار القادة الخمسة موضوع سورية «بما فيه قضية استخدام النظام للاسلحة الكيمياوية ضد شعبه وكيفية دعم انتقال سياسي لانهاء هذا النزاع». ويعقد كاميرون لقاء اليوم في لندن مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يلتقي الرئيس الاميركي باراك اوباما غدا. وعادت امس ظاهرة انشقاق كبار الضباط من الجيش النظامي، بوصول 71 منهم الى تركيا. واعلن البيت الابيض رفض اقامة منطقة لحظر الطيران فوق اجزاء من سورية، لكنه تمسك بتسليح «المعارضة المعتدلة» المتمثلة ب»الجيش الحر»، فيما وافق وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) على طلب الاردن الابقاء على مقاتلات «اف - 16» وصواريخ «باتريوت» بعد انتهاء مناورات «الاسد المتأهب» نهاية الشهر الجاري. واعلن البيت الابيض ان اوباما وكاميرون والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة مركل ورئيس الوزراء الإيطالي انريكو ليتا بحثوا في اتصال عبر الدائرة التلفزيونية لمدة ساعة مساء اول من امس جدول اعمال قمة مجموعة الثماني، وأن «القادة الخمسة أثاروا (موضوع) سورية بما فيه قضية استخدام النظام للأسلحة الكيماوية ضد شعبه وكيفية دعم انتقال سياسي لإنهاء هذا النزاع»، وذلك بعد اعلان الرئاسة الفرنسية انه «جرى بحث معمق للموضوعات (التي ستبحثها) مجموعة الثماني وخصوصاً سورية». وفيما أوردت وسائل اعلام اميركية ان وزارة الدفاع عرضت على ادارة اوباما اقامة منطقة حظر جوي محدودة خصوصاً لحماية معسكرات تدريب مقاتلي المعارضة السورية، قال بن رودس مساعد مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي في مؤتمر صحافي ان فرض هذه المنطقة «اكثر صعوبة وخطورة وكلفة في سورية». وأضاف: «في ليبيا كان ثمة وضع تسيطر فيه المعارضة على اقسام هائلة من البلاد وكان يمكن حمايتهم انطلاقاً من المجال الجوي»، مؤكداً ان ليبيا لم تكن تملك «أنظمة الدفاع الجوي نفسها الموجودة في سورية». وتابع «ينبغي ان نفهم ان منطقة الحظر الجوي ليست الحل المعجزة»، مدافعاً عن «محاولة تعزيز المعارضة المعتدلة». وقال رئيس اركان «الجيش الحر» اللواء سليم ارديس بعد لقائه مسؤولين غربيين في اسطنبول امس لبحث موضوع تسليح المعارضة ان «اصدقاءنا في الولاياتالمتحدة لم يبلغونا بعد انهم سيمدوننا بالاسلحة والذخيرة». وقال مصدر مطلع على الاتصالات الاميركية مع المعارضة انه من المحتمل ان تشمل الاسلحة التي سترسلها الولاياتالمتحدة قذائف صاروخية وقذائف مورتر خفيفة واسلحة الية. وكان ديبلوماسيون غربيون قالوا إن الولاياتالمتحدة تدرس اقامة منطقة حظر طيران قريبة من الحدود السورية الجنوبية مع الأردن. وأكد الأردن أمس أن طائرات «اف 16» وبطاريات «باتريوت» أميركية ستبقى في اراضيه بعد انتهاء مناورات «الأسد المتأهب» نهاية الشهر الجاري، التي تشارك فيها الولاياتالمتحدة ودول إقليمية وعربية. لكن عمان اكدت ان ذلك لن يكون «منطلقاً لأي أعمال عسكرية ضد سورية». واعلن في واشنطن، ان وزارة الدفاع الاميركية (بنتاغون) وافقت على الطلب الاردني. وذكر البيت الأبيض أن اوباما سيجتمع مع بوتين غدا على هامش قمة الثماني على ان يبحثا الأزمة السورية. وقال رودس «نواصل التشاور مع الروس لمعرفة ما اذا كان ممكناً جمع ممثلين للنظام والمعارضة للتوصل الى حل سياسي». واعتبرت موسكو ان اتهامات الولاياتالمتحدة حول استخدام الأسلحة الكيماوية من قبل النظام السوري «غير مقنعة». وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: «النظام يحرز انتصارات على الأرض، وقد اعترفت المعارضة بذلك صراحة». وأضاف: «ثمة تسريبات من وسائل اعلام غربية تتعلق ببحث جاد لفرض منطقة حظر طيران فوق سورية بنشر صواريخ باتريوت المضادة للطائرات ومقاتلات إف 16 في الأردن». وقال: «لا يحتاج الأمر لخبير لكي يدرك أن ذلك سينتهك القانون الدولي»، مضيفاً: «نأمل بأن يتحرك شريكنا الأميركي بما يتفق مع تفعيل المبادرة الروسية الأميركية الرامية الى التحضير لمؤتمر دولي» حول سورية. الى ذلك، قال مسؤول تركي امس إن 71 ضابطاً سورياً فروا إلى تركيا في أكبر انشقاق جماعي لضباط كبار عن الجيش السوري خلال شهور. وعلم ان بين الضباط المنشقين ستة عمداء و20 عقيداً وأنهم عبروا الحدود الى بلدة الريحانية التركية مع أسرهم طالبين اللجوء، حيث جرى نقلهم الى مخيم خاص بالعسكريين الكبار. وتحدثت المعارضة امس عن انشقاق 30 جنديا من الحرس الجمهوري قرب دمشق. ميدانيا، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن طائرات حربية قصفت امس حي جوبر في الطرف الشرقي لدمشق واطراف اخرى في دمشق. كما قصفت قوات النظام مناطق مختلفة في البلاد بينها مدينتا تلبيسة والحولة في حمص (وسط). واندلع حريق داخل مستودعات الذخيرة قرب قرية أم طويجية في الريف الشرقي لمدينة حماة. واستهدفت كتائب مقاتلة من المعارضة بصواريخ حاجزي الكازية والسلام في منطقة خان شيخون بين حماه في الوسط وإدلب في شمال غربي البلاد، حيث أفيد عن إصابات في صفوف القوات النظامية. فيما قصفت قوات النظام مناطق في مدينة بنش القريبة من «موقع الإسكان العسكري» شرق ادلب الذي سيطرت عليه المعارضة اول امس. من جهة اخرى أصدر «حزب الله» بياناً أمس رد فيه على اتهامات وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيليه لمقاتلي الحزب بقتل مدنيين في مدينة القصير. واعتبر «أن اتهامات وزير الخارجية الألمانية جاءت في إطار جوقة التحريض ضد حزب الله» واضاف ان الحزب يرفض الاتهامات الألمانية باستهداف المدنيين في القصير أو التعرض لهم بأي أذى ... ويؤكد أنه يلتزم أرفع المعايير الأخلاقية والإنسانية في التعامل خلال الحرب مع العسكريين الذين يقاتلونه فكيف بالمدنيين».