بدأ الإنشاد عام 1417 بإصدار "تلاقينا" وتتابعت الإصدارات حتى فاق مجموع مشاركاته (350) أنشودة، له العديد من موضوعات الأناشيد المتنوعة ما بين الأخوية والترحيبية والوداعية، وما يواسي أوضاع الأمة الإسلامية في كل مكان، شارك في العديد من الحفلات الإنشادية سواء داخل المملكة العربية السعودية أو خارجها كالكويت وبريطانيا. له ظهور إعلامي مميز في العديد من القنوات الفضائية، يتعايش مع الكلمة بحسّه المرهف، هذا هو المنشد موسى العميرة المعروف ب(أبوعلي)، (الرسالة) حاورته حول بعض القضايا الإنشادية كالإيقاعات، والنسخ غير الشرعي للألبومات، ودور المؤسسات في رعاية المنشدين وغيرها من القضايا في ثنايا الحوار التالي: بداية بطاقة تعريفية عن موسى العميرة. موسى بن علي بن سعد بن راشد العَميرة ولدت في مدينة حائل عام 1398 - 1978م متزوج ولدي علي وهياء, حصلت على البكالوريوس من كلية أصول الدين - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وأعمل حاليًا: معلم تربية إسلامية. مؤخرا دشنت ألبوم "سمو الحياة" بعد انتظار طويل جدًا لماذا تأخر العمل كثيرا؟ التأخر كان على أكثر من محور؛ إعداد القصائد وانتقاء المميز منها، والثاني اختيار الألحان وأخذ الفريد منها، الثالث التواصل مع أكثر من مكان في تنفيذ العمل مثل الأردن مصر الكويت الإمارات وآخرها في جدة والرياض وهذا بطبيعة الحال أخذ جزءا كبيرا من الوقت. لماذا كل هذا التواصل الخارجي وفي عدة دول؟ التواصل كان من أجل الاستعانة بملحنين وكورال وموزعين من خارج المملكة وحتى من داخلها. سمو الحياة لماذا أسميت ألبومك (سمو الحياة)؟ الاسم كان بمشورة من الراعي للعمل وأنا أيدت هذا، ولو لاحظت أكثر القصائد فيها حديث عن السمو بالأخلاق والقيم وهذا ما يبحث عنه المسلم دومًا. متفائل برواج الألبوم (ماديًا) في ظل ضياع الحقوق وهو ما يشتكي منه المنشدون؟ ما دام أنك سألت هذا السؤال هنا أريد أن أوصل رسالة للجمهور، دعما للمجال المحافظ احرصوا على النسخة الأصلية ليس دعما للمنشد أبو علي وإنما دعمًا للمجال المحافظ، وعن نفسي أنا استوفيت حقوقي لكن ليس من المنطق أن يخسر العاملون والمنتجون بسبب التزييف والنسخ. إذًا كيف ترى مسألة النسخ والحقوق بالنسبة للمنشدين؟ البعض نيته خير في هذا الأمر ويريد أن ينشر النشيد المحافظ لكن الوسيلة في ذلك محرمة بنص فتوى من الشيخ ابن باز رحمه الله بأنه لا يجوز النسخ إلا بإذن صاحب العمل حتى ولو كان كافرًا؛ فكيف بنا نحن وخصوصًا أن هذا يؤثر في مجال الفن الهادف كثيرًا ونحن في النهاية لا نبحث عن الربح المادي، وأيضا لا نريد الخسارة ولا نسعى إلى الملايين، فقط نريد أن نسد التكلفة وهذا أتوقع لا يتأتى إذا استمر الوضع على ماهو، عليه نريد أن تأتي المؤسسات للمنشدين وتقول نحن لم نخسر تعالوا ننتج ألبوما آخر وهكذا، دعمًا فقط للفن الهادف. وأما بالأسلوب السابق فلن ينتجوا شيئا ما دام أنها توزع في الإنترنت في اليوم التالي وتضيع كل الجهود أدراج الرياح. الشريط الإسلامي هل ضعف الشريط الإسلامي وأصبح حبيس أدراج التسجيلات التي بدأت تتناقص هي الأخرى؟ بداية نحن اصطلحنا على تسمية المجال المحافظ بمعنى أنه محافظ على القيم الإسلامية محافظ على هويتنا؛ لذلك لا بد أن نحافظ على حقوق الآخرين لأنه لا يجوز النسخ، ولا يحل هذا الأمر دون إذن، بغض النظر عن أن هذا نشر خير ومن هذا القبيل، لكن من ينسخ يخالف الشرع في ذلك، وهذا لا يتعلق بالإنشاد فقط بل حتى يدخل فيه القرآن والمحاضرات لا يجوز نسخها إذا كانت الحقوق محفوظة حتى تسمح لك الجهة المنفذة بذلك. أغلب المنشدين بدأوا في إنتاج الأناشيد بشكل فردي، أنت خالفت هذا الأمر وأصدرت ألبومك أليست مغامرة؟ برأيي الأناشيد الفردية بشقيها التسجيل أو الفيديو كليب تعالج قضية واحدة في الغالب بعكس الألبوم الذي يعالج العديد من القضايا، والألبوم برأيي هو صناعة التاريخ لأن المنشد يعرف أكثر بأعماله المقدمة من خلال الألبومات، لكن الكليبات قد يعرج عليها لكن دائما يكون ثقل المنشد الفني والنفسي قد وضعه في الألبوم، وبالتالي هو الذي يبقى، وهو الذي يوضع في الأدراج للتاريخ، فكرة الكليبات شكل جديد ومميز لكن ربما يكون فيها تدخل في اللحن والكلمة بحيث لا تزيد على الوقت المحدد للكليب بعكس الألبوم مجال الحرية الفنية فيه أكبر. العمل المؤسساتي البعض يتحدث أن المجال الإنشادي غير مربح لذلك من أراد الدخول لهذا المجال سوف يخسر من هذه الناحية ما مدى توافقك مع ما ذكر؟ الموضوع يحتاج رعاية بصراحة وكون المنشد يدخل فيه منفردًا فسيتحمل تكاليف كبيرة بل إن كثيرًا من الشركات توقفت عن دعم الألبومات، أو أنها تبخس الألبوم الذي دفعت فيه الكثير بمبلغًا زهيدًا جدًا لتوزيعه، مبررهم فيه أن السوق ضعيف لكن وجود الرعاية يلبي لك الإنتاج الاحترافي في أفضل الأستديوهات في العالم ومع أبرز الملحنين والشعراء ليخرج منتج يستمتع به الجمهور. كيف تصف العمل المؤسساتي في المجال الإنشادي؟ العمل المؤسسي طبعًا ضعيف، هو موجود لكنه ضعيف وحتى المؤسسات الموجودة ليست احترافية بشكل كبير. والموضوع في الغالب دعم للمحبين للخير أما أن يكون المنشد متفرغًا لهذا الأمر فهذا ما نفتقده في هذا المجال، ومن خلال (الرسالة) أنادي بفتح مؤسسات فنية، وأشدد على فنية لا تنتج المحاضرات والقرآن الكريم لأن هذه اختصاصات، أخرى بل تختص بالنشيد فقط كما هو الحال مع روتانا وغيرها من المؤسسات الغنائية حتى يقدم الفن المحافظ عمله بكل احترافية ويصل صوته لأبعد مدى. لكن البعض يقول: إن المنشدين أيضا لا يمتلكون حس العمل المؤسساتي أيضا؟ صحيح، بعض المنشدين ولا أقول الكل ينشد (أي كلام) وهنا معه حق صاحب المؤسسة أن يبخس العمل لكن أحيانًا تكون هناك مادة جيدة من ناحية التسجيل ومخدومة من ناحية اللحن وقبله الكلمة ومع ذلك المؤسسات تبخسها حقها بالحجة الدائمة أن "السوق ضعيف". نحن الآن نحتاج للتسويق المتكامل في كل المجالات لأن الوضع اختلف، في السابق كان وضع إعلان في التسجيلات الإسلامية يكفي لنفاد الكمية لكن الوضع اختلف الآن كثيرا ولا بد من مواكبة العصر. جيل مميز كيف ترى الجيل الحالي من المنشدين؟ جيل متميز، أصوات خلابة، طرح موضوعات جيدة لكن لا يخلو الوضع من بعض الغثائية، وهذا الأمر ينسحب على كل المجالات، وأنا برأيي ألا نسلط الضوء عليها حتى نقول إن المنشدين تغيروا وغير ذلك مما يقلل من شأن المنشدين؛ لأني أعتبرها انهزامية، لنركز على الإيجابيات. قد تختلف وجهة النظر في موضوع إبراز السلبيات البعض يقول: أبرزوا السلبيات حتى تتم معالجتها ما رأيك؟ الصحافة والإعلام يشدهم هذا الأمر، وأنا ليست لدي مشكلة في التعريج على السلبيات لكن لا أجعلها أساسًا في اللقاء التلفزيوني أو الصحفي من باب دعم النشيد والمنشدين بكل تأكيد. وفي النهاية يقول الله عز وجل: (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض) ولا بد من التفاؤل. والبعض من المنشدين وان كان اخطأ في لحن أو موضوع أو كلمات. لا بد من احتوائهم لأنهم أقرب لنا ممن انجرف نحو الموسيقى والمغريات. كيف ترى واقع العمل الإنشادي المرتبط بالطفولة مع خروج العديد من القنوات المستهدفة لهذه الفئة العمرية؟ الطرح لفئة الأطفال مهم جدًا لكنه متعب أكثر من الطرح العام لأنك تتعامل مع شريحة عمرية لا بد من أن يكون كل ما في العمل يخدم هذه الشريحة سواء في الكلمات وطريقة الأداء وحتى في الألحان، وطرح بعض الموضوعات وطريقة معالجتها يحتاج جهدًا أكبر بالنسبة لهم، وهنا أحب أن أعلن حصري ل"الرسالة" أنه سيصدر فيديو كليب لي عن الطفولة قريبًا إن شاء الله. وعن تأثير قنوات الأطفال فإنه جيد، ونلاحظ الكثير من الأطفال يحفظ الكثير من هذه الأناشيد، وبالتأكيد هناك جوانب إيجابية تنعكس على سلوك الطفل من خلال هذه القنوات. تغير المنشدين الاختلاف وتبدل الرؤية عند بعض المنشدين بعد دخولهم المجال الإنشادي إلى ماذا تعزوه؟ هذه لها ارتباط شديد جدًا بقناعة الإنسان ومعرفته بالفتوى؛ فلو تبين له أمر آخر يأخذ به، وكوننا نتكلم على الزملاء الذين تغيروا فأقول القلوب بين اصبعين من أصابع الرحمن نسأل الله الثبات. بصراحة هل ستتغير قناعة أبوعلي تجاه الإنشاد بالإيقاع؟ الإنسان لا يعلم الغيب لكني أجيب بقولي اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك ولا أستطيع أن أقول لن أتغير. لماذا منعت من أداء الأناشيد الحماسية أو الجهادية؟ هل كان هناك استخدام غير صحيح لها؟ أنا لم أمنع بشخصي لكن كان هناك قرار من وزارة الإعلام بعدم فسح هذه الأناشيد الحماسية لأنه كان هناك استخدام لبعضها في قضايا إسلامية كانت الجهات الحكومية تدعم الشعب فيها مثل الشيشان والبوسنة وغيرها فأتى البعض يستخدم كلماتنا وألحاننا في نتاجه المخرب للبلد لذلك أتى المنع. كلمة تود أن تضيفها في نهاية هذا للقاء؟ أشكركم على هذا اللقاء الجميل، والشكر لكل من يدعم الفن الهادف المحافظ.