أكد المنشد أمين حاميم أنه قدم أنشودة (اعتذار) ويخامره إحساس بأنه يعتذر إلى ربه عز وجل، وأنه حاول أن يرضي جميع الأذواق فقدم الأنشودة مصحوبة بالموسيقى مرة ومرة بالدفوف ومرة خالية من الاثنين. وقال حاميم إن عمله بالإنشاد والتلحين والتأليف لا يدل على اضطراب وتشتت، فالعمل الفني وحدة واحدة لا تتجزأ ومنظومة واحدة متكاملة. وأوضح أن تأخره في تقديم نفسه كمنشد يرجع بالأساس إلى أنه كان مشرفاً على مجموعة من الفرق الإنشادية التي عمل فيها كملحن ومشرف. ونفى حاميم أن يكون منحازاً للشاعر ماجد الجبري، قائلاً إن الفن ليس فيه عنصرية أو تحيز، والفنان يبحث عن الشيء الجميل، والجبري معروف ومشهور قبل أن يتعامل معه. هذا وغيره نطالعه في ثنايا الحوار التالي: دعني أبدأ معك من ألبومك الأخير (اعتذار) ما فكرته ؟ وما هو سر هذا الاسم ؟ ألبوم اعتذار في الأصل هو نتاج تجارب طويلة، مع منشدين وفرق كبيرة، بدأت العمل فيه لأكثر من عام، من كتابة الكلمات وصناعة أفكار واختيار الألحان إلى أهداف مواضيع الألبوم وغيره. وبالنسبة للتسمية (اعتذار) اخترناه كاعتذار لأنشودة (حبك لنا ملموس) وهي إحدى أناشيد الألبوم. حيث أنني قدمت هذه الأنشودة كاعتذار للخالق سبحانه وتعالى، ومن يسمع كلمات الأنشودة يعرف سر الاعتذار. أين أمين حاميم في عداد الفنانين من حيث إصدار الألبومات الإنشادية، مع العلم أنك تشارك في بعض الألبومات الأخرى أو تشرف عليها، فلماذا تأخرت؟ تأخري جاء نتيجة الهم الذي أحمله وهو إبراز المواهب الإنشادية وصناعتها. إبراز المواهب لماذا تتحمل إبراز المنشدين ولا تبرز نفسك؟ كثيرون طالبوني بضرورة إصدار ألبوم خاص بي فاستجبت لنداءاتهم من خلال هذا الألبوم. وتأخري لهذه الفترة لأن الجمهور اليمني سابقاً كان لا يهتم كثيراً بالمنشد وحده أكثر من اهتمامه بالفرق الإنشادية، حيث كنت أترأس فرقة النداء وفرقة الإسراء، إضافة إلى أني كنت أشرف على كثير من الأعمال الإنشادية الأخرى. قد يكون طبيعة المجتمع الذي تعيش فيه أجبرك على هذا التأخر؟ قد يكون، كما أن المتابعين ضغطوا علي كثيراً بعد استماعهم لنشيد (مالنا بالكبر داعي) حيث كان لها صدى كبير، والعديد من المشاركات الأخرى، فتفاعلت مع هذه النداءات فأنتجت هذا الألبوم. هل يعني ذلك أننا ننتظر ألبومات قادمة تكون بنفس مستوى اعتذار ؟ أكيد إن شاء الله، ليس هناك وقت محدد للألبوم، لكن سأنتج الألبومات الإنشادية تباعاً، إلا أنني أتحرى كثيراً في الكلمات واختيار الألحان، وما حصل معي في اعتذار من تأخير يؤكد حرصي على ذلك. أبرز منشد تحقيقك لأبرز وجه إنشادي باليمن في عام 2007م حسب الاستبيان الذي أجراه موقع صوت اليمن .. ماذا يمثل لك؟ تحقيق هذا النجاح دعمني كثيراً، كما أنه شجعني كثيراً لعمل الألبوم الإنشادي الأول. وفي اليمن هناك العديد من الأصوات الجميلة وهي أفضل مني بكثير، غير أنها لم تأخذ حقها من الدعم الإعلامي، ولو اجتهدوا في تفعيل هذا الأمر سيجدون أنفسهم يحققون نجاحات كبيرة على مستوى اليمن وغيرها. أمين حاميم .. مرة نجده منشداً وأخرى ملحناً ومرة مشرفاً أو موزعاً، فأين يجد أمين نفسه؟ دائماً أسأل هذا السؤال، فأنا أعتقد أن هذا منظومة متكاملة مع بعضها، ولا يضر المنشد أن يتنقل بين هذه الأمور، فأنا بدأت مجال الإنشاد بالتلحين والإشراف الفني، لكن كان اهتمامي الأكبر بالجانب الفني أكثر، ولو لاحظت في ألبوم اعتذار أنني لم أقوم بتوزيع أي أنشودة، ولم ألحن الألبوم كاملاً. (مقاطعاً) لماذا ؟ لأني أؤمن بالتنوع، ولا أعتبر نفسي ذكي لو لحنت جميع الألبوم، فمن يتصف بهذه المواصفات كلها سيكون قوياً كفنان لأنها ستجعله قادراً على تمييز هذا التوزيع واللحن على غيره. كما أن التنويع في الألحان والتوزيع مهم جداً لأن الناس أذواق، حتى لو كان يتقن كل الفنون، فالسامع يشعر أن الجو واحد، لكن أنا في ألبومي أتيت بألحان تراثية، واستعنت ببعض الملحنين أيضاً. أفهم من ذلك أن هناك سر يميز حاميم عن غيره من المنشدين اليمنيين، ما هو سر هذا التميز؟ أتوقع أن انتقاء الكلمة واللحن والإشراف على العمل بشكل عام قد يكون هو السبب في ذلك. أصوات معارضة كانت هناك بعض الأصوات المعارضة لألبوم اعتذار.. حيث قالوا: أمين حاميم يعتذر إلى ربه بالمعاصي يقصدون وجود (الموسيقى) في العمل، ما تعليقك؟ القضية مختلف فيها أصلاً، لكن في إطار تعدد الوجهات الشرعية أنا حاولت أن أرضي جميع الأطراف، فقدمت نسخة الموسيقى ونسخة الإيقاع والمؤثرات الصوتية. كما سمعت أن هناك غضب من قبل علماء اليمن الشرعيين صاحب صدور ألبوم اعتذار بسبب وجود الموسيقى، هل يعني ذلك أنك لا تهتم بآراء بعض العلماء الذي يحرمون الموسيقى ؟ هناك بعضهم أبدى زعله من الألبوم، وهذا أمر متوقع أصلاً لأن الوضع جديد عليهم، لكن في ظل تعدد النسخ الثلاث جعلت الأمر أكثر مرونة وهدوءاً. طيب والجمهور الذي يسمع لأمين قد يبدي سخطه أيضاً ؟ فأنت قد تخسر بعض جمهورك ؟ الجمهور الذي يحب أن يسمع الإيقاع سيسمع نسخة الإيقاع، لكن أن بعض جمهوري غضب مني فأنا حتى الآن لم ألمس هذا الأمر، وأنا قد نوعت في طرح الألبوم، وكل شخص ما يريحه. من شاركك في صناعة الألبوم ؟ شاركني في انتقاء الكلمات الأستاذ ماجد الجبري، كما شاركنا فواز الشهاب ونبيل حاميم، ومجموعة من مبدعي اليمن. وأكثر ما أرهقنا هو انتقاء الكلمات، بعد ذلك تم تسجيل الكورال في اليمن، ثم انتقلنا لتسجيل الموسيقى في مصر، وما بين اليمن والقاهرة سجلنا الصولوهات. لماذا الجبري؟ بلغني أن العديد من الشعراء كانوا سيشاركونك في الألبوم إلا أنك استبعدتهم وأبقيت على الشاعر ماجد الجبري فقط .. لماذا ؟ لم استبعدهم، أنا في الحقيقة سجلت 17 أنشودة وما عرضناه في الألبوم جزء منها، وبسبب تعدد الألوان انتقينا هذه فقط، كما أن بعض الشعراء لم يكونوا قريبين مني لأني أحب أن يكون الشاعر قريب مني لأتمكن من التعديل على الكلمات، وكل الشعراء الآخرين تعاملت معهم في أعمال سابقة ولا يعني ذلك أنني فضلت ماجد على سواه. هل يعني ذلك أن الجبري أقوى في الكلمات من غيره؟ لا..كل شاعر له طريقته وإبداعه في انتقاء الكلمات. - ولكن قد يفهم الجمهور أن أمين متحيز لطرف ماجد أكثر ؟ الفن ليس فيه عنصرية ولا تحيز، الفنان يبحث عن الشيء الجميل، وأنا لا أسعى لإبراز ماجد الجبري، فالجبري وعجلان ثابت في الأصل هم بارزون قبل أن يأتي أمين. كورال يمني يظهر من خلال الألبوم أن الكورال كله يمني، وتغلب عليه اللهجة اليمنية، مع العلم أن لهجات بعض الأناشيد متنوعة، فهناك ألوان خليجية بالإضافة إلى اليمنية، وحتى ينجح الأداء ينبغي أن يؤدى الكورال بنفس اللهجة.. ما تعليقك؟ أريد أن أؤكد أن غالبية الأناشيد يمنية، كما أننا استعنا بالكورال الخليجي في الألوان الخليجية، فاستعنا بالمنشد أحمد الهاجري، والمنشد عبدالعزيز عبدالغني، إلا أنني أؤكد أن أي عمل فيه سلبيات وإيجابيات. هي اسمين فقط التي استعنت بها، ألا تعتقد أن هذا الأمر يضعف الألبوم؟ لا أعتقد ذلك أبداً. معنى ذلك أنك تعتقد أن الكورال اليمني قادر على التكيف مع الألوان الخليجية الأخرى ؟ طبعاً، فقد عملنا العديد من الأوبريتات للسعودية والكويت والإمارات ولم أجد أحداً يعارضني على الكورال. فيديو كليب ماذا بعد ألبوم “اعتذار”؟ هناك بعض الأفكار الجاهزة، ففي ألبومي هناك بعض الألوان الغنائية الجديدة مثل أنشودة (ألا يا بال)، بالإضافة إلى نشيد (حبك لنا ملموس) كفكرة كانت جديدة، فأنا أحب أن يكون في كل عمل لي، أفكار جديدة فالعمل القادم إن شاء الله سأفاجئ الجمهور بأفكار جديدة إن شاء الله. ألا تفكر أن تطلق "فيديو كليب" ؟ بالتأكيد، هناك بعض التجهيزات بالتعاون مع شركة العين العالمية وقناة فور شباب الفنية، وكثير نصحوني أن أقدم أنشودة (حبك لنا ملموس) للكليب، وهذه الأنشودة تحتاج إلى فكرة خرافية لأن كلماتها أصلاً قوية ومعبرة. لماذا حبك لنا ملموس ؟ هذا النشيد الوحيد الذي يأسرني عندما أسمعه، فقد كتبت كلماتها في ليلة 29 رمضان، كما أن كلماتها عندما يتفكر فيها الإنسان يشعر أنها تخاطبه فعلاً. - ختاماً .. ماذا تقول ؟ أخيراً أشكر ملحق “الرسالة” الذي اهتم بهذا المجال المهضوم حقه في الإعلام، وأشكر كل من يسمع الكلمة الهادفة، وأشكر كل من يسمع لأمين حاميم.