تفاعل كثير من المهتمين بالنشيد الإسلامي مع مطالب الشباب المقبلين على الزواج في إنتاج أناشيد رومانسية تتحدث عن حياة الزوجين بذكر كلمات غزل عفيف لا يرقى للفاحش، مؤكدين حاجة جيل الشباب لمثل هذه الجوانب التي أغفلها النشيد الإسلامي وأسهب فيها الغناء الفاحش. واعتبروا أن جانب النشيد الرومانسي حاجة فطرية يحتاجها كل فرد، ولم يتحرج منها سيد الخلق عليه الصلاة والسلام في الاستماع لقصيدة كعب بن زهير التي كان مطلعها غزليا، مشيرين إلى أن النشيد الإسلامي لا بد أن يطرق جميع مجالات الحياة مع الحفاظ على الضوابط الشرعية المحددة. كما اعترض البعض الآخر على إنتاج مثل هذه الأناشيد لما فيها من تشبه بالمجال الغنائي، مشيرين إلى أن بعض المنشدين أنشدوا مثلها وأخرجوا النشيد عن مساره الصحيح. حاجة التنوع المنشد عبدالله السكيتي أكد في حديثه ل(الرسالة) أن النشيد الإسلامي بحاجة ماسة إلى هذا الجانب الذي لم يُخدم بالشكل المطلوب، وقال السكيتي: نحن بحاجة إلى هذا النوع من الإنشاد الذي يحتوي على كلمات رومانسية هادفة ويؤديها منشد يحمل صوتاً جميلاً، مشترطاً عدم احتوائها على كلمات فحش أو مجون. وأوضح السكيتي أن هناك العديد من الأعمال الإنشادية تتحدث عن الحب الفطري اللطيف، ومع ذلك لا تجرح وليس فيها كلمات معيبة، بالإضافة إلى العديد من أناشيد الصداقة والمحبة والقضايا الاجتماعية الأخرى. مشدداً على ضرورة الولوج إلى جميع جوانب الحياة حتى لا نضطر للاستماع للفن الغنائي الذي قد يضيع الشباب. كما كشف السكيتي أن ألبومه القادم يحتوي على نشيد في نفس المجال (الرومانسي) وكلماته من الغزل العفيف النظيف، ويضيف: أنتجت بعض الأعمال الإنشادية الخاصة التي يطلبها مني الجمهور تتكلم عن الزوجين، موضحاً أنها ليست زفات أعراس إنما هي إهداءات يطلبها الرجل لزوجته أو العكس، بالإضافة إلى نشيد قدمته عن احتفال بعيد ميلاد طلبته مني إحدى الأخوات، فأنشدته من غير تحرج. ليس نشيداً ويعترض المنشد موسى العميرة المعروف ب (أبو علي) على بعض الشباب الذين يستمعون للغناء الماجن بحجة أن النشيد الإسلامي لا يهتم بالكلمات الرومانسية، وقال العميرة ل(الرسالة): من تسول له نفسه الاستماع إلى الأغاني التي تحمل كلمات هابطة فهذا مدخل شيطاني غير صحيح، مؤكداً على ضرورة مراقبة الله عز وجل في الحلال والحرام. مشيراً إلى استماع النبي عليه الصلاة والسلام لقصيدة كعب بن زهير التي كان مطلعها غزليا أن النبي والصحابة لم يستمعوا إليها بغرض الاستماع، فعلينا أن نتفهم ذلك، ولا نُسخّر هذا الموقف لصالحنا. وأوضح أبو علي أن كثيرا من المنشدين اليوم توجهوا لإنتاج مثل هذه الأناشيد إلا أنهم أفرطوا فيها كثيراً وأخرجوا النشيد عن مساره الصحيح، مشدداً على ضرورة المحافظة على هوية النشيد الإسلامي. واعتبر أبو علي أن النشيد له شخصيته المستقلة عن باقي الفنون الأخرى، فلو شابه النشيد الغناء بأي طريقة كانت فأنا لا أعتبره نشيداً أبداً. ونبه العميرة إلى أن الغزل العفيف الذي يطلبه بعض جمهور النشيد لا ينبغي أن تسمعه الزوجة إلا من زوجها مباشرة، وقال: أنا لا أرضى لزوجتي أن تسمع كلمات غزلية من غيري، فكل كلمة حب عليها أن تسمعها مني مباشرة، منوهاً إلى أن قضية إنشاد الكلمات الغزلية العفيفة لا ينبغي الاجتهاد فيها أبداً وعلى المنشدين أن يرجعوا فيها إلى الرأي الشرعي، مؤكداً أن أي قضية لا يكون مرجعها للرأي الشرعي تنحرف عن الصواب، لأنها تكون مجرد اجتهادات. فيديو كليب رومانسي بدوره، رحب خالد بامشموس، المدير الفني بقناة فور شباب الفنية، أن تتبنى القناة إنتاج فيديو كليبات رومانسية تحكي عن حال المتزوجين، مشترطاً أن تكون كلمات الأنشودة محافظة ومضبوطة بضوابط شرعية واضحة. وقال خالد: متى ما وجدنا الغزل العفيف والكلمة الهادفة، واللحن الجميل، سنتبنى إنتاج فيديو كليب يتوافق مع كلمات الأنشودة ولكن بضوابطنا الشرعية المعروفة. وأكد خالد أن النشيد الإسلامي تطور هذه الأيام وبدأ بعض المنشدين ينحرف بالنشيد عن مساره الصحيح، ودخول الأناشيد الرومانسية قد يحرف النشيد ويجعله يسلك مسلكاً لا يليق بطبيعة الرسالة التي يسعى النشيد لنشرها بين الناس. كما شدد بامشموس على ضرورة الاهتمام بالمشاهدين وتنوع أعمارهم في نوعية المنتج الذي تقدمه القنوات الفضائية، وقال موضحاً كثيرا من الأغاني التي ينتج عليها كليبات أصبحت تقدم دعارة لا تستحق المشاهدة، وكثير من أبنائنا اليوم أصبحوا يشاهدون هذه الكليبات مما يؤثر عليهم في عقلهم الباطن، فتصبح مثل الأمور عادية جداً. مشيراً إلى أن سياسة القناة ترفض أن تعرض مثل هذه المشاهد. تحتاج إلى اهتمام من جهته، اعتبر عبدالله لعجم، مدير المشروعات بشركة العين، أن المساحة التي يغطيها النشيد يجب ألا تنحصر في جانب معين فقط، بل عليه أن يطرق جميع الجوانب الحياتية، والعاطفة والحب أحد هذه الأبواب. وقال لعجم: النشيد الإسلامي ناقش جميع الأبواب فكان حب الله ورسوله، والوالدين، والأصدقاء، بالإضافة إلى مواضيع الزوجة والحب العفيف ولكن بإقلال، فيحسب للنشيد الشمول وقد يؤخذ عليه الإقلال في جانب العاطفة الزوجية. كما رحب لعجم بطرح مثل هذه الموضوعات بالضوابط المعروفة للجميع، وقال: قد طرحناها قبل ذلك في بعض إنتاجاتنا، وطرحها منشدون في بعض ألبوماتهم، كما أن هناك ألبومات أعلم أنها سترى النور قريباً تناقش مثل هذه المواضيع. وأشار عبدالله إلى أن من يطرح هذا الموضوع سيجد معارضة شديدة كما سيجد ترحيباً، مؤكداً أن هذه طبيعة الأعمال ومن يخاف النقد لا يعمل